عبداللطيف الكامل
في أمسية قرآنية رمضانية نظمها إدارة المهرجان القرآني الوطني باقليم اشتوكة ايت باها مساء يوم السبت 08 أبريل 2023،بقاعة الحفلات تارݣانت بمدينة بيوكَرى،أبى المنظمون لإحياء ليالي شهر رمضان المعظم،إلا أن يقفوا لحظة وفاء وعرفان لروح الفقيد العلامة والفقيه سيدي الحاج أحمد بن التاجر فقيه مدرسة امشكيكلن بأيت باها وذلك اعترافا وتقديرا لما قدمه الراحل من تربية وعلم بالمدارس العتيقة وخدمة لكتاب الله بالمساجد طوال عقود من الزمن بربوع مناطق إقليم اشتوكة أيت باها.
وميزت لحظة الإعتراف والإحتفاء بروح الفقيد،بتقديم شهادات كثيرة في حق الراحل من قبل علماء وفقهاء وطلبة ممن عاشروا الراحل واغترفوا من علمه وفقهه في مختلف المدارس العتيقة والمساجد التي تولى بها الإمامة وقدم دروسا علمية وفقهية ودينية لطلبته،وبهذه المناسبة سلمت هدايا تذكارية لأسرة الفقيد،تسلمها ابنه البار الدكتورمحمد بن التاجر،أستاذ القانون بكلية الحقوق بأيت ملول.
هذا واستنادا إلى الشهادات المقدمة في حق الفقيد العلامة والفقيه سليل المدرسة العلمية والفقهية للعلامة السوسي الكبيرالحاج محمد الحبيب البوشواري،فنسب أحمد بن محمد بن التاجر الإيبوركي يعود الي الوالي الصالح سيدي بورك اوحساين،حيث ولد الفقيد في عائلة شريفة وعالمة في بداية الأربعينات من القرن العشرين بدوار شرفاء ادازن.
وبدأ تعليمه عند والده الفقيه سيدي محمد بن التاجر ثم بمسجد الدواروهناك حفظ القران وهو في سن مبكرة وبالضبط في ثماني سنوات من عمره قبل أن ينتقل إلي المدرسة العتيقة”يوف تركا”بأيت وادريم إقليم اشتوكة ايت باها،وبعدها انتقل الي مسجد أسايس بايت ملول بعمالة انزكَان أيت ملول بحكم تواجد أخيه الحاج ابراهيم كمساعد للفقيه في بداية الخمسينات من القرن العشرين وفي سنة 1954،شارك الراحل في المقاومة وجيش التحرير وهوشاب في مقتبل العمر،
وفي بداية الإستقلال رجع الفقيد إلى المدرسة العتيقة سيدي بوسحاب باشتوكة وبعدها انتقل إلي المدرسة”سيدي زوين”بمراكش لاتمام علم القراءات بها ثم رجع مرة أخرى الى سوس وبالضبط الي المدرسة العتيقة ارس باذاكنيضف عند فقيها انذاك الحاج احمد ايت وغوري لدراسة العلوم اللغوية والنحوية والبلاغة.
وفي بداية الستينات من القرن العشرين توجه رحمه الي منارة العلم والعلماء المدرسة العلمية العتيقة بتنالت لينهل من علم العلامة والفقيه والولي الصالح سيدي الحاج محمد الحبيب البوشواري لتدريس جميع فنون العلوم التي تدرس بالمدارس العتيقة بسوس العالمة من نحو وصرف وبلاغة وفقه وعلوم القران الكريم وعلوم الحديث النبوي الشريف ،وعلم الحساب والفرائض..
وذكرت الشهادات أن الفقيد العلامة بقي بمدرسة تنالت الشهيرة حتي نهل الشيء الكثير من علم العلامة السوسي الحاج محمد الحبيب عالم مدرسة تنالت مما مكنه فيما بعد من التدريس والتنظيم والتأطير ومساعدة الفقيه سيدي الحاج محمد الحبيب وملازمته إلي أن وافته المنية سنة 1977.
ولما جاء خليفة العلامة الحاج الحبيب،قام الحاج إبراهيم أكنازاي المعروف بالغاز بإرسال أحمد بن التاجر ليبدأ مشواره المهني كفقيه وخطيب وواعظ بمسجد ايت ميمون بجماعة سيدي بيبي بإقليم اشتوكة ايت باها حيث مكت بها الي سنة 1980،لينتقل بعدها الى المدرسة العلمية العتيقة بزاوية تعلاط بجماعة تسكدلت،حيث عرفت المدرسة في فترته ازدهارها بكثرة الطلبة الذين نالوا من علمه وفقه تدريسا وتأطيرا وتوجيها ومصاحبة وهنا ككلت جهوده رحمه بتخريج مجموعة من العلماء والفقهاء.
وبعد هذه المرحلة انتقل الفقيد في بداية 1990 إلى المسجد الكبير بالخمايس بجماعة القليعة كفقيه وخطيب للجمعة وواعظ تابع للمجلس العلمي.ومنذ 1991 استقر به المقام بالمدرسة العلمية العتيقة إيمشگيگيلن بجماعة ايت مزال دائرة ايت باها،حيث جدد هناك العهد علي الاجتهاد الروحي والعلمي والعملي،فعرفت المدرسة في عهده تجديدا معمريا حتى أصبحت صرحا علميا حيث ضمت المدرسة العلمية للتدريس والمسجد
من القبيلة والمحسنين والسلطات المحلية والإقليمية. بمساعدة أهل الفضل والإحسان
وهكذا استمرالراحل في أداء رسالته النبيلة تدريسا ووعظا وإرشادا ونصحا وتوجيها وتربية سواء لطلبته أو لزواره وعموم الناس،وذكرت الشهادات في هذه الصدد أن الراحل كان متميزا في طريقته في التدريس والنصح وكان رحمه متواضعا كريما سخيا في كل شئ تخرج علي يده مئات من الفقهاء والعلماء والاساتذة والدكاترة والاطر الإدارية التي تشغل اليوم عدة مهام بمختلف الادارات المغربية.
توفي رحمه ليلة الخميس 05 أكتوبر2022،الموافق ل 08 ربيع الأول 1444،ودفن بجانب المدرسة العلمية العتيقة إيمشگيگيلن التي كانت آخ مدرسة درّس بها وأدى بها رسالته التربوية النبيلة.
عذراً التعليقات مغلقة