بقلم: رجاء معاشي، وزيرة شابة مكلفة بالجالية المغربية بحكومة الشباب الموازية.
الاحتفاء باليوم الوطني للمهاجر في المملكة المغربية يمثل تكريمًا للإسهامات الجليلة التي قدمها أبناء الجالية المغربية المهاجرة في مختلف أنحاء العالم. وما يجعل هذه المناسبة أكثر أهمية وبيانًا هو الاهتمام الكبير الذي يوليه جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده للمهاجرين، مما يؤكد على روابط التلاحم والانتماء بين المغاربة حول العالم.
إن الهجرة من الظواهر التي شكلت جزءًا من تاريخ الإنسانية، حيث قام الأفراد بالتنقل من بلادهم الأصلية إلى أماكن جديدة بحثًا عن حياة أفضل وفرص أكبر. وفي هذا السياق، تأتي الجالية المغربية المهاجرة كنموذج يبرز الروح التضحية والتفاني، إذ أبدعت في تقديم مساهماتها في بلاد الإقامة ولم تنس أصولها وهويتها.
يعكف المغاربة المهاجرون على ترسيخ قيم التلاحم والتواصل في بلاد الإقامة، حيث يسعون جاهدين لبناء جسور من التفاهم والتعاون مع المجتمعات المحلية. تعد هذه العلاقات الثنائية منصة لتبادل الثقافات والخبرات، ما يسهم في إثراء الحوار الثقافي والاجتماعي بين الشعوب.
في هذا السياق، يظهر الاهتمام الخاص الذي يوليه جلالة الملك محمد السادس للمهاجرين بوضوح. فمن خلال مجموعة من البرامج والمبادرات الريادية، يُظهر جلالته التزامه القوي بدعم المغاربة المقيمين خارج الوطن وتحسين أوضاعهم. برنامج “البرنامج الوطني لإدماج الأفارقة المقيمين بالمغرب” هو مثال بارز على ذلك، حيث يهدف إلى تعزيز الاندماج وتقديم الدعم للمهاجرين من جميع الجنسيات الإفريقية.
علاوة على ذلك، يسعى جلالة الملك إلى ترسيخ مفهوم التواصل والترابط بين المهاجرين ووطنهم الأم. من خلال الاحتفاء باليوم الوطني للمهاجر، يُبرز العلاقة الوثيقة التي تربط المغاربة في الخارج بأصولهم وهويتهم المغربية. يعكس هذا الاحتفاء رؤية جلالته بالمهاجرين كجزء لا يتجزأ من الوطن، وبالتالي يُعزز من الشعور بالانتماء والاندماج.
لا يمكن النظر إلى الإسهامات الاقتصادية والاجتماعية للجالية المهاجرة دون إلقاء الضوء على الجانب الثقافي والتراثي. تنقل الجاليات المغربية معها إلى بلدان الإقامة موروثًا ثقافيًا غنيًا، ما يساهم في تعزيز التبادل الثقافي وتعميق الفهم المتبادل.
وفي هذا السياق الثقافي، تأتي الرياضة كمجال آخر يشهد على دور المهاجرين المغاربة. ومشاركة لاعبين من أبناء الجالية في منافسات دولية تُظهر وحدة الشعب والانتماء المغربي، وتبث روح التفاني والتميز.
في الختام، يتجلى الاحتفاء باليوم الوطني للمهاجر كتجسيد للتقدير والامتنان لمساهمات المهاجرين المغاربة. يُجسّد هذا اليوم روح التلاحم والتعاون بين المغاربة في كل مكان، ويجسد رؤية جلالة الملك محمد السادس في دعم المهاجرين والارتباط الوثيق بين وطنهم الأم وبيئاتهم الجديدة. إن الاحتفاء بالمهاجرين يُعبّر عن مفهوم الوحدة والتضامن بين المغاربة، بغض النظر عن مكان تواجدهم حول العالم. تؤكد هذه العلاقة على أهمية تعزيز الروابط الثقافية والاقتصادية والاجتماعية بين المهاجرين ووطنهم الأم، معبّرةً عن مدى أهمية دورهم في بناء جسور الفهم والتواصل بين مختلف الثقافات والمجتمعات.
عذراً التعليقات مغلقة