بعد انتقاده من طرف حزب العدالة والتنمية، بسبب ما جاء على لسانه في ندوة بباريس، قيل إنه وصف خلالها الشعب المغربي بغير المتعلم بسبب انتخاب الحزب “الإسلامي”، خرج الكاتب المغربي الطاهر بنجلون بتوضيحات أكد فيها احترامه للمغاربة، دون أن يمنعه ذلك من انتقاد اختيار حزب العدالة والتنمية، بما أن ذلك “يشكّل تراجعًا”.
وقال بنجلون في مقال نشره على صفحته الرسمية بفيسبوك إن الشعب المغربي لديه ما يكفي من الحكمة والكرامة، ويستحق أن نسمع له ونحترمه، و”يستحق أن يحوز على ما يوفر لأبنائه تربية من درجة عليا، والتشبع بالقيم ومن ذلك الديمقراطية،” متحدثًا عن أن هذه الأخيرة باتت اليوم شعارًا، وبينما نركز على الخطاب والمشاركة في الانتخابات، نتناسى أنه يجب أن نسير نحو الأمام.
وأضاف صاحب رواية “ليلة القدر” إن الشفافية التي جرت فيها الانتخابات التشريعية المغربية لا تمنع القول إن عددًا من المسجلين في اللوائح لم يتنقلوا لأجل التصويت، وإن من صوتوا بالأغلبية لحزب العدالة والتنمية اختاروا نمطَا مجتمعيا ينسجم مع ثقافتهم السياسية، غير أن هذا الاختيار، وحتى وإن كان أغلبيا، فيمكن انتقاده، والقول “إنه لا يسير نحو الأمام، بل هو تراجع”.
وتابع بنجلون أنه للحديث عن ديمقراطية حقيقية بالمغرب، فيجب النظر إلى الفرد ككيان متفرد، بما أن “الفرد، ككيان مستقل الحق والتفكير، غير معترف به في المجتمع المغربي كما عليه الحال بالعالم العربي”، واستشهد الكاتب بغياب المساواة بين الرجال والنساء، وسيادة خطاب “منافق” بين ما يجري في السر وما يتم إعلانه.
وأشار الكاتب المغربي المقيم بفرنسا إلى أنه حان الوقت للانعتاق من هذه المظاهر وقيادة معركة ضد الجهل وضد اللا عدالة والفساد، متحدثًا عن أن المغرب يعدّ أكثر البلدان العربية تضررًا من الأمية، وعن أن النظام التعليمي في المغرب يعيش “أزمة “منذ عقود، زيادة على “تخلف” نظام الصحة العمومية، في وقت يستفيد فيه القطاع الخاص ممّا يجري.
وطالب بنجلون بإجراء إصلاحات على النظام التعليمي المغربي وعلى السياسة الصحية العمومية، وتعليم الأطفال المغاربة القيم الأساسية للنظام الديمقراطي، أي “ذلك النظام الذي يتيح للمجتمع الولوج إلى الحداثة”.
وكان موقع حزب العدالة والتنمية قد نشر عدة ردود على ما صرح به بنجلون، ومن ذلك رد محمد نجيب بوليف، البرلماني والوزير السابق، إذ قال إن بنجلون “كذب على المغاربة عندما قال أنهم من أكثر الشعوب أمية، وأنه من المفروض على بنجلون أن يعلم أن الديمقراطية الحقيقية التي يعمل بها أسياده الفرنكفونيون هي أن تقبل بنتائج صناديق الاقتراع، وخاصة إذا لم تكن في صالحك”.
عذراً التعليقات مغلقة