محمد بوسعيد
أكد الدكتور خالد العيوض أن محمد بوتحانوت للتحبيب وليس للتحقير ،لكونه كان في السابق عرضة للسخرية و التنكيت ،فحان الأوان لرد الاعتبار له ،نتيجة للخدمات الجليلة التي يقدمها للمواطنين ،حيث ظهر ذلك جليا حلال فترة الحجر الصحي .وأضاف في معرض حديثه للجريدةأن بمحمد بوتحانوت بكل افتخار هو مواطن صالح ،حيث لعب دورا هاما خاصة في بعض القرى النائية ،فيسهر على مد الساكنة بجميع المستلزمات والحاجيات طيلة غياب رب الأسرة عن ذويه .إلى درجة تكلفه بشرائهم الأضحية وأداء واجب استهلاك الكهرباء و الماء ،حتى يعود أب الأسرة من المهجر ويسدد ديونه المبنية على الثقة المتبادلة .ذات المتحدث ،أوضح أن بوتحانوت هو مصدر الثقة ويحتفظ على الامانات .
ولم تفت الفرصة الدكتور خالد ألعيوض أن أحييي عاليا البقال الصغير ،فمعظمهم ينحدرون من سوس ،وجدد الرحمة على روح التاجر الحاج عابد السوسي ،الذي وضع اللبنة الأولى وأسس البقالة بالمغرب ، حيث نشر هذا النوع التجاري ،فالبقال يلعب دورا اجتماعيا أكثر منه اقتصاديا ،فيجب قراءته قراءة سوسيولوجيا ،باعتباره مجتمع مركب يتعايش في أحضانه القديم والجديد ،بل له خصوصيات مغربية لا يمكن أن يفهمها إلا المغربي .
ودعا النموذج التنموي ألجديد إلى استحضار النمط المغربي النابع من واقعنا ،الذي يعيش في أنماطه مكونات متعددة ،كالعرب ،الأمازيغ ،اليهود ،الأفارقة ،ألأندلس وبدون تمييز عنصري .ولفت ألعيوض أن في أغلبية البوادي المغربية ،هاجر الشباب إلى المدينة للبحث عن لقمة العيش ،وتركوا ذويهم بالمنطقة ليبقى البقال هو الذي يتكلف بجميع مصاريف الدوار ،بل حتى التطبيب ، فهو مصدر الثقة وعلبة سوداء لا يفشي الأسرار ودائم الحضور اقتصاديا واجتماعيا ،إلا درجة أن بعض المحسنين يمدونه بمساعدات مالية ليتكلف بدوره بتوزيعها على المحتاجين ،باعتباره وحدة قياس المستوى المعيشي للمنطقة .
عذراً التعليقات مغلقة