نجا مصطفى الناجمي، الضابط السابق بجهاز المخابرات المدنية المغربية (الديستي)، من موت محقق، جراء تعرضه، الأحد 16 أكتوبر 2016، لاعتداء إجرامي خطير بالسلاح الأبيض، في الشارع العام بمدينة الجديدة.
وحسب الضحية، رجل الاستخبارات المتقاعد، الذي خص الجريدة بحوار صحفي (الفيديو رفقته)، فإنه صادف، في حدود الساعة السابعة و45 دقيقة من صباح أول أمس الأحد، لحظة مغادرة منزله بالحي البرتغالي في عاصمة دكالة، شخصين واقفين بمحاذاة مخفر الشرطة بالملاح (الحي البرتغالي). وما أن تجاوزهما، حتى لحق به أحدهما وسدد له في غفلة منه، من الخلف، ضربة غادرة بواسطة قبضة مدية (جنوي)، أصابته مباشرة في مؤخرة الرأس. وقد تطايرت على إثرها دماء كثيفة من الجرح الغائر.
وفي الوقت الذي فقد الضحية توازنه وخارت قواه، هاجمه المجرم الخطير الذي كان تحت تأثير “القرقوبي” من الأمام، ووضع ثانية سلاح الجريمة على بطنه، وسلبه مبلغا ماليا زهيدا، وهاتفين نقالين، ومحفظة بداخلها أدوية وأغراض خاصة. وبعدها، أطلق الجاني ساقيه للريح. وقد تعقبه مواطنون، أفلحوا في استرجاع المسروقات، بعد أن تخلى عنها، برميها خلفه، خلال فراره.
هذا، ففد حصل الاعتداء الشنيع على الضابط الاستخباراتي المتقاعد، وتعريضه للسرقة الموصوفة بيد مسلحة، في وضح النهار، على مقربة من مخفر الشرطة المغلق، والمثير أن فصوله وقعت كذلك على بعد بضعة أمتار من دورية تابعة لمجموعة التدخل السريع (جير)، في نقطة المراقبة الأمنية الثابتة، عند المدخل الرئيسي للحي البرتغالي.
وبطلب من مواطن، حلت بمسرح النازلة الإجرامية، سيارة إسعاف، أقلت الضحية في حالة حرجة، إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة، حيث خضع لعملية جراحية رثق الجرح الغائر في مؤخرة رأسه، غير بعيد من المخ. ولا يعرف مدى تأثير هذه الإصابة البليغة، على صحة وحياة الضحية. ما يستدعي خضوعه باستمرار لكشوفات صحية وعلاجات مكلفة، لا يقوى على تسديد فاتوراتها.
إلى ذلك، فقد مكنت دقة الأوصاف والمعلومات التي أدلى بها الضحية للشرطة، من إيقاف 3 مشتبه بهم، ضبطت بحوزتهم مسروقات. فيما تبخر الفاعل الرئيسي (الجاني) في الطبيعة.
وحمل بالمناسبة الضحية، الموظف الاستخباراتي المسابق، مسؤولية الاعتداء الإجرامي الخطير الذي كاد يرديه جثة هامدة، إلى المصالح الشرطية بالجديدة، وإلى غياب الأمن. وهذا ما عمل على تدوينه على أعمدة صفحته الخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك).
وقد أبدى قلقه من انعدام الأمن في الحي البرتغالي، وكذا، من عدم تشغيل المداومة الليلية في مخفر الشرطة بالملاح. حيث بات يخشى على حياته وحياة أفراد أسرته. ما جعلهم جميعا لا يغادرون، بعد الساعة السادسة مساءا، بيت العائلة، حسب تصريحات المعتدى عليه مصطفى الناجمي.
هذا، وكان سكان الحي البرتغالي رفعوا، حسب تصريحاتهم للجريدة، عريضة مذيلة بأزيد من 100 توقيع، إلى رئيس الأمن الإقليمي بالجديدة، طالبوه فيها بتوفير الأمن لهم في حيهم السكني (الملاح)، وتشغيل المداومة الليلية في مخفر الشرطة الذي يقتصر العمل فيه نهار.. علما أن ثمة مؤسسات سياحية ودور للضيافة داخل الحي البرتغالي، الذي صنفته منظمة اليونسكو، سنة 2004، تراثا إنسانيا وحضاريا. ولم يستبعد أحد السكان كون الاعتداء الإجرامي الذي كاد يودي بحياة مصطفى الناجمي، الموظف الاستخباراتي المتقاعد، قد يستهدف أو يطال سياحا أجانبا ممن يترددون على الحي البرتغالي. ما قد يشكل ضربة موجعة للسياحة في الجديدة وفي المغرب.
وفي ظل سلبية رئيس الأمن الإقليمي الذي لم يتفاعل مع عريضة سكان الحي البرتغالي، بعدم الاستجابة لمطلبهم وحقهم المشروع في توفير الحماية الأمنية لهم ولأسرهم، وتماشيا مع مضامين الخطاب السامي الذي ألقاه جلالته، الجمعة 14 أكتوبر 2016، أمام البرلمان، بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الأولى من الولاية العاشرة، أفاد فاعل جمعوي أن رعايا الملك محمد السادس، سكان الحي البرتغالي، سيرفعون تظلمات إلى وزير الداخلية، وإلى المدير العام للأمن الوطني، وإلى الوكيل العام للملك باستئنافية الجديدة.
عذراً التعليقات مغلقة