رغم أن شخص الملك محمد السادس صار أقرب إلى عموم الناس، إلى درجة توقفه في الشوارع لالتقاط الصور مع بعضهم، وظهوره متحررا من البرتوكول وبأسلوب لباس فريد ومتجدد، فإن حياته داخل القصر ماتزال محاطة ببعض السرية والخصوصية، ما يدفع كثيرا من المغاربة “الفضوليين”، إلى البحث لمعرفة تفاصيل دقيقة حول حياة الملك وطريقة عيشه والتساؤل كذلك عن الأجواء والطقوس داخل القصر خلال شهر رمضان وكيف يقضي الملك يومه خلال هذا لشهر الفضيل .
وبحسب مصادر مطلعة فإن الملك يحتفظ ببرنامجه اليومي المعتاد في الاستيقاظ بشكل مبكر خلال شهر رمضان ، حيث تؤكد المصادر أن لمحمد السادس عادة لا يحيد عنها منذ كان وليا للعهد، فهو أبدا منضبط للاستيقاظ على الساعة السابعة صباحا، وهو الانضباط الساري المفعول أيضا خلال شهر رمضان، حيث يأخذ بعض الوقت في الاغتسال وتوضيب هندامه وفق النشاط الذي ينتظره رسميا كان أو خاصا، مع التركيز خلال شهر الصيام على اللباس المغربي الأصيل، إذ أن عمل خياط الملك المختص في اللباس التقليدي المغربي يعرف وتيرة نشاط متزايدة قبل خلال هذا الشهر.
ثم بعد ذلك يأخذ الملك طريقه نحو مكتبه عبر حسان طريق مرجان في حال تواجده بالعاصمة الرباط من أجل بدء عمله اليومي الذي يحرص دائما على أن يكون على الساعة الثامنة والنصف..
كالعادة يكون أول ما يطلع عليه الملك من تقارير في مكتبه بالديوان الملكي هو تقرير خاص بحالة الطقس التي ستشهدها المملكة قبل مباشرة باقي عناصر جدول الأعمال الخاص بذلك اليوم.
بعد فترة العمل الصباحية يخصص الملك الجزء اللازم من وقته لأسرته وعائلته حيث يحرص يوميا في حالة عدم السفر على قضاء فترة مع أبنائه وزوجته وأفراد من العائلة الملكية، قبل أن يأخذ قيلولة تفضل مصادرنا وصفها بالقصيرة وبما يكفي للعودة بنشاط إلى مزاولة مهامه وشؤونه الخاصة، خاصة وأن انشغال الملك بالجوانب الاجتماعية والإنسانية يتقوى كثيرا خلال شهر رمضان انسجاما مع الأجواء الروحية لهذا الشهر وكذا مع التقاليد المغربية المتوارثة في هذا الخصوص.
للملك هوايات ورياضات معروف عنه ولعها به، وإذا كانت ممارسته لهذه الهوايات والرياضات في غير أيام رمضان تتم خلال الصباح، فإن الفترة المخصصة لها خلال شهر الصيام، ، تنتقل إلى المساء، وذلك بعد انتهاء فترة المداومة المسائية التي يباشرها الملك في ديوانه أو في مواقع أخرى تبعا لنوعية أنشطته، قبل حلول موعد الإفطار وبعد الانتهاء من الدروس الحسنية التي حافظ عليها محمد السادس.
بالإضافة إلى حفاظ العاهل المغربي على طقس خاص به وهو القيام بجولة في الأحياء الشعبية عبر سيارته التي يقودها بنفسه قبل موعد الإفطار وبدون مراسيم بروتوكولية..
بعد صلاة المغرب يتناول الملك إفطاره مع أسرته وأفراد من عائلته، وبحسب مصادرنا، فإن الملك يحرص على أن يكون موعد الإفطار مناسبة للحميمية العائلية، لكن ذلك لا يمنع من استضافة شخصيات من أصدقاء الملك ومعاونيه وأحيانا من خارج دائرة القصر من عالم الثقافة والرياضة والسياسة أيضا، كما لا يمنع أيضا من استجابة الملك لدعوات للافطار في بيوت بعض من أصدقائه أو من شخصيات عامة مقربة من العائلة الملكية.
للفترة الليلية نصيبها من البرنامج اليومي الخاص بالجالس على العرش، فبعد أداء صلاة التراويح، ينكب الملك على استكمال قراءة التقارير المرفوعة إليه، حيث تؤكد المصادر أنه يصر دائما على الدقة والتوثيق، ويظهر ذلك في علاقته الخاصة جدا بما هو مكتوب، فهو لا يفضل فقط قراءة خطبه المكتوبة عندما يخاطب شعبه، بل يحرص أيضا على قراءة كل التقارير المرفوعة إليه بإصرار منقطع النظير، وهذا الإصرار هو الذي يجعله حتى في غير رمضان يؤخر جزءا من تلك التقارير إلى الفترة الليلية كي يكون أكثر تفرغا لها.
عذراً التعليقات مغلقة