الحسين أكتيف…حكومة هزمتها الطماطم

الوطن الأن5 أبريل 2023آخر تحديث :
الحسين أكتيف...حكومة هزمتها الطماطم
الحسين أكتيف...حكومة هزمتها الطماطم

الطماطم ليست الا عنوانا لمسار طويل من نهب خيرات بلادنا، على مدى أكثر من 15 سنة، لينتهي بنا المطاف الى النتيجة الكارثية التي نحن فيها الآن.
والمؤسف في كل هذا، أن الذين تسببوا في هذه الكوارث، هم من يجلسون الآن على كرسي رئاسة الحكومة، ليشهدوا على الفشل الذريع لمخطط ارادوه أخضر، فانتهى به المطاف الى مخطط اسود على حياة المغاربة، بعد أن اخضرت وازدهرت به أرصدة كبار الفلاحين وشركات التصدير و شركات الأسمدة والبذور.
فعلى مدى 15 عاما، اشتغل مهندس ومدبر “مخطط المغرب الأخضر” على تفويت الأراضي الفلاحية الخصبة لكبار رجال الدولة، من وزراء وبرلمانيين واقطاعيين من مختلف الأحزاب، وهو واحد منهم، مع استفادتهم من كل أنواع الدعم دون حسيب ولا رقيب، من أجل إقامة ضيعات الحوامض والطماطم والبطيخ والأفوكادو، وغيرها من الزراعات التي تستنزف الفرشة المائية، وهي زراعات مكملة، مقابل الاستغناء عن زراعة الحبوب بمختلف أنواعها، والتي تعد عنوانا للأمن الغذائي، اضافة الى كونها زراعات مقتصدة للماء. وطيلة هذه المدة لم يتمكن المغرب من تأمين احتياجاته من الأسمدة والبذور، وظل يستورد كل شيء من الخارج، وخصوصا من الكيان الصهيوني، المتخصص في انتاج بذور هجينة، ذات خصائص مدمرة للتربة ومستنزفة للفرشة المائية، فكانت النتيجة: القضاء بشكل نهائي على البذور الطبيعية المقتصدة للماء وتحويل المغرب كله الى ضيعات لكبار الاقطاعيين الذين لا يهمهم الا ما يسيل لعابهم من عائدات تصدير الثروة المائية المخزنة في الطماطم والبطيخ والحوامض والأفوكادو، وتحويل المغرب الى بلد فاقد للسيادة والامن الغذائي، فلا هو حقق الاكتفاء الذاتي للحبوب، فظل رهينة للتقلبات الدولية، كالحرب الأوكرانية الروسية، ولا هو أمن احتياجات المغاربة من الخضر والفواكه التي أصبحت في متناول الأوربيين بأثمان مناسبة، بينما يشتريها المغاربة بأضعاف أثمانها، ولا هو حافظ على الثروة الحيوانية، ليضطر في الأخير الى استيراد العجول والجواميس ذات جودة رديئة، في بلد الأراضي الخصبة.
وكما كتبت جريدة “الباييس ” الاسبانية، فمخطط المغرب الأخضر تم تنزيله بأموال دافعي الضرائب ليجني أرباحه المعفيين من الضرائب، من كبار الفلاحيين والمصدرين الذين يستفيدون من اعانات مالية سخية، فلا الدخل الفردي ارتفع، ولا تقلصت نسبة البطالة، ولا زاد الناتج المحلي، بل بالعكس زاد الفقراء بشكل كبير، بينما الأوربيين يأكلون الخضر والفواكه المغربية غضة طرية و بأثمان بخسة.
وكما يقول المغاربة الذين يكتوون من نار الأسعار: “اننا نطلب من الله ان يسقينا من غيثه ليأكل الأوربي الخضر والفواكه بأثمان مناسبة”

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة