سعيد رحيم …لماذا تماطل جماعة تيزنيت في فتح المسبح الجماعي ؟ وهل تتجه لسيناريو التفويت ؟!

الوطن الأن5 يوليو 2024آخر تحديث :
سعيد رحيم ...لماذا تماطل جماعة تيزنيت في فتح المسبح الجماعي ؟ وهل تتجه لسيناريو التفويت ؟!
سعيد رحيم ...لماذا تماطل جماعة تيزنيت في فتح المسبح الجماعي ؟ وهل تتجه لسيناريو التفويت ؟!

لحد الآن مازالت جماعة تيزنيت تماطل في فتح المسبحين الجماعيين أمام المواطنين..تماطل غير مفهوم ظاهرا، ولكن في كواليس التدبير الجماعي هناك سيناريو يطبخ بعيدا حتى عن أعين أغلبية أعضاء الجماعة ، الذين أصبحوا مجرد عتاد للتصويت في دورات المجلس، دون أن يعرفوا حتى على ماذا يصوتون!.
فالمسبح الكبير المؤكد الآن أنه لن يتم فتحه هذا الصيف..وسط ترويج جواب جاهز بين الاعضاء أنهم يترقبون دعما أو مقترحا من وزارة الداخلية ، وأن هناك مشاكل بين الجماعة والمقاول..وهذا موضوع آخر يطرح السؤال حول مدى جدية وجدارة المصالح الإدارية والتقنية للجماعة في تتبع الأشغال عموما بالمدينة.
أما المسبح الصغير الجديد، فهناك سباق ضد عقارب الزمن الصيفي لكي يتم فتح ابوابه في الايام القريبة ، على الرغم من انه حسب مصادرنا لايرقى الى انتظارات المواطنين ، وسيبدو بئيسا أمام مسابح جماعية في المحيط القروي القريب من تيزنيت وعلى حدودها مع عمالة سيدي افني.
سنعود الى موضوعنا حول تماطل جماعة تيزنيت في فتح أبواب المسبح الجماعي الكبير ، ولماذا تمعن الجماعة وجهات داخلها الى دفع أشغال إصلاحه الى البلوكاج والتلويح بفزاعة تكلفة إصلاحه المرتفعة ؟!
جوابا عن هذا السؤال، هناك سيناريو يتم اعداده الآن مستوحى من ما يحدث باكادير ، وهو سيناريو التفويت..
ففي أكادير تم مؤخرا منح سونارجيس ( الشركة الوطنية لإنجاز وتدبير المنشآت الرياضية) صلاحية إنجاز و تدبير منشآت رياضية في إطار تدبير المرافق الرياضية المنجزة في برنامج التهيئة الحضرية أكادير 2020/2024 .
وكانت التجربة الأولى مع المسبحين المنجزين بكل من حي الهدى والحي المحمدي ، في اطار شراكة بين هذه الشركة وشركة التنمية المحلية..ومن المتوقع أن يستيقظ المواطنون غدا في أكادير على وقع أثمنة خيالية للولوج إلى هذه المسابح..علما أن سونارجيس ليست نموذجا ناجحا في إصلاح وتدبير المنشآت الرياضية.
هذا السيناريو سيتكرر لا محالة في تيزنيت ، أولا لأن وضع البلوكاج الذي يعرفه المسبح هي فكرة مخدومة بشكل جيد ، تراهن على أن تصل بالمواطن الى وضع سيطلب فيه بفتح المسبح بأي ثمن ..ثانيا، سوابق من تم تنصيبه على رأس جماعة تيزنيت حاليا ، عندما حاول تفويت المخيم الجماعي لأكلو سنة 2021 حين كان على رأس المجلس الإقليمي.. ثالتا، مدبرو الشأن المحلي حاليا أبرموا قبل أشهر اتفاقية مع شركة التنمية المحلية أكادير سوس ماسة ، التي يرأسها والي الجهة ، لأجل تنفيذ جزء من اتفاقية تأهيل المدينة للرفع من جاذبيتها (قد نعود مستقبلا لمناقشة هذه الاتفاقية)..وبالتالي هناك احتمال كبير أن يطرح ملف المسبح الجماعي على طاولة النقاش بين جماعة تيزنيت وشركة تنمية أكادير في أفق اتفاقية أخرى ، تحت ذريعة تكلفة الاصلاح الباهضة ، وتحت غطاء اتفاقية يمكن ” تزويقها” برفع جاذبية المسبح وتجويد فضاءاته، ولهذه الغاية سيتم ادخال شركة صونارجيس لاصلاح وتدبير المسبح فيما بعد على غرار أكادير، تماما مثل ما يحاولون تفويت المحطة الطرقية للشركة الوطنية للنقل والوسائل اللوجيستيكية SNTL، ولكن دون جدوى لأن المحطة المعطوبة غير مغرية لهذه الشركة ..وربما ستضع صونارجيس يدها على المسبح الجماعي قبل ايجاد حل للمحطة الطرقية المتعددة التخصصات!
طبعا سيتم تكليف بعض ” الحياحة” خارج المجلس للاحتفاء بهذا الانجاز العظيم باسم الجمعيات الرياضية والمجتمع المدني المفترى عليه وفي ورشات تشاورية شكلية ..وكل هذا من أجل تسليع خدمة عمومية .. والاجهاز على بنية ترفيهية ورياضية عمومية شيدت بأموال دافعي الضرائب.
المسبح الجماعي كما تبلورت فكرته في تحولات ومخاضات تجارب جماعية سابقة لاديعزا واعمو والبنواري ، كان رهانها الحفاظ على المسبح الجماعي كخدمة عمومية وشعبية ، بغض النظر عن مصاريفه وتكاليفه.. لأنه خدمة لا تقل أهمية عن خدمة الإنارة العمومية والنظافة، و لأن ذكاء الفاعل الترابي هو في قدرته على التوفيق بين رهان تنمية مداخيل الجماعة في الجبايات المحلية و الموارد المحولة من طرف الدولة من جهة، وفي الحفاظ على الخدمات العمومية ومجانيتها و الولوج إليها بأثمنة رمزية من جهة أخرى ..أما تفويت المسبح الجماعي فهو حل لايتقنه سوى الشناقة ووكلاء لوبي المصالح وتضارب المصالح !

ملاحظة : نتقاسم هذه الملاحظات والتخوفات مع الرأي العام ونحن على يقين ، ان هناك عتادا انتخابيا داخل المجلس مستعد ان يصوت على تمرير أسوإ القرارات اللاجتماعية داخل المجلس..كما نحن على يقين أيضا أن هناك رأيا عاما ونخبا جبانة تركن الى الصمت وتحافظ على مصالح ضيقة وتتفرج على مكاسب مدينة صنعها الرجال ويتاجر فيها الشمايت… وماخفي أعظم!

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة