عمر ببرك …مهرجان نعي ليقامت ببونعمان: حين يغيب النعناع وتحضر البهرجة

الوطن الأنساعتين agoLast Update :
عمر ببرك ...مهرجان نعي ليقامت ببونعمان: حين يغيب النعناع وتحضر البهرجة
عمر ببرك ...مهرجان نعي ليقامت ببونعمان: حين يغيب النعناع وتحضر البهرجة

عوض ان يكون مهرجان ليقامت تتويجا لحصيلة سنة كاملة من العمل والجهد في سبيل النهوض بنبتة النعناع بمنطقة بونعمان، ورمزا للعطاء بعد تقييم محصول سنة على طولها خدمة لليقامت ومجالها وأبنائها وامتداداتها.. ولحظة احتفاء مفعمة بعبق النعناع منه واليه يكون هو المحور والغاية والوسيلة، يحضر في كافة تفاصيل المهرجان ويوثت الفضاء والخلفية والخطاب صدقا لا ادعاء تماما كالحفلات التي تعقب مواسم الحصاد…

عوض كل ذلك تحول إلى فرجة عابرة منفصلة عن سياقها الثقافي والاجتماعي، يتم خلالها إحضار واستدعاء فقرات فنية لا علاقة تربطها بالنعناع، فصار النعناع مجرد مطية لتنظيم السهرات الفنية التي هي مربط الفرس والغاية والمنتهى ، وكل الفقرات الأخرى مجرد هوامش على المتن الأصلي…

وحتى مصطلح التثمين ثم إخراجه عن محتواه ومدلوله، وغدا مجرد كلمة يتم لَوْكُها والتشدق بها دون إدراك لمغزاها، ودون عمل لتحويلها إلى إجراءات ملموسة وحقيقية على الميدان، تملأ بها الفراغات والأرضيات المبتذلة للمهرجانات، حتى صارت لعنة أصابت معظم المنتجات المحلية بالإقليم اللوز والاركان والزيتون والصبار… فاصابتها في مقتل فتدهورت وجفت ونضب إنتاجها… وهاهي تصيب نبتة النعناع فكانت النتيجة تراجع إنتاجه ومعاناته من مشاكل هيكلية قاتلة في مختلف سلاسله…

وبناء على كل ذلك ياتي المهرجان لينعي ما تبقى من ليقامت، وليقيم عزاء وعشاء اخيرا على نبتة كانت إلى عهد قريب مصدر عيش العديد من الأسر ومحركا حقيقيا للاقتصاد المعيشي المحلي، ورمزا حقيقيا للمنطقة…

كان من الأجدى والأفيد تسمية هذه التظاهرة باسم فني أو فلكلوري حتى ينسجم المنظمون مع ذواتهم ومع مضمون المهرجان…

أما النعناع اليوم فيحتاج إلى مرثية وإلى بكاء على الحال الذي وصل إليه، يحتاج إلى من يشخّص ويشرّح وضعيته ويقف على الصعوبات والمشاكل التي يكابدها العاملون في القطاع يوميا، ووضع آليات للتواصل والحوار واقتراح حلول، فضلا عن وضع تصور شامل وخطة للعلاج مبنية على إجراءات ومؤشرات عملية قابلة للقياس، مع جهد ترافعي مثمر لتحسين وضعيتهم وإنقاذ النبتة من الإفلاس والاندثار والتدهور المستمر نتيجة الجفاف وشح المياه، وغياب الإمكانيات، واللامبالاة وعدم الاكثراث إن لم نقل الإهمال والتواطؤ ضد النعناع من قبل من يفترض فيهم الدفاع عنه وتثمينه…

أخوف ما نخاف منه أن يكون المهرجان نذير شؤم و معولا لهدم ما تبقى من قيمة ورمزية النعناع لا عنصرا إيجابيا مساهما في تحسين وضعيته، كما نخشى من نتيجة لعنة التثمين وبهرجة المنتجات المحلية ومهْرَجَنَتها، فتندثر المنتجات وتبقى المهرجانات…

Comments

Sorry Comments are closed

Type a small note about the comments posted on your site (you can hide this note from comments settings)
    Breaking News