تحولت دورة ماي لمجلس جماعة أكادير إلى ساحة سجال حاد، بعد أن ألقت تصريحات مثيرة للجدل لنائبة الرئيس المكلفة بالشؤون الثقافية، زهرة المنشودي، بظلالها على أجواء الجلسة الثانية المنعقدة امس الإثنين ،فبين مطالبة المعارضة باعتذار رسمي ومؤسساتي، ودفاع الأغلبية المستميت عن النائبة التي قدمت اعتذارًا شخصيًا في مستهل الجلسة، تصاعدت حدة التوتر لتكشف عن انقسام عميق داخل المجلس.
وكانت المنشودي قد أثارت عاصفة من الغضب في أوساط ساكنة سوس بتصريحات لاذعة دعت فيها من يخالف توجهات المجلس إلى “مغادرة المدينة أو البلاد”. هذه الكلمات، التي اعتبرها أعضاء من المعارضة “إهانة للساكنة ومنزلقًا خطيرًا”، دفعتهم للمطالبة بتحرك رسمي من الأغلبية.
وفيما قدمت النائبة اعتذارًا في بداية الجلسة، رأى فيه المعارضون “دسًا للسم في العسل”، حيث استثنت من اعتذارها من وصفتهم بـ “العدميين والماكرين”، وهو ما فهم على أنه استهداف مباشر للمعارضة. بل وزاد الطين بلة، حسب تصريح العضو المعارض عبد العزيز السلامي، بتصريحات أخرى من نائب آخر “تشير إلى أن الكلام لم يكن موجهًا للساكنة بل للمعارضة”، وهو ما اعتبره “منزلقًا خطيرًا وأفظع من التصريحات الأولى”.
من جهته، انتقد المستشار ماء العينين ماء العينين “التعالي والتجريح” الذي تضمنته التصريحات في حق ساكنة أكادير، معتبرًا أنها تعكس “عدم تقبل الرأي والرأي الآخر”. وقد خاب أمله لعدم صدور اعتذار رسمي باسم رئيس الجماعة، عزيز أخنوش، باعتباره ممثلًا للأغلبية التي تنتمي إليها النائبة.
في المقابل، حاول محند أكرنان، نائب رئيس الجماعة المكلف بالشؤون القانونية، التخفيف من حدة الجدل، معتبرًا ما صدر عن النائبة “خطأ” ناتجًا عن “زلة لسان غير مقصودة”، مؤكدًا على تقديم الاعتذار في “موقع ومكان وقوع الخطأ”.
لكن رواية كاتب المجلس جاءت مغايرة، حيث دافع عن النائبة معتبرًا أن تصريحاتها كانت تهدف إلى “الدفاع عن تجربة المجلس والمنجز في أكادير”، مرجحًا أن يكون “خانها التعبير”. واتهم “أطرافًا في المعارضة” بمحاولة “ابتزاز سياسي” وتحميل المسؤولية لرئيس المجلس شخصيًا.
ورغم محاولات التهدئة من قبل بعض أعضاء الأغلبية، والاعتذارات الفردية التي قدمتها النائبة لأعضاء المعارضة، يبقى السؤال مطروحًا حول مدى قدرة هذا الاعتذار على امتصاص الغضب المتصاعد في صفوف المعارضة والساكنة على حد سواء. فهل ستطوي هذه الزوبعة صفحة الخلاف، أم أنها ستترك ندوبًا عميقة في العلاقة بين مكونات المجلس وتؤثر على سير عمله في قادم الأيام؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة.
Sorry Comments are closed