خطاب السيد عزيز أخنوش
رئيس حكومة المملكة المغربية
نيويورك، 19 شتنبر 2202
معالي الأمين العام للأمم المتحدة
أصحاب الجلالة والفخامة،
حضرات السيدات والسادة:
اسمحوا لي بداية أن أتوجه، باسم المملكة المغربية، بخالص الشكر والتقدير إلى معالي الأمين العام للأمم المتحدة على دعوته الكريمة إلى هذه القمة حول موضوع تحويل منظومة التعليم، والتي تنعقد في سياق دولي غير مسبوق، موسوم بتوالي أزمات حادة انعكست سلبا على جميع مناحي الحياة البشرية وخاصة على خدمات التعلم والتربية والتكوين.
أصحاب الجلالة والفخامة، حضرات السيدات والسادة:
بفضل التوجيهات الملكية السامية، أحرز المغرب تقدما كبيرا في مسار إصلاح منظومة التعليم وتجويدها في أفق تحقيق نهضة تربوية حقيقية تماشيا مع طموحات الأجندة الأممية 2030 للتنمية المستدامة وانسجاما مع الأهداف الاستراتيجية للنموذج التنموي الجديد.
ومن هذا المنطلق، قام المغرب بإعداد خارطة طريق تستهدف الارتقاء بمنظومة التربية الوطنية للفترة 2022-2026، على أساس مشاورات وطنية شاملة، وفق منهجية تشاركية تعتمد على مساهمة مختلف الأطراف المعنية بالتحول التربوي والتعليمي، وخاصة منهم المعلمين والتلاميذ وعائلاتهم.
وتستند خارطة الطريق هاته على ثلاثة محاور رئيسية، تروم تمكين التلميذ من تملك الكفاءات والمهارات الأساسية؛ وتعزيز أداء المعلم وتطوير قدراته على تأمين التحول في التعليم؛ وتجويد المدرسة من خلال إحداث مؤسسات تعليمية حديثة ومنفتحة.
كما تتوخى هذه الخارطة بلوغ ثلاثة أهداف في أفق سنة 2026:
*أَوَّلاً، تقليص معدل الهدر المدرسي بنسبة الثلث،
*ثَانِيًا، الرفع بنسبة 70٪ من عدد التلاميذ المتمكنين من المهارات الأساسية عبر تجويد التعلم وتحسين المعارف،
*ثَالثًا، مضاعفة عدد التلاميذ المستفيدين من الأنشطة شبه المدرسية والأنشطة الموازية.
ومن أجل كسب هذا الرهان وتحقيق الأهداف المسطرة، تعمل الحكومة على إشراك جميع الفاعلين والمتدخلين، تفعيلا لمبادئ الحكامة الجيدة وتبذل كل المجهودات لتعبئة التمويلات الضرورية واستكشاف مقاربات متجددة لدعم الإصلاح وضمان تمويل مستدام وإبرام شراكات ثنائية ومتعددة الأطراف مع الشركاء الدوليين.
أصحاب الفخامة، حضرات السيدات والسادة:
تنفيذا للرؤية الملكية السامية بشأن التعاون جنوب-جنوب، يسعى المغرب جاهدا إلى تنفيذ مشاريع تعاون واعدة في مجال التعليم والتدريب مع البلدان الشريكة، وإطلاق مبادرات ملموسة، على غرار مبادرة جلالة الملك محمد السادس بإنشاء ”معهد إفريقي للتعلم مدى الحياة”.
وإذ يؤكد المغرب في الختام دعمه للنداء العاجل للتحرك وتسريع الجهود من أجل إحداث التحول المنشود في التعليم وللمبادرة الدولية لتمويل التعليم، فإنه يجدد التزامه وحرصه على دعم الشراكة العالمية من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، لا سيما في إطار اللجنة رفيعة المستوى المعنية بتحقيق هدف التنمية المستدامة الرابع المتعلق بالتعليم.
شكرا على حسن إصغائكم.
عذراً التعليقات مغلقة