في محاولة لتعزيز الأمن الإقليمي وتعزيز السلام في القارة الأفريقية، كانت تمرين الأسد الأفريقي حدثًا مهمًا على مدار العقدين الماضيين. وستحتفل هذه السنة بالذكرى العشرين لتأسيس التمرين، الذي سيسلط الضوء على العلاقة الدائمة والمستدامة بين القوات المسلحة الملكية المغربية ونظيرتها الأمريكية. ومن المقرر إجراء تمرين الأسد الأفريقي 2024 في الفترة من 20 إلى 31 مايو في مواقع مختلفة من بينها أكادير وطانطان والمحبس وطاطا والقنيطرة وبن جرير وتفنيت. ستتناول هذه المقالة اجتماع التخطيط الرئيسي للتمرين، الذي انعقد مؤخرًا في أكادير في الفترة من 29 يناير إلى 2 فبراير.
استضافت القيادة العليا للمنطقة الجنوبية بأكادير الاجتماع التخطيطي لتمرين الأسد الأفريقي 2024. وضم الاجتماع ممثلين عن القوات المسلحة الملكية المغربية والقوات المسلحة للولايات المتحدة ونحو عشر دول شريكة. وكان الهدف من الاجتماع هو وضع الأساس للنسخة العشرين من تمرين الأسد الافريقي وتحديد استراتيجيات التنفيذ لمختلف الأنشطة.
وكان الاجتماع التخطيطي بمثابة منصة للمنظمين لتحديد أهداف وأنشطة تمرين الأسد الأفريقي 2024. ويهدف إلى تعزيز قابلية التشغيل البيني الفني والإجرائي بين القوات المسلحة الملكية المغربية وقوات البلدان المشاركة. بالإضافة إلى ذلك، ركز الاجتماع على التدريب على التخطيط والقيادة العملياتية، وإجراء التدريبات العسكرية المشتركة، والمشاركة في الأنشطة المدنية العسكرية. وسيتضمن التمرين أيضًا تدريبات على إزالة التلوث النووي والإشعاعي والبيولوجي والكيميائي (NRBC).
وحضر الاجتماع التخطيطي مسؤولون رفيعو المستوى من القوات المسلحة الملكية المغربية والقوات المسلحة الأمريكية. ولعب هؤلاء المسؤولون دورًا حاسمًا في تشكيل التمرين وضمان تنفيذه بنجاح. وقد أدت مشاركة ممثلي البلدان الشريكة إلى زيادة إثراء عملية التخطيط، حيث طرحت وجهات نظر وخبرات متنوعة على الطاولة.
سيشمل تمرين الأسد الأفريقي 2024 مجموعة واسعة من الأنشطة ومجالات التدريب. وسيتم تصميم هذه الأنشطة لتعزيز القدرات العملياتية للقوات المشاركة وتعزيز التعاون فيما بينها. وسيركز التمرين على المجالات التالية:
التدريبات العسكرية المشتركة: ستتضمن التدريبات مناورات عسكرية مشتركة، مما يسمح للقوات بالتدريب معًا وتحسين التنسيق وقابلية العمل المتبادل.
التخطيط العملياتي والقيادة: سيخضع المشاركون للتدريب على التخطيط العملياتي والقيادة، وتزويدهم بالمهارات اللازمة لقيادة وإدارة العمليات العسكرية بشكل فعال.
الأنشطة المدنية العسكرية: سيتضمن التمرين أنشطة مدنية عسكرية، مع التركيز على أهمية التعاون بين الكيانات العسكرية والمدنية في مواجهة التحديات الأمنية.
إزالة التلوث من NRBC: نظرًا للأهمية المتزايدة لمواجهة التهديدات النووية والإشعاعية والبيولوجية والكيميائية، سيتضمن التمرين تدريبًا على تقنيات إزالة التلوث من NRBC.
يحمل تمرين الاسد الأفريقي أهمية كبيرة بالنسبة للدول المشاركة والقارة الأفريقية ككل. وهو بمثابة منصة لتعزيز التعاون الإقليمي وتعزيز السلام وتعزيز الأمن. كما يتيح التمرين فرصة للقوات المسلحة الملكية المغربية والقوات المسلحة الأمريكية لتعزيز شراكتهما وتبادل أفضل الممارسات في العمليات العسكرية.
عذراً التعليقات مغلقة