أحمد الطالبي:……..الخمر بين الدين و السياسة……..

الوطن الأن20 ديسمبر 2013آخر تحديث :
أحمد الطالبي:……..الخمر بين الدين و السياسة……..

قد يتساءل القارئ مستنكرا لماذا الخمر والدين والسياسة، وما الذي يجمع بين الخمر و الدين و السياسة ؟

مناسبة هذا الكلام ،هي رفض السيد بنكيران ووزيره في الميزانية الأمي الزيادة في أثمنه الويسكي و الشمبانيا وهي كما هو معروف خمور تستهلكها الطبقات الميسورة و البورجوازية ، وبهذا يكون السيد بنكيران مرة أخرى منحازا إلى هذه الطبقة كما كان منحازا إليها عندما رفض فرض ضريبة على الثروة . بالمقابل شن هجوما على صعاليك الطبقة الوسطى والبورجوازية الصغرى بالزيادة في تضريب أثمنه الجعة

والنبيذ الأحمر، وقد شن سابقا هجوما كاسحا على القدرة الشرائية للشعب عبر فرض المقايسة في المحروقات. كما انه بصدد تكسير عظام الأساتذة المحتجين أمام البرلمان والمطالبين بحقهم في الترقي  وهو الذي قال يوما : صوتك فرصتك ضد الفساد والاستبداد، فإذا به الآن يدعم الفساد و يكرس الاستبداد….

لنعد إلى صلب موضوعنا الذي هو الخمر ، فإذا ما سألنا بنكيران وكل وزراء حزبه خارج السياسة ، سيكون القول شيئا آخر…

سيقولون هي رجس من عمل الشيطان ، وهي أم الخبائث  ونعوذ بالله منها و ملعون صانعها و شاربها و حاملها و آكل مالها …

لكن السيد الوزير- الإسلامي طبعا- استمات في الدفاع عن مشروبات الطبقة الميسورة والغنية ليمتعها بكل ملذات الدنيا ، وزاد في نسبة تضريب الجعة والنبيذ، ليس ليثني ذوي الدخل المحدود عن شرب الخمر ، بل ليزيد من مدا خيل ميزانيته ويدس فيها بعضا من المال الحرام إذا سايرنا منطقه و موقفه من الخمر.. هو التناقض إذن وربما قلنا هو النفاق و ازدواجية الشخصية..

حقيقة أنا أشفق على السيد الوزير ومن معه من رفاقه في الحزب عندما يضعون أنفسهم في مثل هذه المواقف التي يصعب فيها الجمع بين الدين و السياسة ومع ذلك يصرون على الظهور بمظهر الثقاة عندما يتواصلون معنا أو عندما يقومون بحملات انتخابية …

لكن لم لا نقول بأن السيد بنكيران بدأ يتعلم أشياء لم يكن يعرفها . فربما اكتشف لأول مرة أن الدين شيء و متطلبات السياسة شيء آخر وهذا إيجابي. خاصة و ان قطاع الخمور يدر على الخزينة أموالا طائلة ويستوعب جزءا كبيرا من الطبقة العاملة  وو

أنا أتخيل صعوبة الموقف ، وزير – إسلامي كما يدعي– يدافع عن الويسكي و الشمبانيا. والله إني أشفق عليك سيدي الوزير…

لكن لا عليك. فالخمر تحدث و تكلم فيها الشعراء الكبار فهذا عمر بن كلثوم يقول :

ألا هبي بصحنك فاصبحينا     و لا تبقي خمر الأندرينا

مشعشعة كأن الحص فيها      إذا ما الماء خالطها سخينا

وقال حسان ابن ثابث أمام الرسول :

ونشربها فتثركنا ملوكا    و اسدا ما ينهنهنا اللقاء

ولم ينزعج الرسول من ذلك .

وقال فيها أبو نواس

دع عنك اللوم فإن اللوم إغراء    وداوني بالتي هي الداء

وقال أيضا :

ألا فاسقني خمرا وقل لي هي الخمر  و لا تسقني سرا إذا أمكن الجهر

 

أحمد الطالبي

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة