فجر معتقلو حراك الريف داخل سجن عكاشة حقائق صادمة، حول ظروف عيشهم خلف القضبان، معلنين دخولهم في إضراب عن الطعام تحت شعار “الحرية أو الشهادة”، داعين إلى المشاركة المكثفة في المسيرة المرتقب تنظيمها بالحسيمة يوم 20 يوليوز الجاري.
وأورد معتقلو الحراك، في بيان لهم ، “لقد وجهنا في أسابيع مضت، عبر عائلاتنا، نداء اعتبرناه وصية موجهة إلى الجماهير نحثهم فيها على التشبث بالسلمية كمبدأ للحراك الشعبي، وأكدنا على أن هذا المبدأ اعتبرناه منذ بداية الحراك، ومازلنا نعتبره، أحد أهم الأسس التي بني عليها حراكنا الذي أبهر المتربصين به قبل أن يبهر الحرائر والأحرار الذين حصنوه من كل ما من شأنه أن يزيحه عن مساره السلمي، ولقد نبهنا الجماهير الشعبية إلى عدم الانسياق وراء مخططات المخزن التي تعمل ليل نهار من أجل تحويله من حراك سلمي إلى حراك يتبنى العنف وبالتالي الإيقاع به في المصيدة التي حاول منذ بداية الحراك استدراجه إليها، وقد حثنا الجماهير المناضلة الصامدة على عدم التسرع في اتخاذ خطوات نضالية تحتاج إلى الوقت الكافي من أجل تجسيدها تجسيدا ناجحا وبالخاصة في هذه الظرفية الحساسة التي يشهدها إقليم الحسيمة في ظل العسكرة، كما دعونا الجماهير إلى الإبداع في أشكال نضالية نشهد على أن الجماهير جسدتها تجسيدا ناجحا، وكانت بالتالي أشكالا حضارية تنضاف إلى الأشكال النضالية التي أبدعناها بمعية الجماهير الشعبية قبل اختطافنا”.
وأضاف البيان، “كنا قد وجهنا، عبر عائلاتنا، إخبارا بخصوص عزمنا على الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام تحت شعار “الحرية أو الشهادة”، بالإضافة إلى دعوتنا الجماهير للخروج في المسيرة المليونية ليوم 20 يوليوز 2017 وذلك للتأكيد على براءتنا والتشبث بإطلاق سراحنا وبعدالة ومشروعية الملف المطلبي الحقوقي، وكذا العمل على إنجاح المسيرة المليونية بالشكل الذي اعتادت به في إنجاح كل المسيرات السلمية الحضارية التي أبهرت بها شعوب العالم.
هذا البلاغ الذي نوجهه إليكم أيتها الجماهير الشعبية المناضلة والصامدة رغم الاعتقال والقمع جاء بعد وقوفنا إلى مجموعة من الخطوات التي نعتزم القيام بها، وكذا مجموعة من المستجدات التي تصلنا من الشارع وفي مقدمتها تسريب ونشر فيديو المعتقل السياسي ناصر الزفزافي وهو شبه عار”.
وأعلن المعتقلون عن تشبثهم ببراءتهم وإسقاط التهم المجانية الملفقة لنا (المساس بوحدة المملكة، زعزعة ولاء المواطنين للدولة، زعزعة استقرار البلاد، تلقي أموال خارجية…)، وإطلاق سراحهم كخطوة للتحاور حول الملف المطلبي الحقوقي، مشتنكرين “العمل الشنيع المتمثل في تسريب فيديو للمعتقل السياسي ناصر الزفزافي وهو شبه عار”، مؤكدين على أن “الفيديو المسرب قد تم تصويره من داخل مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء، ووأنه قد تم تصويرهم جميعا داخل المقر نفسه قبل ساعات من خروجهم وذلك بعدما اختفت من أجسادهم بعض آثار التعذيب الجسدي الذي مورس عليهم بالحسيمة وبداخل الحوامة التي نقلتهم إلى الدار البيضاء وبمقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، والتي ما تزال بعضها واضحة على أجسادهم إلى يومنا هذا، وبأن هناك من المعتقلين مهم من تم تصويرهم وهو عراة ولا قطعة ثوب تغطي أجسادهم”.
واعتبر المعتقلون “هذا العمل الشنيع جريمة ومسا بكرامتهم الانسانية وبشرفهم وخصوصيتهم محملين مسؤولية تسريب فيديو المعتقل السياسي ناصر الزفزافي كاملة لعناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية الذي تم تصويره داخل مقرها”، مضيفين، “نحمل المسؤولية لهذه العناصر في حال تم تسريب باقي الفيديوهات التي نؤكد على أن بعضنا لم تغطي أجسادهم قطعة ثوب أثناء تصويره… كما نخبركم بأنه قد أخذوا منا لعابنا مرة واحدة بالحسيمة ومرتين بمقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء وذلك قصد تحليل الحمض النووي لكل واحد منا والتي نجهل لحد الآن الأسباب التي دفعتهم إلى القيام بهذه الخطوة. ولا ننسى أن نخبركم بأننا تعرضنا لتعذيب نفسي ولسب جميع الأجهزة، التي مررنا بها، في أعراضنا وتهديدها لنا باغتصاب أمهاتنا ونساءنا وأخواتنا…”
وأردف المصدر، “نؤكد على أن ترحيلنا إلى الدار البيضاء هو بمثابة عقاب جماعي لنا ولعائلاتنا وتنم عن نية تخفي وراءها ثني عائلاتنا عن النضال من أجل إطلاق سراحنا، ونذكر الجماهير الشعبية بدخولنا يوم 17 يوليوز 2017 في إضراب مفتوح عن الطعام تحت شعار “الحرية أو الشهادة” ولن نوقفه إلا ونحن بحريتنا أو الخروج على نعشنا ونحن شهداء، ونخبركم أن المعتقل السياسي ربيع الأبلق قد دخل اليوم السادس عشر في إضرابه المفتوح عن الطعام وبأن حالته الصحية تدهورت وما عاد بقادر على الحركة وقد بدا عليه ذلك بشكل واضح يوم الثلاثاء الأخير”.
ودعا المعتقلون عائاتهم “للقيام بزيارة الوداع يوم الأربعاء 19 يوليوز 2017، مؤكدين على أنهم لن يستقبلوا أي فرد من عائلاتهم وأنهم لن يخرجوا إليهم إما أحرار طلقاء أو على نعش شهداء”، مناشدين “الجماهير الشعبية من أجل العمل على إنجاح المسيرة المليونية ليوم 20 يوليوز 2017، ودخول إقليم الحسيمة والريف ككل في إضراب عام يتزامن مع المسيرة، والتشبث بالسلمية كمبدأ للحراك الشعبي وإحدى أهم أسس فلسفة الحراك”.
عذراً التعليقات مغلقة