في عز ازمة خانقة لمياه الشرب بدائرة تافراوت ، و في غمرة تصاعد الاصوات المطالبة بحل مشاكل ادرار الآنية و على رأسها مشكل الماء و المستشفى و سموم الحشرات الزاحفة ، و في اطار سعيه الحثيث للتفاعل مع مطالب الساكنة ، و بحثه الدؤوب للاستجابة لمطالبهم ، خرج النائب البرلماني المحترم عن دائرة تافراوت السيد عبد الله غازي ، بتدوينة فايسبوكية حارقة موجهة الى السيد عبد العالي حامي الدين المشتبه في كونه السبب الأول و المسؤول المباشر عن ازمة الماء بتافروت . و رأى اغلب المتضررين ، ان هذه التدوينة ستضع لا محالة حدا لكل معاناتهم حالا و مستقبلا ، ما جعلهم ينهالون على سعادة النائب المحترم بوابل من رسائل الشكر و الثناء ، على مجهوده الفكري و اللغوي و الدلالي و الشعري و الخطابي ، الذي بدله من اجل إخراجها الى الوجود كحل واقعي و جذري لمشكل الماء ، و تلقفتها كالعادة مواقع اعلامية بمزيد من التوابل و رافعات الذوق .
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي سعى فيها السيد النائب المحترم بكل ما اوتي من لغة و بيان ، لحل مشكل الماء الذي تتخبط فيه دائرته فقد سجل التاريخ لسعادته ، محاولته في البحث عن حل مؤقت للمشكل ، بالاستعانة بماء العينين ( انظر تدوينة سخانة غشت ) ، لكن الدراسات المخبرية أثبتت فيما بعد ارتفاع درجة ملوحتها ، الى مستوى عدم صلاحيتها للشرب ، و قد اتت هذه المحاولة التي يحسب له أجرها ، مباشرة بعد خطاب العرش الذي دعا فيه ملك البلاد الى،” التجاوب المستمر مع مطالب المواطنين، والتفاعل مع الأحداث والتطورات، التي يعرفها المجتمع فور وقوعها، بل واستباقها، بدل تركها تتفاقم، وكأنها غير معنية بما يحدث.” و الترفع عن الخلافات الظرفية و الانسجام و التنسيق بين الاحزاب المشكلة للحكومة . و للتذكير و الذكرى ، لا ضير ان نعرج على محاولة اخرى لحل نفس المشكل من طرف سعادة النائب ، حينما توجه الى بوانو ( بالامازيغية مول البير ) باعتباره المنبع و الأصل ، لكل مياه تافراوت ، بالتهديد و الوعيد ، لما أصر هذا الأخير بوعي و تعمد و في تملص جلي من المسؤولية ،على اغلاق البئر ( انو ) ، المزود الرئيسي الوحيد لساكنة تافراوت بالماء ، مذكرا اياه بان البئر بئر الجميع ( انو ن الجماعت ) و ان تصرفه المرفوض يعد ” استهدافا و سعيا حثيثا نحو مشروعٍ مكنون لا تفضحه سوى الفلتات والتسربات الآتية من قاع ضاية الرومي ” هكذا .
و شبه السيد النائب منطقة تافراوت المنكوبة ؛ ب” بالأرض المحروقة ” ، نتيجة الجفاف ، ( انظر تدوينة عن تيار الأرض المحروقة أحدثكم ). و الذي يستحق الكثير من التقدير في الأمر ان محاولة نائبنا لحل المشكل عند بوانو العنيد ، ليست بالأمر الهين ، حيث كلفته عناء ابتداع اسلحة مفاهيمية جديدة ، ( الركمجة ) ، و اطلق الزناد عليها قائلا : ” بوانو اختار بوعي الركمجة، رياضة ركوب الموج. أغرته موجة عاتية اعتقدها فرصة سانحة للتزحلق عمقاً حيث يسود القراصنة ويسطو الظلام ! ” هكذا اصابه في مقتل ، و ارداه قتيلا ، لينعم الناس للحظات بالماء المتدفق في بئر اموكشتيم ( بئر بوانو سابقا ) ، و لم يكن نائبنا بعدها أنانيا ، بل نسب شرف خوض المعركة و النصر فيها، لشركاء اخرين ، و اعلن ان حل المشكل كان ثمرة عمل جماعي متعدد الأطراف ، رغم علم الجميع بانه صاحب الحل الوحيد .
و مع اشتداد حر الصيف و ارتفاع الاستهلاك ، و الضغط على البئر ، تبين ان الحل لم يكن موجها سوى لمركز تافراوت دون بقية الدواوير ، فارتفعت الاصوات محتجة و منددة ؛ و مطالبة بحل نهائي يشمل الجميع ! و لان نائبنا دائم الانصات للمواطنين ومستمر التجاوب مع مطالبهم ، تماما كما دعا الى ذلك جلالة الملك في خطاب العرش الأخير ، لم يغمض له جفن ، حتى وجد الحل الجذري و النهائي للمشكل عند حامي الدين ، باسطا المفاتيح العشر التي بواسطتها ستروي بها ساكنة ادرار عطشها حالا و مستقبلا !! اما بعد : لمن يوجه جلالة الملك خطاباته ؟
عذراً التعليقات مغلقة