تيزنيت: نائب التعليم بتيزنيت ومتلازمة ستوكهولم

الوطن الأن10 فبراير 2014آخر تحديث :
تيزنيت: نائب التعليم بتيزنيت ومتلازمة ستوكهولم

ماهي متلازمة ستوكهولم ؟  تقول مراجع علم النفس “هي عبارة عن ظاهرة نفسية أو عارض نفسي يصيب المختطفين بحيث يبدأون بالتعاطف مع الخاطفين ويقتنعون برؤاهم ونظرتهم للأمور حتى لو كان هؤلاء الخاطفون قد عرضوا المختطفين لأبشع صور التعذيب والتنكيل. غالبا ما يكون هناك تهديد قوي لحياة الضحية.
ليس بالضرورة أن يكون السبب هو الاختطاف بل من الممكن أن يصاب بأعراض هذا الاضطراب من تعرضوا لصور أخرى من الاضطهاد مثل الاغتصاب أو الضرب المبرح أو في المعتقلات السياسية.

تجد الكثيرين ممن خرجوا من المعتقلات السياسية وبالذات ان تم تعريضهم للتعذيب الجسدي أو النفسي الشديد يخرجون بصورة مغايرة تماما لما كانوا عليه وبقناعات جديدة معاكسة لموقفهم الأول ويدافعون عمن اضطهدهم بضراوة في بعض الحالات يعبر ما يحصل منهم عن متلازمة ستوكهولم واضحة”.

في  2001  تعرض مجموعة من النشطاء الصحرويين من المدافعين عن حقوق الصحراويين بمنتدى الحقيقة والإنصاف الى مجموعة من التعسفات والانتهاكات الحقوقية منها تهجير بعضهم في سنوات 2002 و 2003  الى مدن الشمال كان في  مقدمتهم الناشط الحقوقي المعروف علي سالم التامك . ومن بين هؤلاء الضحايا سيدي صيلي المعتقل السابق في في سجن لكحل بالعيون تحت رقم 26709 الملف رقم 5 والذي يشغل حاليا منصب النائب الاقليمي لوزارة التربية الوطنية بتيزنيت، ولكن هذه السوابق الحقوقية لم تترك أي أثر في سلوكات النائب حيث أصدرت ضده الجمعية المغربية لحقوق الانسان بتيزنيت بيانا شديد اللهجة
تقول فيه  أنها وهي على وشك توفير كل شروط نجاح يوم تكويني بشراكة مع نيابة التعليم بتيزنيت الذي كان مفترضا أن يكون يوم السبت 8 فبراير 2014 بالتصرفات المزدوجة الاتجاهات والتي يقوم بها النائب الاقليمي لنيابة التعليم والذي وفد هذا الموسم 2013 / 2014 ، إذ منذ البداية شن حملة مسعورة ضد الجمعية المغربية لحقوق الانسان بعدم اعترافه بالشراكة الوطنية و المحلية الموقعة بين الجمعية و النيابة في8 مارس 2006 ، بل أنكر وجودها . ورغم تجاوزنا لهذا الموقف السيء  يقول البيان بدأ النائب الاقليمي بالتعامل بالهاجس الأمني و أخر اليوم التكويني بمبرر أن على الجمعية ان تدلي بالمصوغات التي ستنفذها في التكوين كنوع من الرقابة ، ورغم ذلك تجاوزت الجمعية هذا الاشكال رفعا لكل التباس و زودت بكل ما يلزم ، غير أنه رفض حتى وضع أي مؤسسة تعليمية لتكون حاضنة لليوم التكويني . وبالمقابل فوجئت الجمعية المغربية لحقوق الانسان باستفزازات الناشط الحقوقي المدني الذهبي باستفساره عن الأيام التي حضر فيها للتكوين على برنامج مشتل للتربية على حقوق الانسان بالنسبة لتلامذة الابتدائي ، بل تعدى الإستفزاز إلى إشعاره باقتطاع الأيام التكوينية من الأجر إضافة إلى الاسلوب التهديدي الجزري ، رغم أن المدني الذهبي قام بجميع الإجراءات القانونية من توقيع طلب رخصة استثنائية لدى الادارة التي يعمل بها وملء استئناف العمل وتبرير الرخصة بشهادة الحضور في الايام التكوينية . لتتطور الأحداث الى اتهامه أنه ضد برنامج مسار وبدأت زيارات استفزازية وتعنيفه لفظيا من طرف المدير والمفتش . وقد أعلنت الجمعية المغربية لحقوق الانسان فرع تيزنيت  أمام هذا الوضع المأزوم توقيف تنفيذ برنامج مشتل . و رفضها للأساليب الإستفزازية للنائب الاقليمي والمتمثلة في الهواجس الأمنية و اعلانه منذ البداية رفضه لأي شراكة مع الجمعية المغربية لحقوق الانسان . كما تطالب النائب الاقليمي باحترام كرامة الناشط الحقوقي المدني الذهبي والاعتذار له . مع تأكيد الجمعية على أن نضالها من أجل كرامة الإنسان وحقوقه لايسعها إلا أن تكون ضد أي سلوك لاإنساني يمس الكرامة ويمنع الاطفال من التكوين والتربية على حقوق الانسان .

ولم تتوقف تجاوزات هذا النائب عند هذا الحد بل لجأ الى رفع دعوى قضائية ضد ناشط نقابي آخر وهو الاستاذ بو شعيب اليزمي الكاتب الاقليمي للنقابة لوطنية للتعليم التابعة للفيدرالية الديمقراطية للشغل بتهمة القذف حيث طالب في الدعوى المرفوعة ضد النقابي  ب مبلغ 20 الف درهم  كتعويض والاكراه البدني في الحد الاقصى وتحمل الصائر، مع ان مصادر نقابية تقول ان ذلك رد فعل من النائب على النشاط النقابي لليزمي، و ان جهات أخرى تبحث عن اليزمي ..

لست طبيبا او محللا نفسانيا، و لكن أمام أعراض واضحة لمتلازمة ستوكهولم لدى نائب التعليم، تحتاج تدخل عاجل للمسؤولين عن قطاع التعليم، هي نزعة عدوانية  ضد كل ما هو نقابي أو حقوقي، و تماهي خطير مع اجواء سنوات الرصاص، فهل نحتاج الى الاطلاع على المصوغات التكوينية للجمعية المغربية لحقوق الانسان قبل ان تنظم تكوينا او دورة تدريبة في المؤسسات التعليمية؟ وهل تدبر الصراع والنزاعات النقابية في المحاكم والسعي لتجفيف جيوب النقابيين الجافة اصلا؟…أتذكر العامل السابق لتيزنيت السي ادريس بن عدو عندما خاطبني إبان حركة 20 فبراير غاضبا “كيف تتحدث عن انتهاكات حقوقية ونحن فتحنا لكم في الفضاء المدني المجال لتنظموا في  المؤسسات التعليمية ورشات جقوقية بدون أن نمنعكم؟”… نعم السي ادريس من يصدق الربيع المغربي؟ يبدو ان مابعد حراك 20  فبراير اشد فضاعة وبؤسا…فمن سيكون الضحية المقبلة لنائب التعليم؟ وكم ضحية سيسقط في ولايته وتجربته التي ستكون ممهورة بمتلازمة ستوكهولم؟ 

                                                                                           سعيد رحم

                                                                                         ناشط حقوقي 

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة