لم يكن في يوم من الأيام دور الشباب مختزل في لائحة الشباب أو تمثيلية ضعيفة غير قادرة على تمكينه من مراكز القرار و عن التمكين الحقيقي بالرغم أنها لم تكن إلا قناة ككل القنوات التي تطعم مجلس النواب بعدد من الكراسي الزائدة . هذا لا يعني أننا نعتبر هذه الآلية تكرس مفهوم الريع بشكل قطعي بل خطوة أولى من أجل ترسيخ الإرادة الحقيقية المغربية في تنزيل الخطابات السامية الداعية للتشبيب المشهد السياسي المغربي .
فالبعض يعتبرها إنقاذه من البطالة أو الظفر بتقاعد مبكر يضمن عيشا كريما و هذا هو بيت القصيد فلماذا نمارس السياسة ؟ ممارسة السياسة هي نضال من أجل تحقيق مشاريع تساهم في ضمان عيش كريم لكل الفئات المجتمعية . و من هذا المنطلق تمارس السياسة فالهدف واحد لكن الإشكالية هنا هي بأي وسيلة يمكننا تحقيق هذا الهدف المشترك لكافة الشباب المغربي .
إن إستمرارية ممارسة السياسة من طرف الشباب مرتبطة بتأطير قوي مشبع بمبادئ التفكير الجماعي و تكوين حقيقي للشباب يتسم بنكران الذات و هذا مأصبح مغيب داخل أحزابنا السياسية التي أصبح التفكير الفردي الضيق يسيطر على أغلبية الشباب و جعل من الشباب ذاك الحائط الائل للسقوط مع قروب كل إستحقاقات فمنهم من يستقيل و منهم من يتخلى عن طموحاته السياسية بمجرد عدم حصوله على تزكية و هنا يمكن القول أن مفهوم تشبيب المشهد السياسي مرتبط بقوة التكوين و التأطير فبدون هذان الاثنان لا وجود للتشبيب و لا وجود للاستمرارية في العمل الحزبي .
تشبيب العمل السياسي يستوجب تضافر كل مكونات المشهد السياسي من أجل خلق نخب سياسية قادرة أولا على العطاء و صنع الخلف و خلق آلية الاستمرار مع مرور الزمن و اختلاف الرهانات و هذا هو ما نفتقده اليوم. فالترسانة المغربية غنية بالمفردات المثلجة للصدر لكن تغيب فيها الفاعلية و الواقعية .
الأحزاب السياسية تعاني من التفكير الفردي المبني على مبدأ المصلحة الخاصة و الظرفية و الشباب يعاني من الإحباط في غياب مبدأ تكافؤ الفرص لهذا السبب يستوجب فعلا خلق نقاش حقيقي حول كيفية جعل التشبيب أولية بصيغة آنية و مستقبلية و إيجاد أيضا أجوبة حول مجموعة من التساؤلات التي أصبحت تروج في كل الجلسات أو النقاشات التي تعرفها كافة فئات المجتمع .
للذلك فالهدف الرئيسي للشباب هو الدفاع والعمل تقوية الهيئات الحزبية الذين ينتمون لها و عدم الانصياع للممتهني السياسة و تجارها و التعرض للاستغلال في مؤامرات دنيئة لإضعاف تلك الهيئات لأغراض تغلب فيها فكرة البحث عن القبعة السياسية الممثلة في حماية المصالح .
إن دورنا اليوم كشباب مقتنع بممارسة الحق الدستوري بشتى الوسائل يتمثل في جعل هذا النقاش واقع معاش اليوم و بعيدا عن إستحقاقات أو شعارات التي تسبق كل محطة إنتخابية لكن علينا تكريس مفهوم العمل السياسي الحقيقي و المشاركة في صناعة القرار من منطلق المواطن المغربي البسيط المتعطش للتحقيق التغيير عبر كل المراحل من التخطيط الى البناء و حتى تحقيق المبتغى و الحفاظ على المكتسبات التي تتمثل في وزارات و مقاعد برلمانية بطعم نخب جديدة سيعطي نتائج مختلفة بكل تأكيد لكن إذا إستعطنا إعطاءهم الفرصة الحقيقية للإشتغال و عدم البحث عن زلاتهم سواء الكلامية أو حتى البروتكولية
إن ممارسة السياسة من منطلق الايمان بالمشاريع هو الحل من أجل التغيير بحيث زمن الايمان بالايديولوجيات و إمتلاك الحقيقة المطلقة و ممارسة المعارضة فقط من أجل خلق البوز لن تسمح لنا كشباب و لا كمجتمع بممارسة هذا الحق بمنظور الشاب المغربي و بمنظور الجيل الجديد .
السباعي مصطفى .
عذراً التعليقات مغلقة