كــــــمال قـــروع :أغرب بلاغ صحفي في تاريخ الحكومات المغربية!!

الوطن الأن27 مايو 2014آخر تحديث :
كــــــمال قـــروع :أغرب بلاغ صحفي في تاريخ الحكومات المغربية!!

تطرقنا في مجرد رأي بالتحليل والتعليق للبلاغ الصحفي الصادر عن  وزارة التشغيل تحت عنوان مثير “الحكومة تعلنُ حربَها ضدَّ البطالة بإطلاق استراتيجيَّة وطنيَّة للتشغيل”، ومن أبرز معالم الغرابة في هذا البلاغ انه بينما يعلن في العنوان عن إطلاق استراتيجية وطنية للتشغيل، نفاجأ حين نقرأ مضمون البلاغ ان الأمر يتعلق بمجرد نية الحكومة في التفكير في البدء في إعداد خطة حول التشغيل.

لكن المواقع التي نشرت هذا البلاغ سارعت متلهفة لإشهاره والترويج له تطبيلا وتغييطا بما يتنافي مع حقيقته ومضامينه فقالت أن الحكومة تعلن الحرب عن البطالة.

ومن أبرز معالم السكيزوفرينيا في هذا البلاغ الحكومي أنه يخبر المغاربة بما يلي :” أعلنَ وزيرُ التشغيل والشؤون الاجتماعيَّة، عبد السلام الصديقي، عنْ بدء إعداد استراتيجيَّة وطنيَّة للتشغيل، تنصبُّ على معالجَة البطالة في المغرب”، هذا ما يقوله البلاغ حرفيا وبدون أدنى شعور بالخجل.

هل التفكير في إعداد خطة لمواجهة التشغيل يعتبر إنجازا ما دام تفكيرا فقط وما دام تعبيرا عن النوايا لاغير؟أليس الأمر سخرية واستهزاء من كفاءات المغاربة وتلاعبا بعقولهم وبمشاعرهم؟ نحن لا نقول كذبا لأننا لا ندخل إلى عقول وصدور كتاب البلاغ كي نفتش فيها عن مكمن النية  وقابليتها للتطبيق؟

إن الحكومة ووزيرها الصديقي تخبركم يا سادة يا كرام بأنها بدأت في إعداد استرلتيجية وبأنه من المحتمل أن تعلن عنها في شتنبر القادم، أي ان الفرق بين التفكير والفعل عمره اربعة اشهر ، وهذا أسلوب جديد تسنه حكومة بن كيران في التعبير عن النوايا.

وقد سبق للحكومة ان أخبرت المواطنين ايضا عن طريق وزيرها الصديقي انها تفكر ايضا في وضع دراسة لتوسيع استفادة الوالدين من التغطية الصحية، وهو نفس الأسلوب تقريبا، وقد تناقلت حينها العديد من المنابر الإعلامية الخبر خاطئا فسارعت إلى القول بشرى للآباء والأمهات…”.

يحكى أن جحا دعا جاره القريب من سكناه إلى مأدبة أرنب اصطاده وأراد أن يتقاسمه مع جاره العزيز، ففوجئ بشخص يطرق بابه ويخبره أنه جار جاره وأن جاره طلب منه الحضور للمأدبة، ثم بعد هنيهة جاء جار الجار الثاني فجار الجار الثالث إلى امتلأ المنزل.

حينها لم يعدم جحا الجواب والفعل فوضع قصعة مغطاة على طاولة الأكل وقال للجار الأول : تقدم ياجاري واكشف عن الأكل للضيوف، ولما أزال الجار غطاء القصعة تبين له انها ممتلئة بالماء الساخن فقط، فصرخ متسائلا: ما هذا يا جحا أتدعونا للالتئام حول ماء ساخن؟

أجابه جحا : لا ياجاري العزيز إنه ما تبقى من مرق المرق المرق الذي طهوت فيه الأرنب ودعوتك لاقتسامه معي، ولما حضر جيران جيرانك كلهم، فقد تحول هكذا لتتفضل بارك الله لك فيه .

فهاهو الصديقي يتعامل مع المغاربة بأسلوب جحا ويقدم لهم خبرا حول البدء…في إعداد…استراتيجية حول محاربة التشغيل، وبعدها سينتظرون الإعلان عن الأسترتيجية ثم بعدها بدء تنفيذها وتطبيقها ..وما بين التفكير والفعل أربعة اشهر …هكذا إذن..ولقد فهمنا ك يا سيادة الوزير.

                                                              كــــــمال قـــروع 

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة