ليس من باب المزايدة ولا من باب تصفية الحسابات، ولكن من باب المسؤولية السياسية والأخلاقية، وجب التوقف عند طريقة تعامل المكتب المسير لجماعة تيزنيت مع النشرات الإنذارية الأخيرة المتعلقة بالتساقطات المطرية المهمة التي قد تعرفها المدينة.
ما تم تسجيله، للأسف، هو لجوء الجماعة إلى خرجات متأخرة وبهلوانية، غايتها الأساسية أخذ الصور وتقديم مشاهد إعلامية بعد تنبيهات متكررة صدرت عن فاعلين سياسيين ومدنيين، في حين أن منطق التدبير الاستباقي يفرض أن يكون الاستعداد لموسم الشتاء قبل حلوله بأشهر، لا بعد صدور النشرات الإنذارية أو بعد أولى التساقطات.
فالاستعداد الحقيقي لا يكون بالتحرك في اللحظة الأخيرة، بل يبدأ بتنقية المجاري المائية والبالوعات، وتنظيف الأودية والتأكد من خلوها من كل ما من شأنه عرقلة انسياب المياه، إلى جانب صيانة المرافق الجماعية التي تشكل جزءا أساسيا من الحياة اليومية للمواطنين.
وفي هذا السياق، لا يمكن إغفال وضعية بعض الأسواق الجماعية، وعلى رأسها السوق الأسبوعي، الذي عاين الجميع حجم تأثره بالتساقطات المطرية الأخيرة، حيث سجلت تسربات مائية من أسقف السوق، في مشهد يوضح بما لا يدع مجالا للشك تهاون الجماعة في صيانة هذا المرفق الحيوي.
والمثير للاستغراب أن التساقطات السابقة، رغم قلتها، كانت قد فضحت هذا الخلل بوضوح، ومع ذلك لم تبادر الجماعة إلى تهيئة هذا الفضاء المهم، وكأن الأمر لا يعنيها.
والأدهى من ذلك أن حل هذا المشكل، في تقديري، بسيط ولا يتطلب لا وقتا طويلا ولا ميزانيات ضخمة؛ إذ يكفي التدخل لمعالجة الثقوب الموجودة في مقطرات السقف (gouttières de la charpente) لتفادي تسرب المياه وحماية التجار والمرتفقين من أضرار كان بالإمكان تفاديها بسهولة.
نقطة نظام، لأن تدبير الشأن المحلي لا يقاس بعدد الصور ولا بسرعة الخرجات، بل يقاس بمدى الجدية في الاستباق، وبحجم الحرص على صيانة المرافق العمومية، وبالقدرة على التعلم من الأخطاء قبل أن تعريها الأمطار من جديد.
Sorry Comments are closed