كشفت الصحافية زينب بنموسى، عن تفاصيل مثيرة تهم ثلاث ساعات من التحقيق القضائي، خضعت لها، داخل المكتب المركزي للأبحاث القضائية في الرباط، يوم الإثنين 15 غشت الجاري، على خلفية تدوينة على صفحتها الخاصة، اتهمت أنها هاجمت من خلالها الإسلاميين والإسلام والديمقراطية.
وقالت بنموسى في تصريح للموقع “إنها وجدت نفسها أمام شكاية تقدمت بها النيابة العامة التي يرأسها وزير العدل مصطفى الرميد، بعد أن ظلت هذه النيابة العامة تتفرج على دعوة صريحة لقطع الرؤوس أطلقها عضو بحزب وزير العدل.
وذكرت زينب أن المحققين طلبوا منها أن تحكي لهم عن توجهها بشكل عام وسألوها ” هل نستطيع أن نعتبرك ملحدة، ثم ما هو الأمر الذي تنظرين إليه، وإلى أين تتجهين بنقاشك على الفايسبوك”؟ فردت زينب: أنا واحدة من الشباب الذين يسمونهم في الصحافة بالفايسبوكيين المؤثرين، وفي الفايسبوك دائما اتحدث عن الأديان وحين تصبح عندنا تهمة ازدراء الأديان موجودة لن أتحدث عن هذا احتراما للقانون، أنا كتبتها تبعا للعملية الإرهابية التي وقعت في نيس”، ثم سأل المحققون زينب عن مرسي والفيزازي والقرضاوي، عما إذا كنت هناك حسابات شخصية لديها معهم فردت المعنية : “بالعكس أي واحد يمارس التطرف الديني ويمكن أن ينفجر يوما في وجه الناس هو من لدي معه حزازة نفسية، وأنا كنت أقصد بكل كلامي الهزل في الهزل في إطار الضحك والسخرية السوداء”.
وحين سألوك عما إذا كنت ملحدة كيف رددت عنهم؟ يسأل الموقع فترد زينب: قلت لهم أنا لست ملحدة، أومن بالله، ولكني لا أومن بالاسلام، فقالوا لي: ” نحن ليس لدينا مشكل مع توجهك الديني لأنك في كل الأحوال تظلين مواطنة مغربية، نحن نحاول حمايتك فقط ولهذه الأسباب أنت هنا، فيمكن أن تخرجي من هنا وتواجهين اعتداء ً” وأضافت زينب، ثم سألوني هل تعرضت لتهديد قلت لهم “نعم”.
وبالنسبة لقنينة الغاز هل سألوك عنها ؟ يسأل الموقع فترد زينب: نعم “قالو تريدين تفجير المسلمين بقنينة غاز ؟ فقلت لهم هذه نكتة مغربية مشهورة، تفيد أن شخصا توجه إلى بقال فقال له عطيني قنبلة ديال ثمانية دراهم نضحك بها مع مالين الدار فيقول البقال زيد جوج دراهم ودي بوطة صغيرة وهجروا ليهم”.
“ألم تكوني عنيفة في تلك التدوينة” يسأل الموقع، فترد زينب: بصدق أعترف أني أخطأت في تلك التدوينة لأني بكل صدق لم أكن جادة خلال كتابتها، ولم أكتبها بمنطلق أني عنيفة ولكن المتلقي سيفهم أنها عنيفة، خصوصا حين تُقرأ خارج سياقها”. ثم يسأل الموقع “هل يمكن أن تعيدي كتابة مثل هذه التدوينة في المستقبل” فترد زينب: “لأ أستطيع أن أعيد كتابة تلك التدوينة والكثير مثلها، بعد أن أصبحنا نتخذ الفايسبوك بجدية، لأنه يمكن أن يقاضيك طرف مدني بالسب والشتم فتجد نفسك في السجن”.
بخصوص عضو “العدالة والتنمية” عمر الصنهاجي، هل ترين أن طبيعة تدوينتك من طبيعة تدوينته؟ يسأل الموقع فترد بنموسى: لا ليس مثل تدوينته نهائيا، لأنه بغض النظر عن الصداقة التي تربطني بعمر، فهو ينتمي لمؤسسة حزبية، ويمثل توجها إديولوجيا معروفا في المغرب، فهو معروف أنه اسلامي، هو قال يجب قطع رؤوس جميع معارضيه، أما أنا فلم أسب أحدا بعينه ولم اتوجه بالهجوم لأشخاص ذاتيين ومعلومين، أنا تحدثت بشكل رمزي وفي إطار العموميات والهزل، هناك فرق كبير بين أن اقول لك الإسلامي يجب القطع معه وبين أن أقول لك الإسلامي الذي يسبني يجب القطع معه، وبالتالي الفرق كبير، كما ان المحققين لم يسألوني عن عمر”.
يفهم من كلامك أن عمر يستحق المتابعة؟ يسأل “بديل” فترد زينب: يظهر لي أنه لا يستحق المتابعة لأننا لم نتخذ في يوم من الأيام الفايسبوك بجدية، وأعتقد حتى عمر لم يتخذ الامر بجدية، لحد الأن أعتقد لا احد يستحق المتابعة بناء على الفايسبوك، إلا بعد أن نشرح للناس خلفياتنا وأن الامر يتعلق بسلوك هزلي لا غير”.
كيف تسمحين لنفسك أن تهاجمي مشاعر دينية لملايين المغاربة دون مراعاة لما يمكن أن يحدثه هجومك في نفوسهم، هل باسم الحداثة نعتدي على مشاعر الناس الدينية ونتهور ونسيء للمسلمين والإسلام؟ يسأل الموقع فترد زينب: لا ليس اعتداءً..إذا كنت أنا اعتدي على مشاعر الناس بهذه الطريقة، فكيف ترى كتابات المسلمين عن اليهود والنصارى وغيرهم ممن يختلفون معهم في التدين، هل يمكن أن نعتبر ذلك أيضا اعتداء على مشاعر دينية لأناس آخرين”.
قلت في تديونة إنك لست ديمقراطية ولا تؤمنين بالديمقراطية، كيف ذلك؟ يسأل الموقع فترد بنموسى بعد أن تضحك” لهذا قلت أنه ليس كل ما نكتبك في الفايسبوك جدي وحقيقي، لأننا لم يسبق لنا أن أخذنا الأمر مأخذ الجد” فيقاطعها الموقع بالقول: ولكن الصحافيين يستندون على الفايسبوك كمرجع لأخبار الساسة وننقل عنهم أخبارهم ومواقفهم” فترد بنموسى: هل يعقل أن أطالب بحريتي الدينية وأكون ضد الديمقراطية وضد الحرية في نفس الآن؟ ثم إني أقول في التدوينة إني ضد الإسلام والمسلمين وفي الاخير اختم تدوينتي بأية قرآنية “. لماذا تفعلين” يسأل الموقع فتضحك زينب ثم ترد “لأني كنضحك ولا اقصد ما كتبت”.
كلمة أخيرة قبل أن نغلق المحضر؟ يقول الموقع ساخرا، فترد بنموسى “كنسلم على بابا وماما” ثم تضحك ضحكا طويلا قبل أن تسترسل قائلة: علينا ان نأخذ من الأن الفايسبوك بجدية كبيرة وليس علينا ان نواصل طريقتنا في الكتابة، لأنه حين نكون في مواجهة النيابة العامة أو إدارة من الإدارات يهون الامر لأنهم يتفهمون كثير من الأشياء، لكن حين سيقاضي طرف مدني بتهمة القذف أو السب سيصعب الامر لأنه ستجد نفسك أمام جنحة إذا لم يتنازل لك الشخص ستجد نفسك داخل السجن”.
موقع بديل
عذراً التعليقات مغلقة