أثار انتباهي في عدة مناسبات حضرت خلالها حديثا حول “تافراوت”، نعث الكثير من الناس لهذه المنطقة بـ “تافراوت ن واملن”، مما معه يبدو أن “تافراوت” تنتسب إلى “أملن” انتساب الفرع للأصل، وهو عكس ما هو معمول به الآن إداريا.
هناك من يرى أن قول “تافراوت ن واملن” ليس إلا لغرض تمييز “تافراوت” هذه عن غيرها من المناطق المجاورة التي تحمل اسم “تافراوت” مثل “تافراوت ن لمولود” وغيرها.
إلا أن هناك عددا من المعطيات وردت في مصادر مختلفة، توحي بغير ذلك؛ ففي خريطة قبائل سوس بعد استقرارها في نهاية القرن التاسع عشر، الواردة في كتاب “مسألة النقود في تاريخ المغرب” للدكتور عمر أفا؛ (ص ص: 72 و73)، يبدو أن “أملن” كانت قبيلة كبيرة، و”تافراوت” مركزا لها. وكانت تحد قبيلة “أملن” آنذاك قبيلة أيت عبد الله وقبيلة إداوڭنيضيف وقبيلة تاسريرت وقبيلة أمانوز. والملاحظ أن “تاهالا” لم ترد أيضا في هذه الخريطة كقبيلة.
وفي روضة الأفنان لأحمد بن محمد الإڭراري، ورد هامش يعرف فيه محقق هذا المؤلف، المرحوم حمدي أنوش “أملن” على أنه “قبيلة شرق إداوسملال، من مراكزها، تافراوت وإليها ينتسب عدد من العلماء التامليين. (الروضة: ص 237، ط1، 1998).
وفي أرشيفات العقود القديمة لعدد من الأسر بقبيلة أڭلو، توجد عقود كتبها فقهاء معروفون ينحدرون من مدشر أداي، كانوا في توقيعاتهم لها ينسبون أنفسهم بعبارة “التملي أصلا” إلى قبيلة أو منطقة “أملن” وليس إلى غيرها.
فهل كانت هناك في القديم قبيلة تسمى “أملن”، تحتضن من بين ما تحتضنه “أملن” الحالية و”تافراوت” وما إليها؟
من خلال هذا المقال، نود نقل اهتمامنا بالبحث في تراث “أملن” و”تافراوت”، وإعلان أننا بمعية صديقنا محمد القاسمي بصدد الشروع في بحث لتوثيق ما سنستطيع إليه سبيلا من تراث المنطقة. ونهيب بالجميع أن لا يبخلوا عنا بأرشيفاتهم الأسرية من العقود القديمة التي تعد من أهم المصادر التي نراهن عليها لإنجاز هذا العمل.
عذراً التعليقات مغلقة