سارع نظام “الكابرانات” الحاكم الجزائر، إلى شن حملة إعلامية شرسة ضد المغرب، عبر أبواقه المأجورة، حيث وجه إليه اتهامات مباشرة، لتبرير الفشل الذريع الذي عرفته القمة العربية التي نظمت قبل أيام بالجارة الشرقية.
وبدل أن يعترف الكابرانات بفشل هذه القمة على جميع الأصعدة، بدليل مقاطعة جل ملوك وقادة الدول العربية لهذه الدورة التي نظمت في الجزائر، لأسباب مرتبطة أساسا بسعي الجارة الشرقية لخدمة الأجندة التوسعية لكل من تركيا وإيران في المنطقة المغاربية والخليج، بادروا إلى اتهام المغرب بالتشويش على هذه القمة بهدف نسفها.
وارتباطا بما جرى ذكره، نشرت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، مقالا عنونته بـ”عندما يسوق بوريطة الوهم عن طريق التزوير المفضوح”، أوضحت من خلاله أن وزير الخارجية المغربي “ناصر بوريطة”، اختلق فكرة دعوة “الحوار” التي وجهها الملك محمد السادس، إلى الرئيس الجزائري “عبد المجيد تبون”، من أجل تبرير غيابه عن القمة. وأشارت الوكالة المذكورة إلى أن السلطات المغربية أكدت للجزائر وللجامعة العربية، حضور محمد السادس للقمة العربية، موضحة أنها طلبت ترخيصا للطيران لفائدة 10 طائرات لنقل الملك محمد السادس ونجله والوفد المرافق، دون أن تقدم دليلا واحدا يكذب ما جاء في تصريحات “بوريطة” الذي قال أنه لم يتلقى أي رد بخصوص ترتيبات استقبال الملك.
كما وجهت وكالة “الكابرانات”، اتهامات أخرى للوزير المغربي، بعد وصفته بـ “الكاذب والمزور”، مشيرة إلى أنه “أمضى معظم وقته في الجزائر متجولا في الأروقة بحثا عن صحافي لترويج هرائه”، دون أن تذكر سببا منطقيا واحدا كان وراء منع الوفد الإعلامي المغربي من حضور القمة، كما لم تذكر أي مبرر لمنع جل الوكالات الإعلامية العالمية من لقاء الوزير “بوريطة”، علما أن الخرجات الإعلامية المصورة لهذا الأخير، لم تتعد حوارا واحدا مع قناة العربية.
افتراءات وكالة الجزائر لم تتوقف عن هذا الحد، بل امتدت لاتهام “بوريطة” برفضه المشاركة رفقة نظرائه في النقاش البناء حول التحديات التي تواجه الدول والشعوب العربية وحول النظام العالمي الجديد في طور التكوين، وفق تعبيرها، ناسية أو بالأحرى متناسية أن الرجل كان حاضرا في جميع الاجتماعات، بدليل نجاحه في فرض اعتذار الجزائر بعد نشر خريطة المغرب مبتورة من صحرائه، وكذا حرصه على تضمين إدانة تدخل إيران في المنطقة، في البيان الختامي للقمة.
وعمدت الوكالة الجزائرية مرة أخرى إلى الركوب على القضية الفلسطينية، بهدف استمالة تعاطف الجماهير، مشيرة إلى أن هذا الموضوع “أزعج الدبلوماسية المغربية التي اختارت التطبيع على حساب الفلسطينيين”، دون أن تقدم ولو مقترحا واحدا تقدمت به الجزائر لحل هذا الملف الشائك، علما أن الطرح المغربي الوحيد، يبقى الأنجع، بشهادة كل الفرقاء الفلسطينيين.
وخلاصة القول، أن الكابرانات الذين وجدوا أنفسهم اليوم في عزلة تامة، بسبب مسلسلهم العدائي المتواصل، والذي لم يسلم منه البعيد قبل القريب، لن يدخروا جهدا من أجل التمسك بأي قشة أمل، تقيهم غضب الجبهة الداخلية، سيما بعد أن اتضح للجميع بما لا يدع مجالا للشك، أن هذا النظام المارق يقود البلاد إلى المجهول.
عذراً التعليقات مغلقة