الفيروس التاجي يفتك بإقليم تارودانت والمملكة المغربية والعالم ،فهل هناك كورونا بشرية أشرس أو توازيه خطورة ؟

الوطن الأن25 أغسطس 2020آخر تحديث :
الفيروس التاجي يفتك بإقليم تارودانت والمملكة المغربية والعالم ،فهل هناك كورونا بشرية أشرس أو توازيه خطورة ؟

 
                              بقلم : محمد مواد 
…………………………………………………الانطلاقة  ستكون من إقليم تارودانت ، ومنها سيطوف بنا الفيروس التاجي بخريطة المملكة  حيث تحطم  أرقام الفتك القياسية بما فوق الألف ضحية طيلة شهر غشت المشؤوم .
فرغم إحتراز و حذر ساكنة الإقليم ،  مترسة الخطوط الدفاعية إلى جانب رفع اللجنة الإقليمية  لليقظة والتنسيق لدرجة التأهب و الإستنفار…
فلازال الوباء الفتاك يواصل  هجماته الغادرة عبر منافذ مختلفة ، و في مواقع متكاثرة  على تراب الإقليم .
و هي الحصيلة  ، التي تسجل من يوم لآخر هنا و هناك ، مثل ما  حدث مؤخرا في إطار متابعة  مخالطي الحالة المؤكدة المسجلة بإحدى التعاونيات الفلاحية المختصة  في إنتاج و تسويق منتوجات الحليب و ومشتقاته الكائن مقرها الاجتماعي بتراب جماعة أيت إعزا بإقليم تارودانت ، أولاد تايمة،  أولاد عيسى ، سبت الكردان لكلالشة  ، تارودانت المدينة … و القائمة ربما قد تطول …
إن واقع حال التطور السلبي التصاعدي لمنحنى بيانات الوضعية الوبائية للإقليم ، تنذر بشؤم  ولوجه إلى المجهول  كالمغرب و كدول العالم تأكيدا ، وهي  ربما الكارثة الحتمية ، التي تخفيها طريقة  تدبيرها من طرف الحكومة ، أو الحكومات داخل الحكومة … إلى حد أن المواطن  ( تلف و شد الأرض ) .
طبعا المسؤولية جماعية  ، تبتدئ في الأول و الأخير  بيقظة  و إحتراز المواطن والمواطنة  ، الإنضباط الصارم  للقوانين  الطارئة ، مرورا  بمهمة السلطات العمومية المختلفة أولا ، بقيامها بواجبها الوظيفي الأمني الذي لا يحتاج إلى ”  جوقات  ” المطبلين و المزمرين  و ثانيا إنجازها بحزم و صرامة  لوظائفها الإلزامية في الحفاظ على الأمن و السلامة  المنضوية ضمن مهامها العادية ليس إلا … و هو ما تقوم به بالفعل في الميدان .
ثم  إنضباط  الإدارات العمومية ، الخصوصية  ، محلات مختلف الخدمات ، الترفيه ….  والمقاولات منها  ، حتى تلك ، الملتوية على قانون الشركات أو المقاولات و المحمية من واجبات بعض الضرائب تحت  يافطة  قوانين التعاونيات ومنها ( تعاونية  كوباك ) .
و الأمر لا يمكن أن يستقيم إطلاقا ، إلا بإنخراطهم في الحرب و ليس المعركة ، بحس وطني و بسلة من المصاريف المالية المرتبطة  بتفعيل كافة التدابير الوقائية  و الإجراءات الإجتماعية  الضامنة  لحماية المستخدمين ، المرتففين  قبل  إنتقال العدوى  إلى المخالطين و ما يليهم من ضحايا محتملين …
لقد رفعت الدولة  المغربية الحظر الصحي  بالمملكة  ، وهو إجراء أصبح سريانه واقعا مؤلما  كما يعيشه اليوم  إقليم تارودانت ، و أبقت على حالة الطوارىء مع تنطيق متغير للأقاليم و الجهات وفق مقياس  تصنيف غير مفهوم المعايير على الأقل  بالنسبة للمواطن العادي . 
لكن ، لا يمكن للدولة  التي إجتهدت  ، والتي وضعت حامل   مفاتيح القرارات بيد وزارة الداخلية ، و لدى أشخاص محددين  بلجنة اليقظة  الإقتصادية ….  أن تنكر أنها ربما  تسرعت إما  خوفا على الشعب أو إندحار  الإقتصاد …
 أو إذعانا … أوبضغط من لوبي مال و أعمال و مافيا محروقات ، لازالت تسعى  بكل إستغراب ( بعض خراطيمه ) إلى  لي  دراع وزارة التربية الوطنية  من أجل إنتزاع  قرار إستباقي ، تحاصر به قانونيا  ، الآباء و الأولياء ضمانا للمال  ، يفرض الدراسة الحضورية بالتعليم ، حتى قبل أن ينكشف توقع  مخرجات الدخول المدرسي و بالأحرى  مآل الوطن  الذي أصبح على مرمى جحيم المصير المجهول  .
وهو المسعى الذي نجحت فيه ، بمقتضى تخريجة صياغة  بلاغ وزارة التربية الوطنية الأخير المؤرخ بيوم 22 غشت 2020  و الذي يحمل في طياته المسؤولية المدنية و الجنائية للأولياء بتوقيعهم على إلتزام الدراسة الحضورية أو البعدية لأبنائهم ، و كأن الدولة لم تعد مسؤولة عن شعبها  .
ونفس الهدف سبق و أن نجح فيه ، لوبي الأعمال و الفلاحة بحكومة أخنوش وليس العثماني ، بعدم رفع تقارير واقعية و إستشرافية لخطر ما يمكن أن ينتج عن الإحتفال بعيد الأضحى في مثل هذه الظروف … لكن قطاع تربية المواشي  و الفلاحة عموما  إنتعش ، و قطاع المحروقات إسترد عافيتة إثر أمواج  التنقلات قصد إلتحاق الأسرة و العائلات ببعضها للتمتع بالعيد… و ربما تكون وراء ذلك دوافع الإغتنام … أو قد تكون فقط  ، ألية من آليات الدعاية الانتخابية قبل الأوان مثل ما يقع عند المقامرة بالوطن أو في لعبة الروليت الروسية ، في إطار الصراع المستعر على رآسة الحكومة المقبلة ، و من يدري ؟
و على كل حال ، فوزارة الداخلية ، بحيادها و ضميرها الوطني غير المشكوك فيه ، إجتهدت إلى جانب هؤلاء ، عبر ولاتها و عمالها  ، و يمكن أن يكون ذلك من باب فلسفة ،( الأجر و الأجران ). 
لكن ، بعد أن كانت المملكة المغربية رائدة و يضرب بها المثل عالميا في مواجهة الجائحة …
الواقع المثبت التسجيل اليوم ، أن الإصابات المؤكدة بالفيروس  ، بعد رفع الحظر الصحي ، قد توالى تحطيمها لقياسات غير متوقعة و جد مقلقة ، و هو ما نبهت إليه منظمة الصحة العالمية بإنذار المملكة المغربية من  إقترابها من خط  التصنيف ضمن  صدارة  الدول الموبوءة   .
و حتى هذه الأرقام  المخجلة ، لم تمنع هؤلاء اللوبيات المعروفين بالأسماء الذاتية و المعنوية من التهافت لإنتزاع كل المراسيم  و الزوارب  الإحتيالية  على قانون المالية المعدل ، بالشكل الذي  ضمن لها لاحقا  ، إسترجاع كل ما تبرعت به للصندوق الخاص بتدبير جائحة كورونا عبر الإعفاءات الضريبة و الجمركية  و كل المداخيل التي ستحترم  منها  آجلا أم عاجلا الخزينة  العامة للدولة .
بل الأدهى من ذلك  ، أن الأبناك  المعروفة بإفتقارها الدائم للقيم الوطنية ، إستغلت  هي الأخرى ظروف الجائحة للإستمرار في  مص دماء الزبناء .
و أن ( شركة إتصالات المغرب ) المخملية و الشبه عمومية أو الخاصة ، الله أعلم ، لم تتبرع و لو بسنتيم واحد من صندوقها الصافي ، بل لجأت إلى تربية  (البرجوازية المتعفنة المغربية  ) بتحويل حوالي  ثلاثة ملايير دراهم ؛ و التي هي  مبلغ الغرامة المالية المحكومة نهائيا ضدها ، من طرف الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، و الملزم تسديها لخزينة الدولة ، عوض تسديدها لخزينة الدولة ، تم  إشهار التبرع بقيمتها  و كأنها ( تقلز للشعب من تحت الجلابة ) و تتشبث في عز الأزمة بثقافة ( بزيتو نقليه ) .
في حين تبرع المنتخبون ، الوزراء ، ذوي الظهائر الشريفة ، المبلصون بمقتضى كعكة المناصب العليا و التعيينات الريعية … بالأنصاف و الرواتب االشهرية وغيرها من أشكال الريع  المترتب عن المهام الإنتدابية فقط ، و ليست الوظيفية .
و الحصيلة أن  الأجراء و مستخدموا الوظيفية العمومية ، هم من تبرعوا بالفعل في  موارد الصندوق المحدث بقرار ملكي سام ،  بدليل الإقتطاع من المنبع .
 لتبقى العملية الحسابية لما يقاربر سقف 33,7 مليار درهم  المودعة  بالصندوق إلى حدود شهر غشت الجاري ،  ليست كلها تبرعات ، بل مجرد سلفات أو ودائع  أو قروض ملتوية ، سيتم إستردادها آجلا أم عاجلا من الخزينة  العامة. 
لذلك ، فهل على مثل هؤلاء الحلفاء ، ستعول الدولة  لتحدي الأزمات الطارئة ، مواجهة الكوارث المباغثة  ؟ و بالأحرى محاربة دمار الجائحة الكونية الجارية ، التي تسارع الفتك بمواطنات و مواطنين ، سماهم صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بأبنائه و فلذات كبده في خطاب العرش الأخير. 
وهل في إطار هذه المنظومة الإقتصادية المهترئة ، الموغلة في  الإنتهازية  و الهياكل المنخورة  قيميا   و الصالونات المدنية الموبوءة  ؟ يمكن  للأجهزة التي يسميها البعض ،  عميقة أو موازية  أو  … و ربما هي التي سماها بنكيران رئيس الحكومة السابق ب ( التماسيح و العفاريت ) ، أن تتربى النخب الوطنية  و  تنتقى الكفاءات و الإطارات (غير المتحزبة )  المؤهلة ، لتسيير الشؤون العامة و التبليص في المناصب الحكومية و تدبير دواليب الدولة  و أن توضع بين أيديها  أمانة مستقبل البلاد و العباد. 
وقس على ذلك ، بكل الولايات و العمالات و منها إقليم تارودانت الذي زرع به العامل السابق بموازاة (دوباج حزب الأصالة و المعاصرة ) ، مساحات مفروشة  لما يسمى بالمؤلفة قلوبهم ، المختبئة ( بالإرادة ) وراء  عدم إخضاعها  للقانونين رقمي  13/  88  و 13/89 .
و عبدت ( بضم العين ) بالإقليم  كذلك ، مسارات لتفريخ نموذج جديد من الأعيان ، الإعلام ، النخب المحلية  المنتفعة  بالصفقات العمومية و أمر طلبيات  الشراء ، مغتنمي  الأوراش التنوية و مفرخي جمعيات نهب مختلف الميزانيات و خزينة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و الراكبين على أمواج التعارف  و التقرب  من  السلطات المختلفة … منهم  مثلا ، على سبيل المثال منتخبا  جاء متقاعدا  ، ب ( أقراب )  يشاع أنه فائض بالأموال و  بخزائن  قارون … (طالبا في الأول ظيف الله لدى كل الأحزاب … ) قبل أن يحط الرحال بأحد الأحزاب المنقرضة ، ليصبح فيما بعد ،  من أعيان الدرجة الأولى  … و من بين المجتهدين  في توظيب و إخراج  هكذا أنشطة ، و مختلف السيناريوهات الدعائية بالمال العام  ،و قبل الأوان  للإنتخابات المقبلة  .
و مما لا شك فيه أن مثل هؤلاء ، وطنيا ،فهم لا يقلون خطورة عن فيروس كورونا المستجد ، حيث أن إنغراسهم وتجذرهم  في المجتمع ، سيؤدي لا محالة إلى تحنيط  روح المبادرة  في الأجيال المقبلة ، تفريغها  من المبادي ، قيم الموطنة و الإنسانية و تجفيفها من الأخلاق النبيلة  و بالتالي  إندحار البلاد و إنحدارالوطن إلى الهاوية .
 في حين أن  الدول العظمى ستتدافع من أجل إكتشاف الدواء الناجع لذلك الفيروس الفتاك ، و ستتنافس بشراسة كذلك ، من أجل إبتكار و إنتاج اللقاحات الضرورية لمحاربته و القضاء عليه .
و إنشاء الله ستلي روسيا ، التي أعلنت مؤخرا إكتشاف لقاح ( سبوتنيك 5 ) دولا و شركات  أخرى ، ستتوصل إلى توفير الأدوية العلاجية و اللقاحات المضادة للفيروس ، رغم درجة الفتك بالبشر المسجلة اليوم بين الحين والآخر ، و رغم وثيرة إنتشار الجائحة المرعبة وسط سكان المعمور .
 و بما أن العالم أصبح قرية صغيرة .
 فحتما ما تعاني منه كل دول العالم والمغرب  هو نفس ما  يعاني  منه إقليم  تارودانت.
و الأكيد أن وسائط التواصل الإجتماعي بقدر ما تتسابق لنشر أخبار الإقليم ، بقدر ما تندس و تكبرفوبيا كورونا في  النفوس .
و طبعا مع تزايد  تسجيل الإصابات المؤكدة وما يحيط بذلك من هلع ، عند نشرالوسائط  للصور، وعمليات تطويق العدوى المنتقلة  للمخالطات و المخالطين و تابعات عزل بعض الأماكن الموبوءة  .
  فمن الطبيعي  م  ، أن يرخي الرعب بظلاله على الساكنة و يستنفر القوات الصحية و العمومية ، و هي نقطة الإلتقاء التي ينبغي التعاون فيها بين الجميع و بمسؤولية الجميع كذلك .
حيث تقوم السلطات الترابية و الأمنية بواجبها في التطبيق الصارم لقانون الطوارئ  ، و القانون الأخير المتعلق بالكمامات ، و يلتزم المواطن و المواطنة بالإنضباط ، اليقظة و التنفيذ الواعي لكل الإجراءات الحمائية.
  الإدارات العمومية ، الخاصة  ،محلات الخدمات و المقاولات … التي ينبغي عليها أن تثبت مواطنتها و وطنيتها بلعب كل أدوارها ، آخرها تحفيز مستخدميها و تحويل مرافقها إلى فضاءات سليمة و آمنة  للمرتفقات و المرتفقين …
عند ذلك سيتمكن  الجميع من الحد من إنتشار الفيروس التاجي ، و تطويق خطره ثم القضاء عليه ، حتى تصير حربه الجارية اليوم ،  إنشاء الله ؛ 
مجرد ذكرى مرعبة ماضوية ، بالكاد  سترويها الأجيال القادمة من باب حكايات التاريخ المشؤومة …
 وشأنها سيضحى مماثلا ، للأوبئة و الجوائح ، سواء المنحدرة من السلالات  الجينومية  : للفيروسات ، الطفيليات أو الباكتيريا، الفاتكة بالبشر في الأزمنة السالفة ، كالطاعون ، الجدري ، التيفوس ، الكوليرا و الجذام  ، الملاريا …..
و ما من سبيل لذلك إلا باليقظة الذاتية و أساسا بالإنضباض للقواعد الطبية و العلمية التي تنصح بها المنظمة العالمية للصحة و وزارة الصحة ،  إحترام توجيهات السلطات العمومية ، و أيضا الإيمان القوي  بقوله تعالى في سورة المائدة : ” … و تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان… ”
و بقوله صلعم  : ” مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد ، الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ”
……………………….بقلم : محمد مواد…………..

 
 

 

 

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة