في إطار الجهود المتواصلة للحفاظ على الثروات البحرية الوطنية وضمان استدامتها، أعلن المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري عن توصية جديدة تقضي بتمديد فترة الراحة البيولوجية لصيد الأخطبوط خلال صيف 2025 لمدة لا تقل عن أربعة أسابيع، قبل استئناف حملة صيد هذا النوع من رأسيات الأرجل، كما جرى العمل به خلال السنة الماضية.
وتستند هذه التوصية إلى نتائج حملات علمية استكشافية شاملة نفذها المعهد على امتداد الشريط الساحلي الوطني، من السعيدية شرقًا إلى الكويرة جنوبًا، باستخدام سفينتي البحث العلمي “الشريف الإدريسي” و”الأمير مولاي عبد الله”. وقد هدفت هذه الحملات إلى تتبع الحالة البيولوجية لمخزونات رأسيات الأرجل، وفي مقدمتها الأخطبوط.
وكشفت البيانات الميدانية التي جُمعت خلال هذه الجولات عن هيمنة لافتة لصغار الأخطبوط ضمن تركيبة المخزون الوطني، ما يستوجب اعتماد تدابير وقائية للحفاظ على التوازن البيولوجي للمصايد الوطنية.
ففي البحر الأبيض المتوسط، بلغت نسبة صغار الأخطبوط 66% من العينات التي تم تحليلها، ما يعكس نشاطًا ملحوظًا لعملية تفريخ ثانوي خلال فصل الربيع. وفي شمال المحيط الأطلسي، وصلت النسبة إلى 56%، بينما بلغت 43% في جنوب الأطلسي (المنطقة أ).
وبناءً على هذه المعطيات، شدد المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري على أهمية منح صغار الأخطبوط المهلة الزمنية الكافية للوصول إلى الحجم التجاري المناسب، مما سيسهم في تجديد المخزون وتحقيق مردودية اقتصادية واجتماعية أفضل على المدى المتوسط والبعيد.
ويُرتقب أن يُسهم تمديد فترة الراحة البيولوجية في تعزيز جهود الاستدامة البيئية والمحافظة على الثروة البحرية، بالإضافة إلى تأمين مستقبل قطاع الصيد البحري، الذي يُعد ركيزة أساسية في الاقتصاد الوطني ومصدر رزق لآلاف المهنيين.
Sorry Comments are closed