أكدت رقية ديان ،فاعلة جمعوية وأكاديمية مغربية بفرنسا ،أن المغرب بلد التاريخ والحضارة ،ذو موروث ثقافي عريق يجمع مجموعة من الهويات المختلفة والني تزخر بها حضارتنا الضاربة في جذور عمق الوجود البشرية .وأضافت في معرض حديثها للجريدة ،أن المغاربة قدموا دروسا للعالم في التضامن في المحن التي بدورها حولوها إلى منحة التضامن و التآزر للمغاربة ،فكان التدخل في بداية الزلزال يستهدف إغاثة المتضررين ـلتأتي المرحلة الثانية التي تسعى إلى إعادة الأعمار بهذه المناطق المنكوبة ،فتم تكوين لجنة ما بين وزارية لتبني مشروع ورش إعادة الأعمار وتشييد المنازل المهدمة .
وكشفت ذات المتحدثة ،أن الحديث عن مسألة الأعمار ارتباطا بهذا الموروث ،الثقافي للمناطق المتضررة ،يستوجب أن تكون مقرونة بالضرورة ،الحفاظ هذا الموروث وعلى التراث الثقافي المحلي الذي تتميز به هذه المنطقة التي لها رأسمال ثقافي لامادي ،وزاخرة بمجموعة من المآثر التاريخية ،ونمط ثقافي وعمراني سائد في هذه المناطق ،ناهيك عن رأسمال اجتماعي يتمثل في العادات و التقاليد والأعراف ونمط السكن .مشددة في نفس السياق ،على أن أي مشروع تنموي يجب أن يأخذ بعين الاعتبار التراث والارتباط بالأرض والمجال وخصوصياته .لدى يجب التشديد على تحقيق هذا الرهان ببنايات مقاومة للزلزال تتحمل الهزات الأرضية و تحترم وتحافظ في نفس الوقت على الهوية العمرانية والثقافية التي تعرف بها هذه المناطق ،خاصة النمط العمراني المتمثل في القصبات التاريخية ،وكوجهة مفضلة لجميع السياح في مناطق العالم .
ديان دعت إلى إشراك جميع السكان المحليين في عملية الترميم بمقاربة تشاركية ،لأجل تلبية احتياجاتهم و متطلباتهم وتحقيق الهدفين : إعادة الأعمار وصون الموروث الثقافي والعمراني للمناطق المتضررة من الزلزال ،حيث من مخلفات الزلزال دمار بعض المآثر العمرانية و الثقافية التي صنفت ضمن التراث العالمي لدى اليونسكو ،كمسجد تنمل ،المدينة التاريخية أغمات ،الملاح اليهودي بمراكش ،مسجد الكتبية و أدرار ندر.
متابعة / محمد بوسعيد
عذراً التعليقات مغلقة