مشكل الماء بتافراوت بين الحل الترقيعي و الحل الجذري

الوطن الأن11 يناير 2020آخر تحديث :
مشكل الماء بتافراوت بين الحل الترقيعي و الحل الجذري

لا زالت الأصوات تتعالى بتافراوت مطالبة بوضع حلول استعجاليه لمشكل انقطاع الماء الذي اصبح مع مرور الايام و الشهور مشكلا حقيقيا طال امده ، و اثر بشكل كبير على الحياة اليومية لساكنة الاحياء و الدواوير المحيطة بمركز تافراوت .

و عبر العديد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي ، عن استغرابهم لطول امد المشكل ، دون اتخاذ تدابير استعجالية لحله ، رغم تنبيهات المتضررين ، لخطورة المشكل ، و نداءات الاستغاثة التي اطلقوها بكل الاشكال .
عدد من التدوينات عبر فيها ابناء دواوير تافراوت ، عن معاناتهم و وصفوا فيها حجم المشكل الذي اصبح يكدر صفو حياتهم اليومية لم تلق اذانا صاغية ..و ذهب البعض منهم الى طرح تساؤلات حول سبب المشكل ؟ و من يتحمل مسؤولية حله ؟ هل المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بتافراوت ؟ ام الادارات التابع لها اقليميا و جهويا و مركزيا ؟ ام ان المسؤولية تقع على مصالح وزارة الداخلية ؟ ام وزارة التجهيز ؟ ام الوزارة المكلفة بالمياه و الغابات ؟ ام الجماعات المحلية ؟ و اكد العديد من المواطنين الذي التقتهم جريدة وطن ، ان المشكل لم يعد يطاق ، خاصة ان المكتب الوطني للماء بتافراوت يفرض دعائر التأخير عن الاداء على المواطنين تصل الى ثلاثون درهما ، و طالبوا بالغاء هذه الدعائر ، الى حين حل المشكل على الأقل اذ كيف يتشبت المكتب الوطني للماء ، بما يعتبره حقه ، و يحرم زبناءه الذين لا حول لهم و لا قوة من حقوقه . و تذهبت تعليقات ابعد من ذلك ، مطالبة برحيل المكتب الوطني للماء بتافراوت ، ما دام عاجزا عن الوفاء بالتزاماته تجاه الزبناء . و ما دام بعيدا عن المساءلة حول هذا المشكل .

من جانب اخر ، اعتبر بعض المواطنين ، ان المشكل مشكل حكامة و تدبير و سوء توزيع ، معللين ذلك بكون مركز تافراوت المدينة ، لا يعاني من انقطاع الماء .

امام هذه الاحتجاجات بادر احد المواطنين من ابناء تافراوت المقيمين بالولايات المتحدة الامريكية بالاتصال بالسيد وزير التجهيز و النقل ، و اطلاعه على تفاصيل المشكل ، عبر حسابه الفايسبوكي ، و وعده هذا الاخير بالرد عليه في اقرب الاجال .

و اصدر المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بتافراوت يوم الخميس 09 يناير 2020 ، اعلانا ، جاء في مستهله ان ازمة الماء بتافراوت ناتجة عن قلة التساقطات ، و انخفاض الفرشة المائية ، و ازدياد كمية الاستهلاك ، و جاء في متن الاعلان ، انه بسبب ذلك ، تم اعتماد برنامج توزيع ، يمكن الدواوير المجاورة لمركز المدينة من الاستفادة من الماء ، يوما واحدا ، عن كل ثلاثة ايام ، و ضمان الاستفادة اليومية لمركز المدينة نهارا.

و الملاحظ ، ان البرنامج المذكور ، لم يأتي باي حل للمشكل ، بل طرح تساؤلات حول معايير هذا التقسيم ، و من اعتمده ؟ و هل كان نتيجة نقاش جماعي لذوي الاختصاص ؟ ام هو ارتجالي مساير للأهواء ؟ ام لامتصاص الغضب ؟ و الى اي حد سيحترم ؟ و الى متى سيظل معتمدا ؟

المؤكد ، ان مشكل الماء بتافراوت اصبح مطروحا على كل المسؤولين ، و لا يحتاج الى حلول ترقيعية ، بقدر حاجته الى حل جذري ، خاصة ان المدينة و المنطقة ككل تسعى الى تسويقها كوجهة سياحية ، و هي مقبلة كذلك على تنظيم تظاهرات كبرى مثل مهرجان اللوز ، شهر مارس ، و مهرجان تافسوت للسينماالأمازيغية المغاربية شهر ابريل ، و مهرجان تيفاوين شهر غشت . فكيف سيستقيم ذلك و المدينة بدواويرها تعاني من العطش ؟ و هل سيكون سكان الدواوير هم الضحية مرة اخرى ؟ ماهي التدابير المقرر اتخاذها في هذه الحالة ؟ و هل فكر المسؤولون في ذلك ؟ ام انهم ينتظرون سقوط المطر ؟ ما العمل في قادم الايام ، لتجاوز المشكل و خاصة في فصل الصيف ؟
معلوم ، ان ملف الماء اصبح بيد السلطات العليا بالبلاد ، و يحضى لديها بالأولوية ، و من واجب المسؤولين من اعلاهم الى ادناهم التفاعل مع رغبة جلالة الملك ، الذي اصدر خلال ترأسه يوم الثلاثاء الماضي جلسة عمل بالقصر الملكي بمراكش ، تعليماته لتفعيل البرنامج الوطني الاولوي للتزويد بمياه الشرب و مياه السقي 2020/2027 بتكلفة 115 مليار درهم ، و عقب ذلك ، طمأن رئيس الحكومة في كلمته الافتتاحية لاجتماع المجلس الحكومي ، يوم الخميس 09 يناير 2020 المواطنين بان موضوع توفير المياه مأخوذ بالجدية الكاملة بعد اجتماع مراكش .

فهل يأخذ مسؤولو المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بتافراوت و الاقليم ككل ، هذا الموضوع بنفس الجدية ؟

 

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة