توصل مكتب مركز وادي سوس بإنزڭان بالعديد من التساؤلات والاستيضاحات من الفاعلين الثقافيين والمهتمين والصحفيين ومن المواطنين في شأن تنظيم الدورة الثانية لمهرجان المدينة العتيقة “تيسْواكْ”، خاصة بعد الأصداء الايجابية جدا التي خلفتها الدورة الأولى المنظمة خلال شهر يوليوز من سنة 2023، سواء من حيث جدية وجِدَّة الفكرة وثراء مكونات المشروع وتنوع الفقرات والأنشطة المقدمة وكذا الحمولة الثقافية الغنية التي حملتها ولمسها المهتمون وعموم زائري مدينة إنزڭان، وما زالت آثار وثمار الدورة الأولى بادية للعيان في أزقة ودروب وأركان المدينة العتيقة لإنزڭان، خاصة في حي أسايس التاريخي وفي الأزقة أو “تيسْواكْ” المجاورة. ونظرا لتأكُّد صعوبة إن لم نقل استحالة تنظيم الدورة الثانية لهذا المهرجان الطموح خلال صيف 2024، وتحملا لمسؤولياتنا أمام الرأي العام الثقافي بالمدينة، وتبرئة لذمتنا المرتبطة بواجبنا الثقافي والتاريخي نحو هذه المدينة الأصيلة المتجذرة في العمق التاريخي والأصالة الهوياتية والتعدد الثقافي نود تقديم التوضيحات الآتية:
1 – إن فكرة مهرجان “تيسْواكْ” نابعة من الحس الانتمائي لهذه المدينة ومن الهم الثقافي الذي يسكن أعضاء مركز وادي سوس منذ تأسيسه وحملوا مشعله في مواجهة تيار استهداف مدينتنا باغتيال دورها الثقافي وإفناء رموزها التاريخية وطمس هويتها التراثية حيث جعل المركز من ذاكرة وتاريخ مدينة إنزڭان همه الأساس، ولعل الشخصيات الثقافية المتعاقبة على تسيير المركز وطبيعة الأنشطة النوعية التي نظمها ولا زال خير دليل على ذلك، وبالتالي فإن مهرجان تيسواك للمدينة العتيقة يندرج ضمن رؤيته للعمل الثقافي بالمدينة وسعيه الحثيث لإبراز الوجه التاريخي والثقافي والتراثي المشرق لمدينة أريد لها أن تكون فقط مدينة الأسواق والمحطة الطرقية ومستشفى الأمراض العقلية، إضافة إلى إسهامه في التنشيط الثقافي للمدينة وإعادة الاعتبار للحياة الثقافية بفسيفسائها الغنية بالتنوع والتعدد والروافد بما يدمجها في التنمية المحلية ويجعلها تدعم موارد المدينة وتحقق إشعاعها الوطني والعالمي.
2 – إذا كانت الدورة الأولى ناجحة بكل المقاييس وتركت انطباعا جد إيجابي، فالفضل في ذلك يعود، بعد التهييء التصوري للمركز والإنضاج الفكري والتقني للمشروع، إلى الدعم اللامشروط للسيد رئيس مجلس جماعة إنزڭان بعد أن عبر عن قيمة المشروع وأهميته للمدينة وألح على ضرورة إخراجه إلى الوجود، إضافة إلى الدور الريادي لعدد من جمعيات المجتمع المدني الإنزڭاني وتظافر جهودها المشكورة على مستوى الإعداد والتنظيم والإنجاح دون إغفال التعاون الكبير للسلطات المحلية وحرصها الشديد على توفير الشروط الأمنية والتنظيمية لإنجاح الدورة، إضافة إلى المتابعة المكثفة للصحافة المحلية والجهوية والوطنية، وهذا ما جعل رئيس مجلس جماعة إنزڭان في كلمته الافتتاحية ينوه بالمهرجان وبعمل المركز وفعاليات المجتمع المدني الإنزڭاني، ويعد بتقديم الدعم الكافي لضمان استمرارية الدورات المقبلة للمهرجان. وكان الأمل توقيع اتفاقية شراكة مع المجلس لتحقيق هذا الهدف.
3 – لقد سبق لمركز وادي سوس بإنزڭان أن وضع على مكتب السيد رئيس جماعة إنزڭان طلبا لعقد اتفاقية شراكة مؤرخا بتاريخ 29 ماي 2023 ومسجلا بمكتب الضبط لدى الجماعة بنفس التاريخ من أجل توفير الدعم المالي واللوجيستيكي للمهرجان الذي نريده أن يشكل علامة ثقافية إشعاعية للمدينة، وقد تم تجديد الطلب بتاريخ 19 فبراير 2024، لكن الى حدود كتابة هذا البلاغ لم يتوصل المركز بأي جواب لا بالقبول ولا بالرفض ولم يتم إدراج هذه الاتفاقية نقطة في أي جدول من جداول الأعمال لدورات المجلس للتداول بشأنها واتخاد ما يلزم، وهذا ما جعلنا نعترف باستحالة تنظيم الدورة الثانية للمهرجان في ظل غياب الدعم المؤسساتي.
بناء على ما سبق، يعلن مركز وادي سوس بإنزڭان إلى الرأي العام المحلي والوطني عدم تنظيم الدورة الثانية لمهرجان المدينة العتيقة “تيسواك” خلال صيف 2024 على أمل تحسن الظروف في المستقبل والقيام بالأدوار المنوطة بجميع الأطراف كل من موقعه وتحمل المؤسسات لمسؤولياتها في حدود الصلاحيات المخولة لكل واحدة بما يخدم الصالح العام لمدينة إنزڭان ذات التاريخ والذاكرة والثقافة المتجذرة.
عذراً التعليقات مغلقة