بعد 22 سنة من الرفض، قبل المغرب أخيرا استقبال المهاجرين الذين تطردهم اسبانيا من مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، وهذا الموقف يثير تساؤلات بسبب حساسيته السياسية نظرا لمطالبة المغرب باستعادة المدينتين، وجمد تاريخيا التعاون السياسي والأمني المباشر معهما.
وفي موقعها في شبكة الإنترنت، نشرت إذاعة كادينا سير الإسبانية، وهي أكبر إذاعة في هذا البلد الأوروبي شريط فيديو يبرز دخول قوات مغربية شبه عسكرية (القوات المساعدة) يوم الجمعة الماضي الى الأراضي التي تفصل الأسوار السلكية التي وضعتها اسبانيا في حدودها إقليم الناضور شمال شرق المغرب.
ويبرز الشريط تواجد قوات مغربية تقوم باعتقال المهاجرين ثم نقلهم الى الجانب المغربي وترحيلهم لاحقا الى منطقة غير معروفة.
ويبقى الجديد في هذا الملف هو امتناع المغرب وطيلة 22 سنة، تاريخ تـــوقيع اتفــــاقية الهجرة مع اسبانيا عن قبـــول المهاجرين الذين يتسربون الى سبتة ومليلية، حيث كان يعتبر كل عمــــلية قبول بمثابة اعتراف بسيـادة اسبانيا على المدينتين.
وفشلت الحكومات المتعاقبة على مدريد في إقناع الرباط بهذا الهدف، ولكن يبدو أنها نجحت الآن مع الحكومة الحالية برئاسة عبد الإله بن كيران.
وكان وزير الداخلية الإسباني خورخي فيرنانديث قد طالب نظيره المغربي محمد حصاد يوم 20 شباط / فبراير الماضي في قمة أمنية في باريس قبول المهاجرين الفارقة الذين يتسربون الى سبتة ومليلية، ويبدو أن المغرب قبل الطلب الإسباني لأول مرة بعد 22 سنة من الرفض المتتالي. ورغم حساسية الملف، تلتـــزم القوى السياسية في المغرب الصمت ولـــم يصدر أي حزب سياسي بيانا في الموضوع أو تقدم بسؤال في البرلمان المغربي.
ويجري العكس في اسبانيا حيث بدأ يتحول الى موضوع مثير للجدل، فقد طالب ‘محامي الشعب من الحكومة فتح تحقيق لمعرفة من سمح للمغاربة بالدخول الى تلك المنطـقة المحسوبة على اسبانيا، ولماذا جرى الترخيص للمغاربة بطرد أفارقة، بينما القانون ينص على ضرورة الاستماع للمهاجرين.
وارتفعت أصوات الجمعيات الحقوقية في اسبانيا مطالبة بفتح تحقيق بسبب هذه الإجراءات التي تصفها بغير القانونية، إذ ينص قانون الأجانب على عدم طرد أي مهاجر يصل الى الحدود وضرورة الاستماع إليه خاصة إذا كان سيطلب اللجوء السياسي.
ويحقق القضاء في ملف طرد قوات الحرس المدني الإسباني من مدينتي سبتة ومليلية لمهاجرين أفارقة نحو الأراضي المغربية دون تحديد هويتهم وسؤالهم إذا كانوا يرغبون في طلب اللجوء.
عذراً التعليقات مغلقة