تافراوت:جمعية افلا وداي تبدي ملاحظاتها بخصوص الرخص التعدينية بالمنطقة

الوطن الأن29 نوفمبر 2017آخر تحديث :
تافراوت:جمعية افلا وداي تبدي ملاحظاتها بخصوص الرخص التعدينية بالمنطقة

  ملاحظات جمعية تامونت اوفلاواداي للتنمية بتافراوت حول مشروع استغلال الرخصة التعدينية رقم 2339009 المقدم من طرف شركة Akka Gold Mining

 

ان جمعية تامونت اوفلاواداي للتنمية بتافراوت ، و بعد اطلاعها على الوثيقة التقنية لمشروع استغلال الرخصة التعدينية رقم 2339007  المقدم من طرف شركة ،  Akka Gold Miningو كذا الملخص الغير التقني للدراسة البيئية المرتبطة به ، في اطار البحث العمومي المفتوح يوم 10 نونبر 2017 بمقر جماعة تافراوت  ، فانها تسجل الملاحظات التالية:

الملاحظات

     ان المشروع موضوع البحث العمومي ستكون له انعكاسات خطيرة على الانسان و الحــــــــــيوان و النـبات و التربة و الهواء و الوسط الطبيعي و التوازن البيولوجي و النظافة و الصحة العمومية و املاك الساكنة .

    و رغم ان ملخص الدراسة البيئية المرفقة بملف البحث العمومي اشارت الى بعض هذه الانعكاسات ، و اقترحت بشكل عام و دون تفصيل و لا ضمانات ، بعض التدابير – الترقيعية – المزمع اتخاذها للتخفيف منها ، الا انها اغفلت التطرق الى تأثيرات اخرى محتملة ستطال التنوع البيولوجي – الغطاء النباتي ، وحيش الغابة . كما قللت الدراسة موضوع البحث من اهمية تاثير المشروع على الهواء و المياه الجوفية .

بخصوص التنوع البيولوجي :

  • الغطاء النباتي : اشارت الدراسة المرفقة بملف البحث العمومي انه لن تتم ازالة اعشاب و لا اشجار و لا توجد اشجار بالمقلع ، و الحال ان الموقع يضم غطاءا نباتيا كثيفا يتكون خاصة من اشجار الاركان و النباتات العطرية و الشوكية ، مما سيؤدي حتما الى اجتثاثها . و بغض النظر عن كون النباتات العطرية المنتشرة بالمنطقة احد اسباب وجود العديد من التعاونيات التي تقوم بتسويق المنتوجات المحلية ، فان شجرة اركان مصدر عيش اسر باكملها ، بل اكثر من ذلك ، تصنف هذه الشجرة كتراث محلي و وطني ينفرد به المغرب عالميا .

  • وحيش الغابة : تتكاثر بموقع المنجم موضوع البحث انواع كثيرة من وحيش الغابة : السنجاب، الضربان ، الغزال ، الحمام البري، الارنب البري ،… هذا التنوع الحيواني المهم لم تشر اليه الدراسة ، و لا الى التدابير المزمع اتخاذها لحمايته ، و ما هو مؤكد ، ان بداية الاشغال بالمشروع ستؤدي لا محالة الى القضاء على هذه الحيوانات ، وستؤثر سلبا على التوازن البيئي .

خصوص التاثير على الماء :

  • المياه السطحية : حسب الخريطة المرفقة بملف البحث العمومي ، و الزيارة الميدانية للمكان فان موقع المشروع تخترقه الجداول و الشعاب و الاودية الموسمية المحملة بمياه الامطار القادمة من ادرار مقورن ، و المرتفعات المجاورة في اتجاه تافراوت ، و املن . و مما لاشك فيه ، ان مياه الامطار التي تحملها هذه الاودية ستتلوث بالنفايات و الزيوت السامة التي يخلفها المشروع ، قبل ان تواصل مسارها نحو وسط تافراوت في اتجاه واد املن ، مما سيؤدي الى تلويث المياه الجوفية و الابار الواقعة على امتداد هذا المسار ، كما ستتضرر الضيعات الفلاحية  – اورتان – و الاشجار المسقية بمياه هذه الوديان،اضافة الى احتمال تلوث مشروع سد سيدي يعقوب المنتظر تشيده قريبا على احدى هذه الاودية ، و الذي يهدف الى السقي ، و تغذية الابار التي تتزود بها تافراوت بالماء الشروب .

  • المياه الجوفية : من المعلوم ان المصدر الوحيد لمياه الشرب بكل مناطق تافراوت هو المياه الجوفية ، و مع استمرار سنوات الجفاف و تزايد السكان ، اخذت هذه المياه في النضوب ، حتى اصبح مشكل ندرة المياه على راس المشاكل التي تعاني منها الساكنة المحلية في الوقت الحاضر. و امام هذا المستجد المتمثل في مشروع الرخصة التعدينية موضوع البحث العمومي ،فان المشكل سيزداد استفحالا و يهدد بنزوح جماعي للسكان نحو مناطق اخرى .

و رغم ان الدراسة المرفقة بملف البحث العمومي ، تعتبر الحاجة الى استعمال المياه في استغلال هذا المشروع شبه منعدمة ، و قدرت من جانب اخر احتياجات المشروع من المياه المنزلية ب 10 متر مكعب يوميا ، فان السؤال الذي يطرح هو :من اين سيتم التزود بهذه الكمية من المياه ، علما ان امكانية استهلاك و ضياع كميات اكبر من هذا الحجم جد واردة ، خاصة و ان اشغال الحفر اثناء الاستغلال ستصل الى عمق 50 متر تحت الارض حسب الوثيقة التقنية المرفقة . و حتما فان امكانية مصادفة مياه جوفية اثناء عمليات الحفر واردة جدا . مما يعني  ليس فقط ضياع المياه ، بل تلوثها كذلك و استنزافها بشكل كامـــــــــــــل . فماهي التدابير المتخذة لتفادي ضياع و استنزاف المياه الجوفية المصدر الوحيد لمياه الشرب بتافراوت ؟

  • الهواء و التربة : اشارت الدراسة المرفقة بملف البحث العمومي الى مشكل انبعاث الغبار ، و اقترحت حلا لهذا المشكل يتمثل في وضع اغطية على الشاحنات المحملة بالأتربة و سقي الطرق غير المعبدة التي تمر منها الشاحنات ، و وضع علامات تحديد السرعة . غير انها لم تأخذ بعين الاعتبار الغبار و الادخنة و الغازات السامة المحتمل انبعاثها من مكان الاستغلال – وسط المنجم ، و هو المشكل الاخطر الذي لم يتم التفكير في كيفية التعامل معه . فكيف ستتم مراقبتها و الحد من تاثيراتها على المحيط، و خاصة على ساكنة الدواوير المجاورة اكرض اوضاض اوسيفت ايت اوسيم اميان و املودرار؟؟؟ .

اما بخصوص النفايات السامة ( عصارة النفايات) ،فقد اقترحت الدراسة تخزينها في حاويات مغلقة و في اماكن مغطاة . لكنها لم تحدد موقع هذه الاماكن ، كما لا يعرف مصير هذه النفايات فيما بعد و كيفية التخلص منها ، خاصة و ان المطرح العمومي لتافراوت لا يستحمل مثل هذه النفايات اضافة الى قربه من وسط المدينة .

بخصوص التاثيرات الاجتماعية و الاقتصادية :

 الصحة العمومية : من المحتمل جدا ان يعرف محيط المشروع ظهور امراض في وسط الساكنة نتيجة انبعاث الغازات السامة و الغبار، و ستتضاعف الحاجة الى الخدمات الصحية باستحضارنا كذلك لحوادث الشغل المحتملة الوقوع في صفوف العمال ، في الوقت الذي تفتقر فيه المنطقة بكاملها الى مستشفى قادر على استقبال كل هذه الحالات ، علما ان تافراوت لا تتوفر سوى على مركز صحي صغير ، يقتصر دوره في تقديم بعض الاسعافات الاولية ، و ذو طاقة اسيعابية جد محدودة .

املاك الساكنة : من المؤكد ان المشروع موضوع البحث كما الطرق المؤدية اليه ، ستشغل مساحات كبيرة من اراضي السكان ، و معلوم ان املاك الساكنة بهذه المنطقة تستغل في الحرث و رعي ماشيتهم ، و في جني ثمار الاركان ، فما هي التدابير المتخذة لانصاف ذوي الحقوق ؟ و لحماية اشجار الاركان من كل الاضرار المحتملة ؟؟؟

السياحة : يقع المشروع موضوع البحث في مكان قريب من مواقع سياحية تعد نقط الجذب الاكثر اهمية بتافراوت : قبعة نابليون بدوار اكرض اوضاض و الموقع السياحي الايكولوجي العالمي : اومركت . و لا شك ان انبعاث الغازات السامة و الغبار و الضوضاء و تلوث المحيط الطبيعي بشكل عام ، سوف يؤثر سلبا على توافد السياح الى هذه الاماكن ، بتحويل رحلاتهم صوب وجهات اخرى ، مما سيشكل ضربة قاضية للحركة الاقتصادية لتافراوت ككل ، و لاشعاعها السياحي العالمي ، كما ستتاثر اسر بكاملها يعد النشاط السياحي مصدر دخلها الوحيد .

   ان الجمعية بإثارتها لهذه الملاحظات بناءا على معرفتها التامة بمناخ و طبيعة و تضاريس المنطقة ، و على فحصها الدقيق لملف البحث العمومي حول مشروع استغلال الرخصة التعدينية رقم 2339007  المقدم من طرف شركة ،  Akka Gold Mining، فهي تعبر عن رفضها  التام باي مساس بالبيئة و الانسان و الممتلكات ، بوسط و محيط عيش السكان بمناطق تافراوت و تعلن عن موقفها المبدئي في الدفاع عن البيئة الطبيعية و الحق في العيش في بيئة سليمة.

    و اذا كان هذا استغلال هــــــذا المشروع التعديني ضرورة لا مفر منها ، فان للبيئة و الساكنة المحلية و الاجيال المقبلة و الارض علينا حقوق لا يجب المساس بها ، لذا فاننا نطالب و نقترح  يلي :

الاقتراحات

  • انشاء حزام اخطر على طول المنطقة المحيطة بموقع المشروع ؛

  • التعاون مع الجــــــهات المختصة للإسراع بوضــــــع الدراسات اللازمة لتزويد المنطقة بالماء انطلاقا من اقـــرب سد و المساهمة في تمويل هذا المشروع ؛

  • تحويل مجاري المياه و الوديان الواقعة بالمنطقة موقع المشروع الى اماكن امنة من المواد الملوثة ؛

  • حماية شجرة اركان و رعايتها و تخليفها ؛

  • دعم مشروع بناء مستشفى متعدد التخصصات بتافراوت و الاسراع بتنفيذه ؛

  • تشغيل شباب المنطقة بأجور محترمة مع استفادتهم من التامين و التغطية الصحية الاجبارية ؛

  • تعويض ذوي الحقوق عن احتلال املاكهم ؛

  • تحمل تكاليف علاج الحالات المرضية المحتمل ظهورها وسط السكان بسبب انبعاث الغازات السامة و الغبار من موقع المشروع ؛

  • تحمل تكاليف اصلاح الاضرار التي قد تلحق بالطرق و بيوت الساكنة بسبب استعمال المواد المتفجرة ،و مرور الشاحنة الثقيلة ؛

  • دعم مشاريع الجمعيات المحلية في مجال المحافظة على البيئة ؛

  • احتضان الفرق الرياضية المحلية و دعم التظاهرات الرياضية بها .

      و في الاخير نطالب اللجنة الجهوية المختصة بفحص دراسة التأثير على البيئة، بعدم منح قرار الموافقة البيئية للشركة حاملة المشروع ، نظرا للأسباب السالفة الذكر ، و مطالبة صاحب المشروع بإعادة الدراسة الخاصة بالتأثير على البيئة ، اخذا بعين الاعتبار ملاحظاتنا و اقتراحاتنا اعلاه.

 

                                                    عن مكتب و منخرطي جمعية تامونت اوفلاواداي للتنمية بتافراوت

                                                                                امضاء رئيس الجمعية

 

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة