المستشفى الاقليمي المختار السوسي بتارودانت إلى أين ؟

تارودانت: المراسل
يعرف القطاع الصحي عموما باقليم تارودانت تدهورا حادا في الخدمات المقدمة للساكنة و خصوصا بالمركز الاستشفائي المختار السوسي ،حيث كان محط عدة احتجاجات من جمعيات المجتمع المدني وهيئات حقوقية ، عرت الواقعة المرير الذي يعيشه مرضى هذا المستشفى.
وفي هذا الصدد اصدرت الهيئة الوطنية لحقوق الانسان بتارودانت عدة بيانات وبلاغات للراي العام المحلي و الوطني تنبه للانتكاسة الشديدة التي عرفها تسيير هذا المرفق الحيوي، ووضعت أصبعها على بعض مكامن الخلل. وحسب رئيس الهيئة محمد الزرود فإنه(من الضروري، بداية، الاعتراف للاطر الصحية من اطباء ، ممرضين، تقنيين وغيرهم..بالدور الهام الذي لعبوه في مواجهة جائحة كورونا ونشيد بتفانيهم ونكرانهم لذواتهم بالرغم من الظروف الصعبة وقلة المعدات الضرورية لذلك)، واردف (حجم الشكايات التي نتلقاها من المواطنين و العاملين على حد سواء تنذر بقرب انتفاضة شعبوية ضد التدبير الغير المعقلن لهذه الوحدة الصحية والملجأ الوحيد للمليون ساكن بالإقليم ).
كما اضاف ( في اطار الادوار المنوطة بنا دستوريا وتنفيذا لما يمليه علينا القانون راسلنا مسبقا السيد عامل اقليم تارودانت حول اختلال خطير وخرق واضح لقوانين العمل داخل المستشفيات حيث طالبناه بالتدخل لتصحيح الوضع وتجويد العرض الصحي بهاته المؤسسة عبر احترام انظمة الحراسة و الالزامية غير ان الحال بقي على ما هو عليه الى حدود هذه الاسطر).
وفي بيان آخر استنكرت الهيئة التراجع الخطير للخدمات المقدمة حيث أشار الى طول المواعيد الخاصة سواء بالتحاليل الدموية ، الفحوصات الاشعاعية وطول فترات انتظار العمليات الجراحية وهذا كله ،حسب البيان، راجع الى سوء تسيير ادارة المستشفى للموارد المهمة التي يتوفر عليها. واردف رئيس الهيئة( من بين أهم المشاكل و ابشعها عدم توفير وحدة انعاش مجهزة تتكفل بالحالات الحرجة رغم ان الادارة الحالية عمرت ازيد من سبع سنوات دون وضع رؤية واضحة لتأهيل هذا المركز ما يزيد من معاناة الساكنة و المرضى حيث يجبرون على التنقل الى المركز الجهوي باكادير، والغريب في الامر ان الادارة الحالية عارضت وبشدة مشروع اعادة تأهيل هذه الوحدة لأسباب نجهلها ).
ومن جانب آخر ، عبرت الهيئة عن امتعاضها الشديد لعدم احترام الادارة للاستراتيجيات الوطنية و العالمية الداعية للحفاظ على صحة الامهات الحاملات و الرضع وأشارت إلى ان الادارة لم تضع اي برنامج عمل من أجل التقليص من الوفيات المتعلقة بهم وعدم تحسين و أنسنة المرافق الخاصة باستقبال الحوامل ما خلف تحاقن شديدا في صفوفهن و صفوف مرافقيهن وهذا ما سجلناه عبر عدة شكايات توصلنا بها.
اضافة لكل هذا ، نتأسف كثيرا لاستهتار الادارة بارواح المرضى، وما قصة الطفلة المغتصة التي منعتها الادارة من الحصول على حقها الدستوري في العلاج قبل اتمام وثيقة ادارية لدى الدرك إلا مثال صارخ على طغيانها وتجبرها كاد ان يؤدي لهلاك الطفلة لولا الالطاف الالاهية . كما سجلنا اسفنا الشديد لاصابة اطار صحي عامل بمستعجلات المستشفى بفيروس كورونا بسبب غياب تنظيم محكم لهاته الجائحة، وعدم تفعيل المسارات الخاصة باستقبال الحالات المشكوك فيها او المؤكدة ، كان يمكن ان تحول المؤسسة الى بؤرة وباء).
وختاما قال الحقوقي : نحن نحمل كامل المسؤولية الى ادارة المستشفى الاقليمي المختار السوسي و المندوب الاقليمي للصحة على تدهور الخدمات الصحية وندعو السيد عامل الاقليم الى مزيد من التدخل الجاد و الحازم لوضع حد لكل هذه التجاوزات قبل ان ينفجر الوضع، ونطالب وزير الصحة بإيفاد اجنة مركزية للوقوف على الاختلالات المرصودة ومحاسبة المقصرين.