عمر ببرك …تهيئة حديقة المقاومة ببونعمان: عنوان التخبط والتدبير غير المعقلن والفقر الجمالي والقانوني

تعد ساحة المقاومة الفضاء الوحيد الذي نجا من زحف الإسمنت وهندسة البقع في ودادية أشبار نزربان، رغم ذلك لم يلق هذا الفضاء المتواجد بقلب المركز وفي موقع حيوي واستراتيجي قبالة المؤسسات وفي ملتقى الطرق الاهتمام الكافي والتخطيط المناسب لجعله معلمة حقيقية تختزل رموز المنطقة وتكون فضاء لائقا ومتنفسا لساكنة الجماعة، وعلامة تشتهر بها وتتفاخر بها….

لكن لا شيء من ذلك تحقق، وفي المقابل لقيت كل الإهمال والتهميش واللامبالاة وعدم الاكتراث، فلم تدرج في أجندة المدبرين الجماعيين إلا لماما وبشكل يسيء اليها، ولم نتذكر أن تم إدراجها للنقاش والتداول في أي دورة من دورات المجلس، فضلا عن فتح نقاش حقيقي وجاد حول تحسين جاذبية مجال المركز وجماليته،

وأكثر من ذلك تم ارتكاب أخطاء فادحة في التعامل مع هذه الساحة من قبل الأغلبية المسيرة ورئيسها نجملها اختصارا فيما يلي:

1- غياب رؤية وتصور واضحين لشكل الحديقة ومكوناتها ومعلمة الجماعة، باستثمار موروثها الثقافي والفني ومنتوجاتها المحلية في ابداع ترميز لائق بتاريخ وحاضر الجماعة.

2- التخبط والعشوائية والارتجالية وسوء التدبير في التعاطي مع هذا المجال، يتجلى في اقتراح تهيئتها ضمن برنامج أوراش ومن خلال جمعية غير مختصة، ثم تهيئتها بطريقة أقل ما توصف به الرداءة والبؤس وتشويه للفضاء وعبث مجالي ينم عن قلة الذوق وسوء التسيير والتدبير، وأخيرا وليس آخرا برمجة اعتمادات في إطار الفائض لإعادة تهيئتها (خدمة معاودة) .

3- شبهة تجاوزات مسطرية وقانونية من خلال السماح لإحدى الجمعيات بتولي ومباشرة أشغال التهيئة كما هو مبين في اللوحة الاخبارية لبرنامح أوراش لسنة 2022 في الملك العام الجماعي (الذي هو حديقة المقاومة) دون التوفر على سند أو تغطية قانونية، ودون إبرام شراكة بين المجلس والجمعية المعنية، (على الأقل حسب علمنا كأعضاء المجلس)، كما يطرح التساؤل عن التوفر على تراخيص اشغال البناء المنجزة، ففي حدود علمنا المتواضع فالملك العام الجماعي جزء من الملك العام يدخل ضمن أملاك الجماعة الترابية ويخصص للمنفعة العامة، والمجلس الجماعي هو صاحب القرار في تدبيره يمارسه عبر الترخيص باستغلاله أو عقد شراكات وعقود التدبير وغيرها من الصيغ القانونية الجاري بها العمل..

4- غموض وضبابية في مصادر تمويل الأشغال المنجزة الرديئة الحالية، فباستثناء اليد العاملة التي وفرها برنامج أوراش، فالمجلس لم يبرمج اي اعتماد ولم تتم المصادقة على أية آلية لدعم الجمعية المنفذة للاشغال، وبالتالي نحتاج إلى توضيح لمصادر التمويل ولميزانية المشروع، ولتقرير مالي مفصل يبين المداخيل والنفقات وآليات الصرف وغيرها، مادمنا نتحدث عن ملك عام جماعي وفضاء مشترك ومنطق مؤسساتي…

5- غياب الذوق الفني والحس الجمالي في تهيئة هذا المجال… يتجلى ذلك في نوعية الأشغال المنجزة وفي تسوير الحديقة الذي لم يعد معمولا به، وكذا في غياب الجمالية في التصميم، وإغفال الكثير من المرافق والمستلزمات التي تتوفر عادة في الحدائق، وكان على المدبرين الاستفادة من تجارب مماثلة في العديد من مراكز الجماعات المجاورة وعلى امتداد التراب الوطني..

6- تبذير المال العام الناتج عن غياب التخطيط المسبق : فبعد القرار الغريب الرامي إلى تهيئة الحديقة في إطار برنامج أوراش، وصرف ميزانية نجهل كنهها ومقدارها ، وتحت ضغط الشارع والإعلام البديل، فضلا عن خلافات داخلية…بلغَنا برمجة اعتمادات في اطار الفائض وأنهم بصدد أشغال جديدة لتهيئة الحديقة حيث اقتنعوا أخيرا بفقدانهم البوصلة وأنهم يخبطون خبط عشواء،

7- يتضح من كل ما سبق أن هذه البلدة الطيبة تفتقر لفريق مسير لديه الحد الأدنى من الغيرة على المال العام و على تنمية المركز وجماليته وجاذبيته، ويحس بالمسؤولية تجاه سلوكاته السياسية والتدبيرية ويحترم الرأي العام المحلي، ويخشى المسألة والمحاسبة.. لعلمه بارتباط المسؤولية بالمحاسبة لتحقيق النجاعة والفعالية في تدبير الموارد، وتعزيز ثقة المواطنين في المؤسسات…