اعتقلت السلطات السعودية الملياردير محمد حسين العامودي، الذي قاد مصفاة “سامير” إلى الافلاس، وذلك في إطار حملة واسعة النطاق لمكافحة الفساد أطاحت بالعديد من الأمراء والوزراء ورجال الأعمال والمسؤولين الحكوميين.
ويأتي اعتقال الملياردير محمد حسين العامودي، السعودي من أصل إثيوبي، على خلفية تورطه في قضايا فساد مالي داخل وخارج المملكة السعودية، وتم اقتياده رفقة باقي الموقوفين إلى فندق بالعاصمة السعودية الرياض، حيث يقبعون تحت حراسة أمنية مشددة.
وذكر مصدر سعودي، ان تحريات معمقة كشفت تورط العامودي في الحصول على اعتمادات خيالية بلغت قيمتها 4 مليارات دولار من صندوق الملك عبد الله للاستثمار الزراعي السعودي لتمويل مشاريع زراعية للأرز في إثيوبيا، وبناء رصيف مينائي في إريتريا لتصدير هذا الأرز إلى السعودية، وهي المشاريع التي لم يتم الوفاء بإنجازها، وهو ما دفع الدوائر العليا إلى اعتقاله وفتح التحقيق معه في هذا الملف ومجموعة من الملفات الأخرى.
وكان العامودي قد تلقى أوامر صارمة من المسؤولين السعوديين، سنة 2016، بضرورة تسوية وضعيته المالية وتسديد الديون المتراكمة عليه بخصوص مصفاة “سامير” بالمحمدية، والتي بلغت أزيد من 4.4 مليار دولار، إلا ان الملياردير العامودي لم ينفذ التعليمات ولم يتقيد بها متحديا الجميع، كما تم حرمانه من الولوج إلى الإقامة الملكية للعاهل السعودي بطنجة سنة 2015 بسبب تورطه في إفلاس المصفاة، ومسه بـ”الأمن الطاقي” للمغرب الذي تجمعه بالسعودية علاقات استراتيجية.
واكشفت بعض المصادر، ان العامودي يواصل تحصيل مداخيل مشاريعه السياحية بالمغرب، عن طريق ساعده الأيمن جمال باعامر الذي هرب إلى باريس قبيْل حملة الاعتقالات في السعودية.
وشدد مسؤول سعودي، بخصوص هذه القضية، على أن السعودية لن تتساهل مع كل من نهب أموالها العمومية، أو مس بالأموال العمومية للدول الشقيقة(وضمنها المغرب)، وقال إن الحكومة المغربية وإدارة الجمارك والمصارف المغربية مطالبة باستغلال هذه الفرصة ووضع طلبات لاسترداد ديونها من العامودي، خاصة وأن القانون السعودي يتيح لها هذه الإمكانية.
عذراً التعليقات مغلقة