عبدالله خباز / جريدة وطن
بمدينة تارودانت ، نظمت الجمعية المحمدية للفن التشكيلي بتارودانت، بشراكة و دعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مجلس جهة سوس ماسة، عمالة إقليم تارودانت، وكالة التنمية الاجتماعية، المندوبية الجهوية لوزارة الثقافة و الإتصال –قطاع الثقافة- الجماعة الترابية لتارودانت، المجلس الإقليمي لتارودانت، مركز سوس ماسة للتنمية الثقافية، الدورة الثانية ل”ملتقى الإلهام” في الفترة الممتدة ما بين 02 و 04 غشت 2019، شاركت فيها مجموعة من الفنانين المغاربة و الأفارقة من جنسيات مختلفة.
دورة هذه السنة، و التي تندرج ضمن التظاهرات المخلدة للإحتفال بتارودانت كعاصمة للمجتمع المدني لسنة 2019، و التي تميزت باستضافتها للفنان المغربي الدائع الصيت، أحمد بن يسف، كضيف شرف، إلى جانب الناقد التشكيلي، الدكتور رشيد الحاحي، علاوة عن نخبة من الفنانين التشكيليين الأفارقة من جنسيات مختلفة، و نخبة أخرى من الفنانين المغاربة، فهي تحمل إسم الفنان العالمي “كلاوديو برافو كاموس” رسام الواقعية السريالي، وهو فنان من أصول شيلية، أغرم بمدينة تارودانت، وقضى بها جزءا من حياته، حتى توفي ودفن بأرضها ، و التي شيد فيها متحفا يضم العديد من لوحاته ومقتنياته والتحف الفنية التي جمعها قيد حياته، فأضحى بذلك هذا المتحف مقصدا للسياح على امتداد فصول السنة.
و بالمناسبة كذلك، حل ضيفا من القارة الأفريقية على هذه الدورة، كل من جاكي زابا من كوت ديفوار، ودجو مبوتو من الكونغو ـ كينشاسا، ياسين مادجو من الكاميرون، وانديل بوليبينشوسي دلامين من مملكة إسواتيني، بالإضافة إلى فنانين مغاربة، نذكر من بينهم كل من محمد قرماد، عبد القادر غربال، زهور معناني، عبد الرحمان الهناوي، عبد الفتاح قرمان، حسن دحان، أحمد بوصابون، عبد الحق سليم، مصطفى الرماني، لبنى لمزابي، فاطمة بها، زهير مصلي، رشيد بن عبد الله، وعمر الشناعي.
هذا و قد أتاحت هذه الدورة الفرصة لعدد من الفنانات والفنانين المحليين، من مختلف الأعمار ومن كلا الجنسين، للإحتكاك مع زملائهم المغاربة والأجانب على امتداد أيام هذا الملتقى الفني، و الذي تضمن البرنامج الخاص به، مجموعة من الأنشطة و الأوراش التكوينية و المعارض الموزعة على بعض الفضاءات داخل مدينة تارودانت و محيطها. و في هذا الإطار ، فقد تم تنظيم معرض كبير بساحة 20 غشت بذات المدينة ، ضم مجموعة من الأروقة، خصصت لعرض بعض إبداعات الفنان العالمي كلاوديو برافو، و الفنانين الأفارقة، و كذا المغاربة ضيوف المهرجان، إلى جانب عرض إبداعات الفنانين التشكيليين المحليين.
جدير بالذكر كذلك ، أن فعاليات هذه الدورة عرفت تنظيم ندوتين من تأطير الدكتور الناقد التشكيلي رشيد الحاحي: الأولى تناولت موضوع “كلاوديو برافو كاموس، رسام الواقعية السريالي” و ذلك بقصر كلاوديو برافو بضواحي تارودانت، فيما تناولت الثانية موضوع “إبداعات أمريكية بإلهام إفريقي” و ذلك بالكلية المتعددة التخصصات بنفس المدينة. هذا علاوة عن تنظيم ورشات تكوينية لفائدة الفنانين التشكيليين الهواة بإقليم تارودانت، وأخرى لفائدة الأطفال، إلى جانب تنظيم زيارات سياحية استكشافية لبعض المناطق السياحية بإقليم تارودانت، واحة تيوت نموذجا، و التي استفادت بالمناسبة من عمل إجتماعي فني بالمدرسة الجماعاتية لتيوت.
لابد من الإشارة كذلك إلى أنه تم خلال فعاليات هذه الدورة، و التي عرفت حضور الكاتب العام لعمالة تارودانت مرفوقا بعدد من رؤساء المصالح الخارجية و شخصيات بارزة ، و ذلك خلال حفل افتتاح المعرض المقام بالمناسبة بساحة 20 غشت، تكريم جميع الشركاء الرسميون، و عدد من المتعاونين ذوي الأيادي البيضاء ، و الذين أسهموا في إنجاح الدورة، من بينهم على سبيل المثال لا الحصر: عامل الإقليم السيد الحسين أمزال، رئيس المجلس الإقليمي لتارودانت السيد أحمد أونجار بلكرموس، رئيس المجلس الجماعي لتارودانت السيد إسماعيل الحريري، ممثل وكالة التنمية الاجتماعية، إضافة إلى الفنان المغربي أحمد بن يسف، و محمد البشير طبشيش مالك قصر ومتحف الفنان العالمي كلاوديو برافو كاموس. كما تم كذلك تكريم جميع الفنانين الدوليين و الوطنيين و المحليين، و كل الأطفال الذين شاركوا في المحترف الفني (أطفال وألوان) والذي نظمته الجمعية المحمدية للفن التشكيلي بفضاء ساحة 20 غشت و بحديقة إبراهيم الروداني. يشار أيضا إلى أنه تم تنظيم مزاد علني لبعض اللوحات التي رسمت بالورش المفتوح المنظم لفائدة مجموعة من الفنانين الدوليين و الوطنيين بساحة 20 غشت خلال فعاليات هذه الدورة. و قد خصص ريعها لدعم بعض الجمعيات الخيرية بمدينة تارودانت.
هذا و إن من جملة الأهداف التي تروم الجمعية تحقيقها من وراء تنظيمها لهذه التظاهرة الفنية الكبيرة و المتميزة، كما جاء ذلك على لسان رئيسها السيد مولاي زكي مصطفى، هناك ترسيخ ثقافة الإنفتاح على العالم الخارجي، و إثراء المكانة الفنية للمغرب، و تعزيز موقع تارودانت كمصدر إلهام للفنانين التشكيليين، و التحسيس بالمقومات الإلهامية التشكيلية التي تزخر بها المدينة، و انفتاح الفن المحلي على السوق التشكيلي، إضافة إلى تقريب الفنان المحلي من سوق المستلزمات الخاصة بالمحترف.
عذراً التعليقات مغلقة