رد النظام العسكري الجزائري برفض قاطع لإنذار، الدي وجهه له رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا بايرو ، بل وأعاد ثلاثة من مواطنيه إلى باريس على متن الطائرة نفسها التي أقلهم إليها، في خطوة تؤكد استمراره في تنفيذ سياسة الابتزاز.
وفي المقابل، صعّد وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو من لهجته، محذرًا من تأجيج الخلافات بين البلدين، ومؤكدًا على ضرورة اتباع نهج أكثر صرامة في التعامل مع الجزائر، في ظل التوترات السياسية المستمرة.
وفي ختام زيارته الوزارية وحملته الانتخابية لرئاسة حزب الجمهوريين في أورليان، يوم أمس الجمعة، ربط ريتايو بين الاعتداء الذي وقع في مولوز خلال فبراير الماضي ورفض الجزائر استقبال المرحّلين، معتبرًا أن الحادث كان “نتيجة مباشرة لعدم احترام الجزائر للقانون وواجباتها”، وفقًا لما نقلته صحيفة لوفيغارو الفرنسية.
ولم يقتصر التوتر على حادثة مولوز فقط، بل إن استمرار الجزائر في رفض استعادة مواطنيها الملاحقين قضائيًا داخل فرنسا زاد من تعقيد الموقف.
وفي هذا السياق، شدد ريتايو على أن العلاقات بين الدول يجب أن تقوم على مبدأ “المعاملة بالمثل”، مشيرًا إلى أن سياسات الجزائر في بعض الملفات ساهمت في تدهور العلاقات الثنائية.
كما أكد على ضرورة وجود “علاقة قوة” مع الجزائر، في إشارة واضحة إلى رغبة فرنسا في إعادة ضبط التوازن بين البلدين وسط تصعيد فرنسي متواصل.
ولم تقتصر تصريحات برونو ريتايو على الملفات الأمنية والهجرة فقط، بل تناول أيضًا أوضاع حقوق الإنسان في الجزائر، مشيرًا إلى قضية الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال، الذي أوقفته السلطات الجزائرية في نونبر الماضي.
واتهم ريتايو الجزائر باحتجازه بشكل تعسفي رغم معاناته من السرطان، وحرمانه من الرعاية الطبية اللازمة، وهو ما يعكس القلق الدولي المتزايد بشأن وضعية حقوق الإنسان في الجزائر.
عذراً التعليقات مغلقة