قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية أن العاملين فى مجال “تجارة الجنس” في البرازيل بدأوا استعداداتهم لبطولة كأس العالم المقرر إقامتها خلال الشهر الجارى، من خلال الحصول على دروس في اللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى قائمة من التحضيرات الأخرى، وخاصة فى مدينة “بيلو هوريزونيت” وهى ثالث أكبر مدينة برازيلية من حيث الكثافة السكانية، حيث يعيش بها 5 ملايين نسمة، ويطلق عليها البرازيليون “مدينة الحانات” نظراً لكثرة عددها هناك إلى نحو 12 الف حانة من المتوقع أن تكون أحد أكبر لامراكز الترفيهية لجمهور المونديال.
وفى حين يتذكر البرازيليين هذه المدينة بأنها شهدت هزيمة مذلة لمنتخب بلادهم أمام منتخب انجلترا خلال نهائي بطولة كأس العالم 1950، فإن نحو 23 بيتا للدعارة تضمها شوارع المدينة وأزقتها المكتظة بمراكز التسوق تجد فى البطولة الدولية فرصة نادرة للإنتعاش والرواج الإقتصادى. وهو ما دفع نحو 2000 عاهرة، حسب صحيفة الإندبنتدنت للإنخراط فى دروس لتعليم اللغة الإنجليزية على يد متطوعين، حتى يسهل التواصل مع زبائنهم من أنحاء العالم، خاصة وأن المدينة ستستضيف 6 مباريات خلال البطولة من بينها مباراة الدور قبل النهائى.
ونقلت الصحيفة عن سيدة خمسينية عضواً فى اتحاد العاملين فى الدعارة بولاية ميناس جريس قولها أن عاهرات المدينة ستحققن مكاسب كبيرة خلال بطولة كأس العالم، خاصة في الملاهي الليلية، مشيرة إلى أن “الصبية الأجانب متشوقون لهن على الدوام” كما انتشرت فى أنحاء المدينة ملصقات ومواد ترويجية للتوعية من المخاطر المحتملة للجنس غير الآمن، بالإضافة إلى كيفية التواصل مع الأطباء وجداول لجلسات التأهيل النفسي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأسباب التى تدفع النساء فى هذه المدينة متنوعة، إلا أن نقص العمل وسوء الظروف المعيشية هى السمة المشتركة بينهن، حيث نقلت عن إحدى العاملات فى المجال قولها أنها اضطرت للعمل فى مهنة “الدعارة” بعد إغلاق مصنع كانت تعمل به، ثم عدم قدرتها على التأقلم مع أسرة كانت تعمل لديها كعاملة نظافة، وهو ما دفعها لاستغلال أوقات نوم رضيعها للعمل فى بيوت الدعارة للتتمكن من الانفاق عليهما معاً.
مشيرة إلى أن العمل فى هذه المهنة لا يمر بدون متاعب، فبالإضافة إلى تدنى النظرة اليهن وهو ما لا تلقين له بالاً حسب قولها، فإن القائمين على بيوت الدعارة يفرضون مبالغ طائلة عليهن مقابل الحصول على غرفة، وهو ما يدفعهن فى بعض الأحيان للجوء إلى تأجير شقق بالمشاركة لتقليل حجم الخسائر.
يذكر أن البرازيل ذات الـ200 مليون نسمة تعانى بالإضافة للتكدس السكانى من أمية بلغت 10%، وزيادة فى معدلات الجريمة حيث شهدت البلاد مقتل أكثر من 42 الف شخص خلال العام الماضي. وقد أقرت البلاد امتهان الدعارة في عام 2000، إذ تشير التقارير، حسب الإندبندنت، إلى أن عدد العاملين فى المجال ربما يفوق المليون شخص.
عذراً التعليقات مغلقة