أن أحد آثار كأس السم النووي هو العمل على دق الإسفين في صفوف النظام الإيراني وتصعيد الصراع بين زمرتي النظام الإيراني. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الصراع يتبلور في بادئ الأمر عبر صراعات دعائية ولفظية لكنه وفي استمراره يفضي إلى إقصاءات فئوية وخير دليل على ذلك هو سريان هذا القانون الذي يتمثل حاليا على شكل تصعيد في الصراعات الفئوية الدائرة في داخل النظام الإيراني.
ولكن من الواضح أن أحد هذين الرأيين هو واقعي. وفي نظرة موضوعية إلى حقائق الأمور نرى أن النظام الإيراني قد حصل على تنازلات وامتيازات من خلال اتفاق فيينا وعلى سبيل المثال واحتفاظا بماء وجهه، تركوا للولي الفقيه شبحا وكاريكاتيرا من المشروع النووي كما أنه من المقرر أن يتم إطلاق جزء من الأرصدة المجمدة للنظام الإيراني بشكل تدريجي وفي غضون فترة زمنية محددة بحيث أن النظام الإيراني ليسد رمقه بشكل مؤقت بشرط أنه يكف عن القنبلة النووية في الوهلة الأولى وثم يودع سياسته لتصدير الإرهاب وتجديد إقامة الخلافة على النمط العثماني!
لكنه من الواضح أن نظام الملالي لايمكنه أن يلتزم بهذه الشروط لأن قبوله لهذه الشروط يعتبر إنكار نظامه بحسب الخامنئي مما يؤدي إلى إمحاء نظام ولاية الفقيه لذلك اعتبرت زمرة الولي الفقيه هذا الاتفاق كأسا للسم وبأبلغ تعبير أن هذا الاتفاق يعتبر كعكة حلوة مغطاة بمس من السم. وتأييدا لهذا التفسير يمكننا الإشارة إلى تصريحات رئيس الوفد الاقتصادي الألماني حين زيارته لطهران. وفي هذه الزيارة، كان في إحدى يداه صفقات اقتصادية عقدت بينه وبين النظام الإيراني وفي يده الأخرى طبق من كؤوس السم بينها كأس سم إعادة النظر في سياسات النظام الإقليمية وكفه عن التدخلات في شؤون دول المنطقة وكذلك كأس سم حقوق الإنسان … مما يعتبر سما مهلكا لخليفة الرجعية والتطرف.
زهير احمد
عذراً التعليقات مغلقة