كل يوم وهي تقاقي…هذا مثل مغربي دارج يصدق على حال الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة في التسيير، والباكلوريا خير نموذج حيث ما تزال الدار على حالها وشعارات الحكامة في واد بسبب ضعف التواصل وغياب الاشراك والتنزيل الفوقي لقرارات لا يعلم مسؤولوها أثرها ولا بابها ولا خارجها.
في تيزنيت النموذج والقدوة، لم تحترم مبدأ تكافؤ الفرص والاستحقاق بين التلاميذ المترشحين في الامتحان الجهوي للباكلوريا بداية أكتوبر الجاري، والدليل على ذلك أن اساتذة السلگ الثانوي التاهيلي صدموا لما گلفوا بمهام الحراسة في الإمتحان وفي مؤسسات غير مؤسساتهم ليجدوا أنفسهم يحرسون تلاميذهم. وهو َما فسره العارفون بما يجري ويدور بأنه رغبة من يعنيهم الأمر للرفع من مؤشرات النجاح بطرق جد ملتوية، ولو “بزيز”.
وهده الخلفية من واقعة أليمة اخرست فيها الأكاديمية وابتعلت لسانها لأنه “مخرجها لحساب حتي هي”، هو تلميع الصورة والرفع من المؤشرات المتدنية التي تهاوت منذ مدة. مما يجعل ميثاق المسؤولية الذي وقعه مدير الاگاديمية والمدير الاقليمي وروساء المصالح في َمهب الريح، ولا بأس أن يداس كل شيء، مادام گل شيء ليس على ما يرام، باعتراف ممن يقودون الاصلاح في جهة سوس ماسة وبشهادتهم في اجتماعات رسمية ومع الأغيار يقولون “ما گاين معا من تخدم، لكن گاين مع من…”.
ينضاف إلى ذلك، تراكمات حصلت العام الماضي(يوليوز 2020) بسبب توالي أخطاء فادحة أنتجت احتلال سوس ماسة الرتبة 11 وطنيا وتراجع نسبة النجاح بحوالي 5 نقاط حسب إحصاءات رسمية للأكاديمية التي لا تعجبها الاحصائيات وتتخفى من وراءها.
بعد باكلوريا صيف 2020 والنتائج المخيبة للآمال والتعويضات التي غنمها المسؤولون جهويا وإقليميا، ترك للأستاذ(ة) المصحح(ة) فتات تصحيح الأوراق الذي لم يتوصل إليه إلى اليوم في سابقة لم نعهدها منذ سنوات، وحتى لما كانت جهة سوس ماسة درعة، فتناسلت الشكايات وصمت آذان المسؤولين وطلب منهم في سابقة جديدة أن يصححوا خلال أيام الأسبوع وخارج أوقات العمل، وأن يقطعوا المسافات ليصلوا في حالة، هم وحدهم من يعلمونها لا يهم مدير الأكاديمية ولا من معه، فيطلب منهم تصحيح الأوراق بتمعن وتركيز ، من أجل أن تكسب الباكلوريا مصداقيتها.
لا حاجة لأن يبحث المواطن وينقب ويتتبع الخطى، فلا يمكن لمن حاز على منصب لا يستحقه، ولا يتوفر على فريق منسجم ليخطط ويبرمج ويصاحب ويتابع وينبه ويتدخل ويقوم أن ينجح في مهامه، ولا يمكن لمن “يهين” الكفاءات المسؤولة والواعية المتزنة أن يطلب ودها يوما، أو أن يشتغل معها وتشتغل معه، لأن منطق الاشتغال يختلف، والخلفيات تختلف، والعقليات تختلف، والرؤى تختلف…فكان لا بد أن تكون النتائج، ومنها الباكلوريا ونتائجها وتصحيح الامتحان الجهوي وظروفه وسياقاته أن تنتج ما لم يكن في الحسبان، وهو ما كان.
تعقل يا سيد، وعقل من حولك كي يتعقلوا، فهم ما يزالوا في غيهم يعمهون، والضحية هم نساء ورجال التربية والتكوين ومعهم الأسر وأبناؤهم المتمدرسين.
فحينما تفتقد الحكامة في التدبير، تفتقد البوصلة… الحكامة يا سادة ليس على الأوراق والتباهي بمنجزات على الورق ومخططات لا تبقي ولا تذر ، لا تنفع ولا تشفع في مؤشرات متدنية للنجاح والتكرار والرسوب والانقطاع والتسرب الدراسي.. وقد يأتي يوم قريب حيث لا ينفع الندم، بعدما صار الكل داخل الأكاديمية يشير بالأصبع وبالغمز واللمز لمن كان السبب في ترهل أكاديمية سوس ماسة وتآكلها يوما بعد يوم، بل لحظة بعد لحظة، لأن هم من أوكلت لهم المهمة هو شيء آخر غير التربية والتكوين لأنهم بلغوا أرذل العمر، وهم لا يعلمون شيئا أو يتجاهلون ما لا يعلم بالضرورة.
المسؤولية والمحاسبة عين الحكامة، وحينما تكون النتائج متردية والمال العام يصرف بلا رقابة في قطاع من المفروض أن يحرص فيه على الدرهم الواحد إلى أين يصير وهل وصل للتلميذ أم لا؟ . فاعلم أنه قد يأتي يوم سيؤدي فيه الجميع الثمن من أجيال، ومعهم مسؤولون نادمون بعد فوات الأوان، على ما حصل، فتغرق السفينة وينتشر الظلام؟؟؟.
أعده بوتفوناست
عذراً التعليقات مغلقة