شراكات أكاديمية سوس ماسة “تحاكم” واقع التدبير والعلاقات مع الشركاء

الوطن الأن20 يناير 2021آخر تحديث :
شراكات أكاديمية سوس ماسة “تحاكم” واقع التدبير والعلاقات مع الشركاء

أبرمت أگاديمية سوس ماسة 124 شراكة فقط خلال سنة 2020، كلها بطلب من الشركاء، و 113 منها من جمعيات المجتمع المدني و 6 مع الهيئات المنتخبة، و 2 مع الدولة والمؤسسات العمومية و 3 مع القطاع الخاص.
هذه الأرقام تؤكد أن حصيلة الشراكة والتعاون ضعيفة ولا ترقى إلى المستوى المطلوب في جهة سوس ماسة الغنية بشركائها ومنتخبيها وفاعليها الاقتصاديين الذين يشترطون شريك جدي يثقون فيه، لا في من يبحث عن من يطرق بابه، وحينما يلتقيه عرضيا في محفل يتگبر عليه ولا يتجاوز في التواصل معه گلمة محتشة من قبيل “مرحبا”، لينقطع بعدها التواصل ويغيب مجددا عن الساحة.
غير أن واقع الحال يفند كل الادعاءات ويضع متاريسا وشروطا تعجيزية، فأحيانا تمكث الشراكات في الأكاديمية وطلباتها شهورا، ولا تجد من يتجاوب معها، لأن مدير أكاديميتها مشغول بتنفيذ الصفقات وسندات الطلب وصرف الميزانية التي لم تصل مؤشراتها للنجاعة المطلوبة حسب وثائق الأگاديمية في عديد من المناسبات.
وبلغة الأرقام التي يگرهها الگثير من المسؤولين ممن يخشون انگشاف المؤشرات المتدنية، فإن مجموع الشراكات التي وقعها مدير أكاديمية سوس ماسة سنة 2020 لا تتعدى 11 شراكة فقط، باقي الشراكات وقعت مع جمعيات المجتمع المدني. وهو ما تسائل في شأنه المتتبعون والمختصون مگررين السؤال ذاته:ماذا يعني هذا كله؟!
مصادرنا من خبراء ميدان التربية والتگوين والعارفين بخبايا ما يجري ويدور داخل دهاليز أكاديمية سوس ماسة المظلمة وعلاقاتها بالشركاء يؤكدون أن مدير الأكاديمية لا يتواصل بل يگره التواصل، وهو ما يثير حفيظة الشركاء ويثنيهم عن المبادرة.
وفي نفس السياق أگدت نفس المصادر لموقع “وطن” أن الأگاديمية لاتبادر ويغيب عنها هذا الحس، وهو ما يجسده عدم طرق أبواب الشركاء والجلوس معهم للتفاوض وبناء شراكات حقيقية تشاركية بناءة تخدم عمق قضايا المنظومة التربوية، خاصة في تقليص المؤشرات المقلقة للهدر المدرسي والاكتظاظ والتكرار والاحتفاظ بالتلميذات والتلاميذ داخل المنظومة التربوية وتحقيق نجاحهم وتميزهم وتفوقهم.
وزادت مصادرنا متسائلة ما معنى أن مدير الأكاديمية وقع 3 شراكات مع القطاع الخاص.وفسره مصدرنا أن مديريتين اثنتين فقط استطاعتا أن تستقطبا شريكا واحد. ونفس الشيء بالنسبة للشراكتين مع الدولة والمؤسسات العمومية؟! مضيفا أن كل 3 مديريات استقطبت شراكة واحدة، وفي المقابل تجد مديرية اگادير فقط بالجهة وقعت وترجمت شراگات نوعية على الرغم مما واجهته من بلوگاج مفضوح، لم يثني الگفاءة العالية رحال الناجي”الرجل الذي لا يزيل حذائه ولا يغمض له جفن- وهذا گله نتيجة لاستراتيجية مديرها الإقليمي المنفتح، والذي حصدت مديريته خلال تدبيره ثلاثة أرباع الجوائز الوطنية التي حصلت عليها الجهة في مختلف المسابقات والتظاهرات الوطنية، وهو ماغيبته الأگاديمية في مخططات تواصلها الباهتة، على عگس باقي المديريات التي تئن في صمت، وعلي رأسها مديرية تارودانت التي تدنت فيها مؤشرات عديدة، وتحولت إلى نقطة سوداء تتداولها المفتشية العامة للشؤون الإدارية والمالية، ورجحت مصادر عليمة عن قرب افتحاصها، حسب خبراء الميدان، رغم ما رصد لها من ميزانيات ضخمة، وحصيلة السنة الماضية ترجمت گل شيء.
وفي سياقات الشراگة مع الهيئات المنتخبة التي لا تتجاوز 6 شراگات، فإن مصادرنا المختصة فسرت ذلگ بشراگة واحدة لكل 70 جماعة ترابية وهو رقم ضعيف يسائل أداء مدير الأگاديمية في المقام الأول، وزاد المصدر داته أن هذا دليل يعگس المستوى الضعيف جدا لمصلحة الشؤون القانونية والشراگة ويفسر ضعف أداء القائمين عليها ويستوجب ربط المسؤولية بالمخاسبة، وهو نفس الوصع الذي تعيشه مصلحة التواصل التي يجمع المجتمع التربوي والمدني… عن انعدام أي أثرلها في واقع الحال.
وبرجوعنا لأكاديميات مراكش أسفي التي يقودها الإطار الرفيع مولاي أحمد الگريمي، و گل من أگاديمية الدار البيضاء سطات، والرباط سلا القنيطرة، وطنجة تطوان الحسيمة، وفاس مكناس، والشرق، ودرعة تافيلالت، التي گان حظها وافرا، بمسؤولين من المستوى الرفيع والعالية الگفاءة، الذين أمنوا لأگاديمياتهم المتمييزة التدفق الكبير للشراكات الناجحة والنوعية والمتميزة.
وبالرجوع لسوس ماسة المنگوبة تربويا التي تعيش على إيقاع السگتة القلبية، فحتى الشراكات السابقة التي وقعت منذ سنوات أگدت مصادرنا أنها معطلة. ولا ندري ما السبب هل لغياب منطق الأولويات في الشراكة مع المؤسسات الاقتصادية والمنتخبة والفاعلين والهيئات أم رغبة في إقبار كل ما هو جميل، أم أن الشركاء لم تعد لهم رغبة في الاشتغال مع الأگاديمية لغياب الشفافية في التدبير والشفافية في المعلومة التي لا تجد لها أثرا في الموقع الالكتروني (الجامد) وصفحة الفايسبوك (المخصصة ليومية الدروس واجترار أنشطة الوزارة وبعض أنشطة مدير الأكاديمية لوحده بأسلوب ركيك يعج بالأخطاء النحوية وهزال كتابي فظيع يعكس عمق ما يحصل).
أما الحديث عن تتبع الشراكات التي تعج بلجن التتبع والمواكبة، على الورق، لا في الواقع. فمصادرنا من الخبراء تطرح سؤالا عريضا مفاده أن لغة الأرقام والكم هي المتحكم في كل شيء، لا لغة الواقع والأثر والتتبع والمواكبة والتقييم اللحظي والآني والقبلي والبعدي.
فكم من شراكة تم تتبع تنفيذها؟! وما أثر الشراكات على المنظومة التربوية في سوس ماسة؟! وما كلفة ما ينفقه الشركاء على المؤسسات التعليمية وما ينجزونه من مشاريع من دون أن يشجعوا أو يحفزوا؟! وما مآل الشراكات الدولية مع “بوردو”، و”أميان” الفرنسية يضيف مصدرنا، معقبا أن لا جواب يذكر فيها وفي ماسبقها من أسئلة، لأن ما يهم هو الكم لا الكيف!
وحتى وإن اعتبرنا الكم، فمقارنة بسيطة بين حصيلة الأكاديمية الجارة لجهة كلميم واد نون تؤكد أنه تمت مباشرة 234 اتفاقية شراكة جديدة، و4 اتفاقيات في برامج التعاون الدولي، و17 اتفاقية شراكة مع جمعيات الآباء والأمهات والأولياء.والنتيجة 255 شراكة جديدة.
ليطرخ السؤال مجددا، أين أكاديمية سوس ماسة مما ينتج في جهة مجاورة بأقل الإمكانيات والموارد البشرية والمالية والمادية، بل إن أگاديمية كلميم واد نون تستقطب شراكات نوعية. ليبقي السؤال الجوهري: أين الخلل ومن يحاسب من؟! ومن يتحمل المسؤولية في ما تشهده الياحة من ذبح للشراكات وعدم استقطابها نوعيا وعدم تتبعها إلى اليوم؟!
وإذا كان الوزير ومسؤولي الوزارة يراهنون على أن تستقطب كل أكاديمية شركاء جدد وشراكات جديدة، لأن الموارد المرصودة غير كافية، فإن غياب أي منهجية أو خطة أو تصور لدى أكاديمية سوس ماسة يجعل حتى “الموقع” منها لا يتجاوز الرفوف، ولا يتم تفعيله ولا تنفيذه على أرض الواقع ولو بحضور مسؤولي الوزارة والعمال، كما هو الشأن في اتفاقيات الشراكة في اليوم الدراسي الجهوي حول التعليم الأولي الذي تحول من يوم يجب أن يبنى عليه رهان التعميم والتطوير والتشارك، إلى لحظة فقط للاحتفال والبهرجة والضحك على الدقون، وهو ما تأسف له المتتبعون والغيورون على المنظومة، بعد أن تبخرت الشراكات الموقعة ولم ينفذ فيها أي شيء إلى اليوم. فما ذنب عشرات الآلاف من التلاميذ من استمرار هذا النزيف الذاخلي الحاد والقاتل؟!فهل ستعيش الأگاديمية على هذا الإيقاع من السگتة الإدارية أم سيشملها عطف أمزازي وعنايته، بمسؤول رفيع ينقذها من الشلل ويعيدها لمصاف الاگاديميات المتميزة؟!

اعداد : الطالب على

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة