قال الدكتور سعد الدين العثماني، رئيس مؤسسة الخطيب للفكر والدراسات، إن الإرث الأهم للعلامة والعالم المصلح المختار السوسي هو روحه الإصلاحية القوية التي أثرت على الأجيال المتعاقبة. وأكد العثماني أن هذه الروح الإصلاحية هي أهم من كتاباته العلمية.
أوضح العثماني خلال مداخلته في المؤتمر العلمي الدولي حول العلامة محمد المختار السوسي المنعقد بمدينة تزنيت، أنه رغم عدم معرفته الشخصية بالمختار السوسي، إلا أنه أدرك تأثيره الكبير على الجيل الذي عاش معه، بما فيهم والده وجده وعمه.
وأشار إلى أن المختار السوسي قد بث فيهم روح الوطنية والتضحية والإيمان، والعمل من أجل الدين والوطن، مما جعل إرثه معنويًا وعمليًا قويًا.
واعتبر العثماني أن قراءة أعمال المختار السوسي تأخذ القراء في رحلة تأمل وتأثر بإسلوبه الفريد ومنهجه وروحه الجهادية ضد الاستعمار، مما يجعله يلهم الأجيال بروح جديدة. كان للمختار السوسي جاذبية فكرية ومعنوية لا تقاوم.
تساءل العثماني عن العوامل التي جعلت المختار السوسي يبرز من بين أقرانه من خريجي المدارس العلمية السوسية، وأجاب بأنها تتلخص في ثلاثة عوامل: وضوح الأهداف وسموها، الشغف العلمي وحب المعرفة، والتربية الإيمانية والعمق الصوفي.
أوضح العثماني أن المختار السوسي كان لديه رؤيا مستقبلية وأهداف وغايات في كل ما يفعل، مما جعل حياته ذات معنى. كما أن شغفه العلمي وحبه للمعرفة تلقاه من أساتذته مثل أبي شعيب الدكالي. أما التربية الإيمانية والعمق الصوفي، فقد ورثها عن والده الشيخ الصوفي شيخ الطريقة الدرقاوية، مما جعله قدوة حسنة وأخلاق عالية وتفانٍ عميق.
وختم العثماني بأن إرث المختار السوسي هو مدرسة حقيقية في العطاء، فرغم الظروف الصعبة من شظف العيش والتضييق، إلا أنه استطاع الحفاظ على روح متقدة وعطاء مستمر وقوي.
عذراً التعليقات مغلقة