فضحت وثائق الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة التي وزعت على اعضاء المجلس الاداري ان نسب الاكتظاظ في الفصول الدراسية بجهة سوس ماسة تشكل “الاستثناء” بين اكاديميات المملكة وتتجاوز المعدلات الوطنية بكثير رغم كل الجهود التي بذلتها الوزارة والحكومة من أجل توظيف أطر الأكاديمية من التدريس والبرمجة الاستباقية لكل العمليات التحضيرية القبلية المواكبة للدخول المدرسي منذ نونبر2019.
وعرت المعطيات التي نشرتها اكاديمية سوس ماسة في وثائق سلمت لاعضاء المجلس الإداري ارتفاع نسبة الأقسام المگتظة بجهة سوس ماسة، ففي الإعدادي ارتفعت نسبة الاكتظاظ من 14,78% سنة 2019 إلى 22,02% سنة 2020 مقابل 7.10 % فقط وطنيا. وفي الثانوي التأهيلي ارتفعت هي الأخرى نسب الاكتظاظ من 13,64% سنة 2019 إلى 18,47% سنة 2020، مقابل 4.80 % المسجلة وطنيا.
وبرأي خبراء داخل القطاع، فإن هذه الأرقام المسجلة في اكتظاط الاقسام غير مسبوقة بين أكاديميات المملكة خلال سنتي 2019و 2020، وتحرج وزارة التربية الوطنية في التزاماتها مع وزارة الاقتصاد والمالية وداخل الحكومة في مخطط عملها التنفيذي ومشاريع الرؤية والقانون الاطار51/17، وتحرج الوزير سعيد امزازي ومساعديه الذين يدافعون باستماتة على توفير الاعتمادان المالية رغم كل الاكراهات والرضع الاقتصادي الذي يشكو منه المغرب منذ سنوات، وعمقت جراحه أزمة كورونا. كما يحرج الوزارة أمام المانحين الدوليين.
ومما يزيد الطين بلة، عدم وفاء الاكاديمية ببرنامجها المادي لسنتي 2019و 2020، حيث يتم الجمع بين الدراسات والاشغال في نفس السنة المالية. هذا الوضع يودي إلى تأخير اطلاق طلبات العروض مع نهاية شهري نونبر ودجنبر من السنة المالية كما حدث في سنة2019 وأعيد نفس السيناريو مع نهاية السنة المالية 2020، مما أفضى لضياع عدد من الاعتمادات نظرا لكون الصفقات غير مثمرة، وكذا تأخر الشروع في الامر بالأشغال الذي يتم في السنة الموالية بعد شهور على انطلاقتها ويجعل برمجة الاعتمادات المالية في السنة المعنية غير ذي جدوى ولا نجاعة من وراءه لأنه لا ينفذ في السنة المبرمجة، بل يفاقم أزمة الاكتظاط مع تأخر المشاريع وتراكم تأخر إنجازها في الواقع حتى تكون لمصلحة التلميذ، كما حدث خلال الدخول المدرسي 2020-2021.
وسبق لقضاة المجلس الأعلى للحسابات ان نبهوا لاختلالات التخطيط والبرمجة في تقرير سابق، ومعه سوء توزيع الموارد البشرية وحسن تدبية الخصاص والمتوفر والفاءض على مستوى الأكاديمية، غير أن توصيات موسسات الحكامة بقيت حبرا على ورق بسبب غياب المتابعة والتتبع على مستوى جهة سوس ماسة و أفرزت “الاستثناء الوطني” بين الأكاديميات.
وعلى الرغم من أن وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي ما فتئ يلح على الاهتمام بالجانب التربوي، غير أن غياب خطة واضحة في سوس ماسة يكون لها الأثر في واقع الفصول الدراسية على 635278 تلميذ(ة) في جهة سوس ماسة، بحسب إحصاءات الأكاديمية التي نشرتها.
وفي التربية غير النظامية، تم استرجاع 5554 طفلا بالأسلاك التعليمية الثلاث بجهة سوس ماسة، مقابل 30000 وطنيا. وهو ما لا يمثل سوى 1.66%. وهذا رقم ضعيف مقارنة مع آلاف الأطفال الذين يغادرون الفصول الدراسية بجهة سوس ماسة بسبب غياب تنسيق داخلي ومخطط عملي إجرائي وتصور مضبوط ورؤية موجهة بمؤشرات واضحة ومضبوطة، شانه شان ما يقع في ظاهرة الاكتطاظ التي تنخر منظومة التربية والتكوين وتعيق المردودية الداخلية والجودة في الممارسة البيداغوجية.
وإذا كانت المواكبة التربوية قد استفاد منها وطنيا 5000 طفل، فيما في سوس ماسة لم يستفد منها سوى 158 طفلا، أي 7.9 % فقط رغم الملايين التي ضختها الوزارة في ميزانية أكاديمية سوس ماسة للنهوض بالورش التربوي تثير الكثير من التساؤلات وتستوجب إجراء تحقيق وبحث من طرف المفتسية العامة لقطاع التربية الوطنية والمجلس الاعلى للحسابات وترتيب المسووليات والجزاءات القانونية اعمالا لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة.
وفي تعليقه على الأرقام الصادمة لمدير أكاديمية سوس ماسة، قال عمر أوزكان الناشط الأمازيغي والحقوقي ، ان اعترافات مدير الاكاديمية في أوراق رسمية شاهد اتباث على صحة ما كان المناضلون الشرفاء بتيزنيت وبباقي ربوع سوس ماسة سباقين لإخطار الرأي العام به في بيانات سابقة، سواء في جهة سوس ماسة أو المصالح المركزية أو لدى مؤسسات الحكامة والمراقبة، والتي لم يستوعب مسؤولو الأكاديمية جهويا واقليميا أن مقصلة المحاسبة والمسائلة تدنو منهم مع مرور الأيام، وانطلقت أولى بشارتها مع يناير2021، وستكون سابقة في جهة ترثي حظها العاثر ممن افقدوها تميزعا يوما بعد يوم، ولحظة بلحظة وما مؤشراتها المحزنة إلا دليل علي ذلك، ويتباهون أن من يستمعون من حولهم يصدقون واقعا قاتما تعيشه 1003 مؤسسة تربوية وسط معاناة لا تنتهي، بشهادة أهل الدار قبل الزوار، وهو ما يمكن تخيصه في المثل الأمازيغي المأثور”أيخلف ربي أسگوطي
من اعداد …الطالب على
عذراً التعليقات مغلقة