إن النقاشات الدائرة اليوم حول مختلف المواضيع المطروحة في الساحة السياسية المغربية سواء حول إجبارية التلقيح من عدمه أو حول بروفيلات الحكومة المعينة رئاسة و أعضاء تعتبر نقاشات هامشية أو بالأحرى نقاشات فارغة خصوصا في الظرفية الراهنة بعد عشر سنوات عجاف و مخرجاتها من إقتصاد وطني نصفه غير مهيكل ، تعليم يعاني موت سريري ، قطاع صحي متدهور بشكل مخيف ، قطاع إجتماعي يتجه للمجهول إضافة إلى سنتين من جائحة صحية عالمية غيرت كل الموازين على مختلف الأصعدة إقليميا و دوليا.
إن الدولة المغربية بمفهومها التقليدي الهادف لحماية المواطن من أي خطر يهدده و أيضا المحافظة على حقوقه التي تحفظ كرامته كمواطن مغربي إلتقطت الإشارة منذ ما يقارب عقدين من الزمن و ذلك يتجلى في جل المبادرات التي أطلقتها المؤسسة الملكية من خلال عدة برامج منها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و غيرها من خلق قطاعات تهدف لجعل العنصر البشري جوهر التنمية الإقتصادية وعلى سبيل المثال قطاعات جديدة بأسماء مختلفة كالإقتصاد الاجتماعي و التضامني و غيره من التسميات التي سمعنا بها كثيرا في العقدين الاخرين .
إن كل المبادرات التي تهدف للتحقيق التنمية الاجتماعية التي كانت و لازالت برامج جيدة رغم أنها كانت تعاني من البطء في تنزيلها على أرض الواقع و تحقيق النتائج المنتظرة منها كانت تفتقد لمقدار واحد و هو العقد الاجتماعي بين مكونات المجتمع من هيئات سياسية و إجتماعية .
إن التعاقد الاجتماعي بيننا كأفراد و مؤسسات إدارية و هيئات سياسية و إجتماعية يمكننا إعتباره هو المكون الرئيسي للمواطنة بمفهومها الجديد أو بمفهوم الجيل الجديد للتحقيق هذا التعاقد التي يمكن إعتبار النموذج التنموي الجديد هو نموذج لهذا العقد الإجتماعي التي حوله الحزب الاول لمجموعة من الالتزامات و آليات للتنزيله لهذا و جب علينا كأفراد تغيير نمط الفكر الفردي و جعله نمط فكري جماعي يهدف الى خدمة الجماعة قبل الفرد الانتقال من الدولة بفهومها التقليدي المتجاوز إلى دولة الإجتماعية .
من هذا المنطلق يمكنك كقارئ إستنتاج إجبارية التلقيح من عدمه و حتى التفكير من جديد في كيفية المساعدة على التغيير بدل الإكتفاء بالدعوة للتظاهر في الساحات العمومية و على منصات التواصل الإجتماعي .
إن المواطن المغربي اليوم هو أساس التنمية و أساس بناء و جعل المغرب مملكة إجتماعية أساسها التماسك و التجمع الوطني من أجل إيجاد الثروة المفقودة و الالتزام بتوزيعها بالشكل الذي تحترم فيه كافة الفئات المجتمعية شبابا نساء و شيبا و من أجل مغاربة يستحقون الأفضل.
السباعي مصطفى
عذراً التعليقات مغلقة