أبوحميدة :: يا أيها الملك : اتق الله.

الوطن الأن7 يوليو 2015آخر تحديث :
أبوحميدة :: يا أيها الملك : اتق الله.

 الحمد لله رب العالمين الجاعل من الإيمان و التقوى عنصرين، عضويين حيويين من عناصر صنع وتركيب سفينة النجاة من الأهوال والنيران والعبور في أمن و سلامة وأمان إلى وسط الجنان فاحكم السفينة أيها الملك  فان البحر عميق و استكثر الزاد فإن السفر طويل وخفف ظهرك فإن العقبة كؤود. و اخلص العمل فإن الناقد بصير .

      واستعن بذلك على بذل أقصى الجهد للاستجابة لنداءات ربك الودود الرحمان في غير ما مكان من القرآن ومنه : يأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد و اتقوا الله ….واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه … واتقوا الله ما استطعتم … واعلموا أن الله مع المتقين ( وكفاهم بهذه المعية تشريفا و تمجيدا أو تكريما وتبجيلا وتبشيرا) اتقوا الله  وكونوا مع الصادقين … واتقوني يا أولي الألباب. أي العقول الشرعية التي هي مناط التكليف لا الفلسفية الوضعية الكانطية ولا السارترية ولا الأرسطية  ولا المكيافيلية. المضطربة المعطوبة المتضاربة المتعارضة فيما بينها على اثر و غرار الأحزاب السياسية المتهافتة التي بلغ أو قارب عددها الأربعين في البلاد –عجبا-. والتي لا يجمعها جامع و لا قاسم ولا عاصم مشترك سوى قوله تعالى : كل حزب  بما لديهم فرحون ….” وإنما لأنفسهم يمهدون. وصلى الله وسلم على الصادق المصدوق  الناطق بالوحي الموحى والقائل : اتق الله { أيها الملك } حيث ما كنت وأتبع الحسنة السيئة تمحوها وخالق الناس بخلق حسن ، ومنه الجهر بالحق على شاكلة أبي ذر المبعوث وحده امة وهو صاحب اصدق لهجة ، ثم النصيحة لله ورسوله ولعامة المسلمين وخاصتهم مع الصبر على الأذى المقرون غالبا بل حتما بذلك واحتماله واحتسابه عند الله. أما بعد :

          فقد يبدو لأول وهلة أن في عنوان الرسالة شيء من الجفاء  و الاجتراء على شخص الملك وهو الآمر وزيره الفارس الموشح في “العدل والعدالة والتنمية” بعدم متابعة من يهينه” مطلقا ” ومن باب أولى و أجدر كما يفهم من  السياق ضمنيا ، من ينصحه في الله وفي الله فحسب : لا نريد منكم جزاءا ولا شكورا. لكن ذاك الافتراض الجدلي سرعان نا ينمحي و تنقشع الغمة من ساحته بمجرد التذكير بان هذه هي بالذات الصيغة الحرفية الربانية التي استهل بها الله سبحانه و تعالى سورة الأحزاب مخاطبا خير الورى مطلقا وأفضل من مشى على الثرى دائما و ابدا بقوله عزت قدرته يأيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين و المنافقين … و على اية حال وهذا يجب الإشارة إليه منذ البداية حتى لو علمت أن كلامي سيحمل على غير محامله ويفهم من بعض الخصوم والمغرضين على نقيض قصدي النبيل و الحسن و البريء منه فإن ذلك لن يثني مثقال ذرة من عزيمتي في الصدع الصريح  الصارخ  به مهما كلفني الأمر واضطرني الاقتضاء و الحال إلى تحمل بعض الأذى في سبيله وفي ذات الله العلية على أساس ما قاله الأنبياء وتباعهم: و لنصبرن { والصيغة قسمية } على ما آذيتمونا… وللعلم فمن معاني الصبر ما قاله بعض العارفين من أهل النظر لمن سأله عن حقيقته: هو الذل ،أتتحمله وتطيقه؟ نعم إذا لم يكن  منه محيص واقتضاه الحال من باب:

            إذا لم تكن سوى الأسنة مركبا                           فما حيلة المضطر إلى ركوبها 

|” لي لبابها ليها ” إذ كيفما كان الأذى و الضرر الممكن التعرض له ومهما بلغت حدته وقسا وته  فانه لا يساوي شيء مذكورا وهو زائل لا محالة بزوال الدنيا الفانية التي لا تساوي في حقيقتها عند الله جناح بعوضة مقارنة مع ما أعده الله لمن اطاعه واتقاه من نعيم سرمدي مقيم غير مقطوع وما أعده في المقابل من عذاب وشقاء وجحيم لمن عصى و اعتدي و ظلم وطغى و استكبر و استنكف وانصد عن الحق بطرا واشرا. إن الإبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم .ومن علامات شديد واليم عذابه أن ضرس الكافر فيه كجبل احد فما بالك بمجموع أسنانه في فمه وبضخامة جسمه الواقع عليه العذاب وما يوازيه من خوف ورعب وجوع و عطش و غصة وغيرها و هو في وسط ذلك كله محكوم عليه بقوله تعالى: “ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت و من وراءه عذاب غليظ”.  ورحم الله زمان الإمام الشافعي الذي صورنا لنا هذه المعاني عن حقارة الدنيا من خلال أبياته الفذة:

                                  ومن يجهل الدنيا فاني عرفتها             وسيق لنا عذبها و عذابها 

                                      فما هي إلا جيفة مستحلة                عليها كلاب همهن اجتذابها

               فان اجتنبتها “أيها الملك ” كنت سلما لأهلها           وان اجتذبتها  نازعتك كلابها

نعم هذه هي الدنيا وما فيها من نصب وكبد ومحن وابتلاءات متلاحقة ومتواصلة والتي هي أيضا جنة الكافر و سجن المؤمن الذي لا راحة له أبدا دون لقاء ربه . وهذا لا ينافي البتة الأخذ بالأسباب القوية الشرعية التمكينية فيها من باب  ” وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من  الدنيا ” التي نعوذ بالله من أن نكون ممن بتنافسها تنافس عشواء و شره و نهم وبطر ويكون همه الأكبر و غايته القصوى و مبلغ أمله من المقاصد  فيها تجميع الصفراء و البيضاء و ما يقوم مقامها في هذا الزمان الحالك وهو الدرهم و الدينار و الجنيه و الدولار  وغيرها مما عناه الشاعر :

                        إن الدراهم  في المواطن كلها         تكسو الرجال مهابة وإجلالا

                        فهي اللسان لمن أراد فصاحة          وهي السنان لمن أراد قتالا

                   حتى الكلاب وان رأت غنيا ذا بزة            هشت له و حركت أذيالها

                    وان هي رأت فقيرا بئيسا                نبحت  عليه و كشرت أنيابها 

 

                                                      للأسف الشديد المحزن  

 

             وألان وبعد هذا التعريج  الإطلالي التأصيلي التعريفي و الاحترازي نمر مر الكرام البررة إلى ما هو جدير بنا و حقيق أن نذكر جلالة الملك بان يتقي ربه فيه ومنه .

أولا : إن كل خطاب في القران الكريم يكون موجها لشخص النبي صلى الله عليه و سلم { وحتى لغيره} فالمراد به مفهوما و تلميحا أمته على سبيل الإئتمار و الإتباع على وفق مرسوم الآية الجليلة : ” قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله”. و إن العبرة غالبا بعموم اللفظ لا بخصوص الفرد المخاطب و لا المناسبة المحلية في الزمان و المكان. وبالتالي فقوله تعالى” يأيها النبي اتق الله و لا تطع الكافرين و المنافقين يشمل وجوبا عينيا جميع المكلفين من أفراد الأمة كل حسب موقعه و علمه و وظيفته وسلطته. ولذلك وبصفتك أيها الملك وليا لأمر شعب من المسلمين فلا يسعك إلا الإذعان و التسليم لهذا التوجيه الرباني فتبدي وتعلن للجميع براءتك من مناهج الكافرين وسياستهم الضالة المضلة  و في مقدمتها ما يسمى بالديمقراطية والتعددية الحزبية والنظام التشريعي البرلماني الغربي الدخيل وما يترتب عن تلك الضلالات من قوانين و ظهائر ومراسم ودساتير بديلة عن الدستور العظيم المنزل من لدن اللطيف الخبير كمحجة بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك شقي و مشؤوم : كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. هذا من جهة ومن أخرى فالواجب أيضا ضرب الذكر صفحا والإعراض مطلقا عن مخادعة وكيد و مكر و خيانة هؤلاء الإسلاميين العدليين الذين خانوا الله من قبل { فسوف يمكن منهم إن عاجلا ام اجلا.} والأمر هنا أوضح من أن نستقرئ الشواهد والبيانات عليه لنكتفي فقط بمعلومة واحدة تغني عن غيرها في هذا المقام مفادها كدليل لا دليل بعده واضح وفاضح و كاشف لسوءاتهم  ومتجسد في توقيعهم بلا حياء ولا حشمة في هذه الأيام الرمضانية المباركة، والأيام تزحف بسرعة السحاب و لكنها تشهد، عن اتفاقية قرض و هبة بقيمة قرابة 250 مليون دولار مع البنك الدولي و ما أدرك ما هو، ضدا وقحا مشينا ارعن، عن مزاعمهم الكاذبة الخاطئة في رسالة موجهة إلى البرلمان  أيام حكومة اليوسفي وفيها ورد ما نصه بالحرف : * مطالبة الحكومة بإلغاء النظام الربوي في المعاملات { الداخلية يعنون} وإحلال صيغ شرعية محله.*التخلي عن القروض الربوية الخارجية باعتبار أنها هي السبب المباشر لاحتلال المغرب والتي هي معصية كبرى حرمها القران بالنص الصريح .{ أما اليوم فقد زالت الحرمة بذل ذليل أوعز عزيز }.والى الله المشتكى وهذا لا يحتاج إلى ادني تعليق بل الواجب فيه التفليق و التمزيق لقوم  لا أرى تفسيرا ولا تشخيصا مناسبا وناجعا لحالهم أدق و أبلغ و أعدل من قوله عز وجل في حق أزواجهم  و الأشياع : ألم تر { استفهام بمعنى الأمر أي انظر } إلى الذين يزعمون أنهم امنوا بما انزل إليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا  أن يكفروا به { والطاغوت اسم جامع لكل ما عدا او حاد عن حكم الله } ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا{ وقد حقق مناه فيهم الى درجة : قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمان مدا } . وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما انزل الله والى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا ….إلى قوله  عز وجل في سورة النساء : “ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به ( بل ما كانوا يعظون به  غيرهم من ذي قبل  وهم اليوم أولى به ) لكان خير لهم و اشد  تتبيثا “. ويكرس هذا الكلام و غيره فيهم كثير جليل عظيم ويقويه و يؤازره ما أورده بعض الصحفيين في حقهم في مقال عنونه ب : حكومة الأخسرين أعمالا .مسترشدا فيه و مستشهدا بقوله تعالى في سورة الكهف : “قل هل أنبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا”…فلله دره فما كان أصدقه .

ثانيا : كل ما قيل فيما سلف يجوز إنزاله على قوله تعالى في نفس سورة الأحزاب مخاطبا رسوله صلى الله عليه وسلم : “يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين. فاستعن بها أيها الملك واتق الله في حقها بالعمل بمقتضاها في اهلك و بناتك ونساء المؤمنين من رعيتك على وفق ما خاطبتك به في الرسالة قبل الأخيرة بعنوان :” رسالة للسلطان في شهر الغفران “

ثالثا : يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح كالشمس : من ولاه الله شيئا{نكرة دالة على العموم } من أمر المسلمين ثم احتجب عن حاجتهم وخلتهم وفقرهم احتجب الله دون حاجته وخلته وفقره . وفي رواية أخرى : أغلق الله أبواب السماء دون خلته وحاجته ومسكنته. فتأمل ترشد واتق الله أيها الملك واعلم أنني أشكو بثي و حزني وتظلمي إلى الله  ربي الناصر المجيب ثم إليك كمسؤول أول أمامه عز وجل عن حالتي مع تعاونية الشر البواح  بتزنيت التي يديرها خارج الشرعية القانونية منذ سنة 2004 كل من جامع المعتصم مدير ديوان رئاسة حكومتك و أخوه في النضال عبد الجبار القصطلني الموظف السامي إلى جنب وزيرك في التجهيز .وهذا الإشتكاء بمثابة إعلام للمسؤولين في تلك المؤسسة المنشقة المارقة الشقية للحضور للدفاع عن أنفسهم ودفع التهم الثقيلة والآثام العظيمة المنسوبة إليهم أمام المحكمة الابتدائية بتزنيت لجلسة 27/07/2015  بعدما تخلفوا في جلستي 15/05/2015 و 22/06/2015 فعللت المحكمة موقفهم الجبان اللئيم بقولها : لا دليل على التوصل وكأنهم يعيشون في كوكب أخر غير الأرض ولا أقول بتزنيت ،علما أن الموظف المسؤول في المحكمة عن تبليغ و توصيل الاستدعاءات و الأحكام وغيرها ليس سوى ابراهيم الخدري  الذي هو عضو من أعضاء هذه التعاونية المتنكبة عن الشرعية بلا رقيب ولا حسيب إلا الله الذي لا تخفى الله عليه خافية  وهو المسؤول أولا و أخيرا عن الأخذ لي بالثأر منها في الدنيا والآخرة وهو حقا وصدقا حسبنا جميعا ونعم الوكيل. فيا أيها الملك اتق الله ولا تشارك أولئك الظالمين في ظلمهم فتبوء بإثمي معهم  على أساس:      

                               لا تحملوا دمي وانتم ضعاف                     ان دمي يوم القيامة ثقيل

رابعا : بخصوص مسألة إمارة المؤمنين وحيث انه لا مشاحة عادة في الاصطلاح فلن أقحم نفسي في مناقشة ما يدور حولها من الكلام إلا في موضوع الرسالة وهو ما له علاقة بان تتقي الله في حقها أيها الملك علما بان من اوجب لوازمها :

  • تغليب أمر الله ، في إطارها على كل الأهواء المحتمل إتباعها وهي إحدى المهلكات الثلاث الى جانب الشح المطاع وإعجاب كل ذي رأي برأيه : وهي أمور فاشية بشكل عظيم في المجتمع ، فاتق الله في إصلاح ما يمكن إصلاحه .
  • تحقيق الجوانب التعبدية التوقيفية المعلومة من الدين بالضرورة كشروط صحة لمدعيها : وهي المحافظة على الصلوات المفروضة وإمامة الرعية فيها.صوم رمضان وهي عبادة بين الرب و عبده لا دخل لنا بينهما بشأنها. حج بيت الله من استطاع اليه سبيلا، فهل فعلت أيها الملك علما أن الأمر بالنسبة إليك الراجح فيه الفورية لا التراخي .إيتاء الزكاة : فهل أنت مخرج زكاة مالك على وفق شريعة الله أم انك تكتفي بأداء الضريبة بدلا عنها كما يدعي بعض من لا علم  له بأصول  الشرع  و الفقه و أحكام العبادات. الشهادتان : وحقهما ان تتقي الله فيهما ليحجزاك ويحجزا رعيتك عن الوقوع في حمى الله وحرماته ،فانك مسؤول عن ذلك كله : فلنسألن  الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين .

وقس على ذلك كل صغيرة و كبيرة ودقيقة و جليلة تتصور سؤال  الله لك  بشأنها يوم يقوم الناس لرب العالمين  :فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره، فاللهم وفقنا جميعا و إياك أيها الملك لفعل الخير وخير العمل والختم لنا بالصالحات منه.

قبل الختام تجدر الإشارة والتذكير ببعض القطوف الجميلة والطرائف المفيدة ذات العلاقة بموضوع التقوى التي هي و الخشية رأس الأمر كله نوردها على سبيل الاستئناس والاعتبار والعظة ومنها .

*- ان هارون الرشيد رضي الله عنه مر على يهودي فقال له : اتق الله يا أمير المؤمنين فما كان منه إلا أن نزل من على فرسه تواضعا له ليخر ساجدا لله فلما سؤل عن ذلك قال : خشيت إن لم افعل واجب أن أكون ممن عناه قوله تعالى: وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم . فانظر أيها الملك الى مدى عمل التقوى وتأثيره في قلب هذا الأمير الذي ظلمه التاريخ كثيرا وهو الذي كان يحج عاما ويغزو عاما والذي راى يوما سحابة تمر من فوق مملكته فخاطبها بقوله : أمطري أو لا تمطري أينما تمطرين فسوف يأتيني خراجك.

*- قول علي بن أبي طالب في تعريفه للتقوى : هي الخوف من الجليل و العمل بالتنزيل و الرضا بالقليل و الاستعداد ليوم الرحيل.

*- ومن المأثور عن عمر بن الخطاب إكثاره من قول : يا ليتني كنت شجرة تعضد . يا ليت أم عمر لم تلد عمرا.

*- وعن أبي الدرداء : يا ليتني كنت شجرة تؤكل ثمرتي ولم اكن بشرا .

*- وعن عمر نفسه : لو نادى منادي يوم القيامة : كل الناس يدخلون الجنة إلا واحدا لظننتني أنا هو . وفي النار مثلها.وهذا أروع و أرقى مثل في ما ينبغي أن يكون عليه حال المؤمن بين الخوف من الله وعدم امن مكره عز وجل وبين الرجاء وحسن الظن به تعالى حتى  يأتيه اليقين اي الموت وهو على ذلك ثابت فانه لا يامن مكر الله ولا يقنط من رحمته إلا القوم الخاسرون و الكافرون و الأضلون .

*- نموذج أخر زعيمه وبطله عمر بن عبد العزيز القائل لرعيته الصالحة و بطانته الناصحة :إذا رأيتموني ضللت السبيل فخذوا بمجامع ثوبي وهزوني هزا عنيفا وقولوا لي : اتق الله يا عمر فانك ستموت.

فانظر رعاك الله أيها الملك الى تقوى وورع ووجل هؤلاء الذين في أمثالهم نزل قوله تعالى في سورة الأحزاب بالذات: الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله …وكفى بالله حسيبا .

وهو المسؤول أولا و آخرا أن يهدينا سبل السلام وينقذنا من سبل الضلال التي من دعاتها الكبار : النفس و والهوى والدنيا و الشيطان:

                            إني بليت بأربع يرمينني                      بالنبل قد نصبوا علي شراكا

                           إبليس والدنيا ونفسي والهوى                  فمن أين أرجو بينهن فكاكا

                           يا ربي ساعدني بعفو أنني                     أصبحت لا أرجو لهن سواك

 

وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين .صدق الله العظيم وصلى الله وسلم على سيد الأولين و الآخرين و على الأهل و الصحب أجمعين والحمد لله رب العالمين .

 

                                                           عبد الله ابو حميدة

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة