كلما تحدثنا عن الفئات الاجتماعية المقهورة والمغلوبة على امرها في مغربنا العزيز نسترسل في ذكر وضعية الفراشة وأصحاب الانعاش والكرابة وحفاري القبور وغيرهم لكننا ننسى فئة محرومة وصامتة ، فئة لا تستطيع الاحتجاج ولا الاعتصام ولارفع المطالب لأنها كانت مرتبطة بمؤسسة قوية ” ممعهاش المزاح ” انها فئة الجنود الاحتياطيين او الذين ادوا الخدمة العسكرية الاجبارية .
وضعية اجتماعية صعبة تعيشها هذه الفئة ، فكما يعلم الجميع ان هؤلاء بعد قضاءهم فترة التدريب العسكري والاستفادة من مجموعة من التكاوين وفي ظروف قاسية وبتعويضات هزيلة ، فان اغلبهم يتم تسريحهم بعد نهاية الخدمة ولا يحتفظ إلا بالقليل في سلك الجندية.
يحكي احد الذين سبق له ان أدى الخدمة العسكرية الاجبارية يقول انه : أبلي لمدة 18 شهرا في العمل وحصل بذلك على شهادة حسن السيرة من القاعدة الجوية الثانية بمكناس وهو الان متزوج ولديه طفلان لكن يعيش عاطلا عن العمل مند سنين .
ويظيف : كنت اتمنى ان يتم الاحتفاظ بي في صفوف الجندية لكن لم يكن لدي الحق ، فعمري بلغ انذاك 24 سنة والإدارة لاتقبل إلا بمن عمره اقل من 23سنة ورغم دالك فإنهم فحتى هذه الفئة لايتم قبولهم كلهم مثلا : حنا كنا فمكناس 25 وكجو عير 7 من اربعة وعشرين .
يقول كذلك: اني اتقدم دائما بطلبات العمل للجماعة التي اقطن بها ، لكن لااحد يستمع لمشاكلي
اني اطالب بتوظيفي بإحدى الجماعات المحلية مع العلم انه يتم توظيف البعض حاليا كأعوان سلطة “مقدمين ” بدون إعلان للعموم ، وأنا ارى اني احق بهذا المنصب بحكم الخدمة العسكرية التي اديتها والتكوين الذي استفدت منه والذي يمكن استثماره لخدمة للوطن
حقيقة وضعية ذوي الخدمة العسكرية الذين هم جنود احتياطيين ، يجب على حكومة ينكيران ان تنظر اليها وتدرسها وتعمل على ايجاد الحلول الاجتماعية لأصحابها . انه من العيب ان نرى في وطننا جنودا تشبعوا بالروح الوطنية وخدمة الملك مقصيين ، من الخطر كذلك ان نهمش من دربناهم على حمل السلاح وتقنيات الحرب والقتال و نتركهم لمصير مجهول ، ومن العيب ايضا ألا نوفر لأمثال هؤلاء الرجال عملا يقيهم من السؤال والصدقة. لابد ان نذكر ان اغلب الاوراش التي تقام بالثكنات ومحيطها تكون بأيدي هؤلاء ، كما لا ننسى ذكر مشاركة اصحاب الخدمة العسكرية الاجبارية في بناء الجدار الامني بالصحراء المغربية .
كما ان الاحزاب يجب ان تناقش وضعية هذه الفئة وتخصص لها دراسات ومحور في اوراق مؤتمراتها وتتقدم باقتراحات تشريعية وتنظيمية عبر فرقها للبرلمان. من اجل دعم المرسوم المظم لهذا الاطار.
فطبقا للمرسوم الملكي رقم 66.137 بتاريخ 20 صفر 1386 ( 9 يونيه 1966 )بمثابة قانون يتعلق بإحداث وتنظيم الخدمة العسكرية في الفصـــل 3 يشير :
تشتمل الخدمة العسكرية على الخدمة الفعلية والرديف. وبعد قضاء الخدمة الفعلية يدمج المدعوون للجندية في الرديف.
الفصــل 4 تستغرق مدة الخدمة العسكرية الفعلية 18 شهرا.وتشتمل هذه الخدمة على فترة للتكوين العسكري وعند الاقتضاء على فترة للتكوين التقني والمهني.
ويمكن للسلطة العسكرية أن تجعل المجندين المتوفرين على الصفة التقنية أو المهنية المطلوبة رهن إشارة الإدارات العمومية للإسهام في أشغال ذات مصلحة عامة.
اكادير : 27 ابريل 2015
عذراً التعليقات مغلقة