أثار الغموض الذي يلف ظروف وفاة أشهر سفاح نساء في المغرب، الخميس الماضي، بالسجن المركزي بالقنيطرة، جدلا كبيرا في أوساط نزلاء هذه المؤسسة السجنية.
وكشفت مصادر لجريدة “المساء” أن الروايات تضاربت بشأن الظروف التي لفظ فيها السجين عبد الحق صمهديد، البالغ من العمر 49 سنة، والذي ارتكب عدة جرائم قتل راحت ضحيتها العديد من النساء بمنطقة الجنوب المغربي، أنفاسه الأخيرة.
وفي الوقت الذي أكدت عدة جهات غير رسمية أن السجين، الملقب بـ”مول الموطور”، فارق الحياة لمعاناته الشديدة من مرض القلب، وأن إدارة السجن المركزي، بذلت كل ما في وسعها لإنقاذه من الموت، مباشرة بعد عرضه على طبيب مصحة السجن، حيث قامت بنقله على وجه السرعة إلى المركب الجهوي الاستشفائي، الذي لفظ به أنفاسه الأخيرة، أشارت أطراف أخرى إلى أن إهمال الوضع الصحي للسجين الهالك، عجل بوفاته.
وأفادت المصادر نفسها بأن “مول الموطور”، الذي قضى قرابة 12 سنة خلف قضبان السجن، بعد الحكم عليه من طرف استئنافية أكادير بعقوبة الإعدام في الثلاثين من شهر أكتوبر 2006، ظل يشتكي من آلام شديدة لمدة أسبوع، دون أن يكترث مسؤولو “حبس سونطرال” لوضعيته، وبعد تفاقم حالته، تم عرضه على طبيب السجن، الذي أمر بنقله بشكل فوري إلى مستشفى القنيطرة، إلا أن الإدارة، تأخرت كثيرا في تنفيذ تعليمات الطبيب، على حد قول الأطراف ذاتها.
وذكرت المصادر ذاتها أن المؤسسة لم تنقل السجين سالف الذكر إلا بعد فوات الأوان، حيث تدهورت وضعيته الصحية، ليتحول إلى جثة هامدة وهو مصفد اليدين، حينما كان في الطريق إلى “سبيطار الغابة” على متن سيارة السجن، وقالت إن مثل هذه الحالة كثيرة الانتشار بمختلف السجون، نظرا لقلة الإمكانات الطبية، خاصة بالنسبة للسجناء الذين يعانون من أمراض مزمنة خطيرة، وتمادي عدد من المسؤولين في إهمال النزلاء المرضى، الأمر الذي يعجل بوفاة العديد منهم.
وأبدت المصادر استغرابها من لجوء إدارة السجن المركزي، وفور توصلها بخبر وفاة “مول الموطور”، إلى إخلاء جميع الزنازن الانفرادية، المعروفة باسم “الكاشو”، من السجناء، رغم عدم استكمالهم للعقوبات الصادرة ضدهم.
عذراً التعليقات مغلقة