ما الفرق بين الدكتور عادل أوتنيل ووالدة رئيس الحكومة، شافاها الله، حتى يتكلف الملك محمد السادس بمصاريف علاج والدة رئيس الحكومة، الذي يتقاضى كل شهر 130 ألف درهم، ويركب ثلاث سيارات، بعد أن أغرق البلاد في الديون الخارجية، ولا يتكلف (الملك) بمصاريف علاج أو حتى شراء شقة بسيطة للدكتور أوتنيل وهو مُعاق يعيش داخل “براكة”؟
الملك يقول في خطاب سابق “المغاربة عندي سواسية” وكلا الضحيتين مغربيين، مع فارق أن الضحية عادل أوتنيل يحمل شهادة دكتوراه وهو معاق ومعطل وفقير جدا، فيما والدة رئيس الحكومة غنية، والغني هو الله، بأموال ابنها المحصلة من خزينة الشعب والغنية بالأصل لإنحدارها من عائلة ميسورة.
كيف نطلق مشروعا بحجم “المبادرة الوطنية للتنمية البشرية” وتمضي أزيد من عشر سنوات ولا نستطيع توفير سكن لائق لدكتور معاق؟
كيف يسمح رئيس الحكومة لنفسه برفض ركوب “داسيا” ويصر على ركوب ثلاث سيارات من نوع “ميرسديس” إحداها يفوق ثمنها 300 مليون، في وقت يعيش فيه دكتور معاق داخل “براكة”؟
كيف يسمح هذا الرئيس لنفسه بأن يَحمل سُبحة بين يديه ويقول “قال الله وقال الرسول” والأخطر يسمح لنفسه بتلقي 5000 درهم كل شهر من خزينة الشعب، لشراء أواني فضية، ويقبل أن يعيش دكتور معاق داخل براكة لا تصلح حتى لتكديس الأغنام؟
كيف يسمح القصر الملكي لنفسه بالحصول على 240 مليار سنتيم كل سنة من ميزانية الشعب المغربي، في وقت يعيش فيه دكتور معاق داخل “حفرة” تفتقد لأبسط شروط العيش الكريم؟
كيف يُصوت المغاربة على دستور ينص فصله الثالث على أن “الإسلام هو دين الدولة” الذي تقول إحدى آياته “كنتم خير أمة أخرجت للناس” ويقول فصله الواحد والأربعون: الملك، أمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين، والضامن لحرية ممارسة الشؤون الدينية”، وفي الأخير الكلاب في بلاد اسرائيل تعيش داخل مساكن أرقى بكثير من “براكة” دكتور مغربي معاق؟
يوم الخميس 30 يوليوز من السنة الماضية، و بمناسبة الذكرى 16 لاعتلائه العرش، قال الملك: “فطموحنا من أجل إسعاد شعبنا، ليس له حدود. فكل ما تعيشونه يهمني: ما يصيبكم يمسني، وما يسركم يسعدني. وما يشغلكم ، أضعه دائما في مقدمة انشغالاتي”.
ونحن اليوم نقول لك يا ملك البلاد بكل الإحترام اللائق بمقامكم: إن مأساة الدكتور أوتنيل أدمت قلوبنا وأبكت شرفاءنا ومست صورتنا كمغاربة أحرار أمام العالم، بعد أن مرغت كرامتنا وكرامة الوطن في التراب، لذا نطلب منكم التدخل لإنقاذ صورتكم وصورة الوطن، خاصة أمام رفض جميع مؤسسات البلاد ومسؤوليها تحمل مسؤلياتهم الجسيمة أمام الشعب وأمام ضمائرهم الميتة وأمام التاريخ وأمام الله، إن كانوا فعلا يعرفون أن لهم ربا اسمه الله.
حين جاء الملك محمد السادس إلى الحكم سنة 1999 أطلق عليه الإعلام المغربي لقب “ملك الفقراء” بعد أن ظهر وهو يحضن الفقراء في صدره ويوزع عليهم الإكراميات، وباسم هذه الصفة نجدد نداءنا، اليوم، لإنقاذ مواطن فقير من كل شيء، إلا من العلم والآخلاق والكبرياء والشهامة.
عذراً التعليقات مغلقة