حقق فريق أمل تيزنيت لكرة القدم إنجازا رياضيا مميزا هذا الموسم، بصعوده المستحق إلى القسم الوطني الثاني للنخبة، بعد احتلاله المرتبة الثانية في بطولة القسم الوطني هواة. وقد جاء هذا التتويج ثمرة لموسم حافل بالتحديات والانتصارات، توفرت فيه الإرادة الجماعية وروح الانتماء، رغم محدودية الإمكانيات والصعوبات التي واجهها الفريق على مختلف المستويات.
مسيرة الفريق هذا الموسم تميزت بأداء مستقر وروح قتالية عالية، ترجمت إلى نتائج إيجابية في مواجهات حاسمة، خاصة أمام فرق لها باع طويل في المنافسة. و شكل الفوز على الرشاد البرنوصي بنتيجة 2-1، والانتصار خارج الديار على اتحاد الخميسات، لحظات مفصلية في مشوار الأمل نحو تحقيق الصعود، وأكدتا قوة المجموعة وتماسكها رغم الإكراهات.
من اللافت في هذا الموسم الرياضي الحضور القوي للجماهير التيزنيتية، والتي ظلت تواكب الفريق في مختلف مبارياته، وتشكل سندا معنويا كبيرا للاعبين. وقد لعب فصيل “الريزنغ” دورًا بارزا في تحفيز الفريق، سواء عبر التشجيع في المدرجات أو من خلال مواقفه الواضحة في دعم النادي والدفاع عن مصالحه. ومما يبرز عمق هذا الانتماء، الوقفة الاحتجاجية الحضارية التي نظمها عدد من المشجعين أمام مقر الجماعة، تنديدا بما اعتبروه تقصيرا من طرف المجلس الجماعي في دعم الفريق، ومطالبة بتوفير شروط أفضل لمواكبة النادي في مساره الصعب.
ورغم هذا الصعود المفرح، فإن واقع الدعم المالي المخصص للفريق من طرف المجالس المنتخبة لا يزال دون مستوى تطلعات مكونات النادي وجمهوره الواسع. فالدعم العمومي ظل محدودا وغير كاف لتغطية متطلبات فريق ينافس في بطولة وطنية ويطمح للبقاء والتألق في قسم أكثر احترافية. وهو ما يطرح تساؤلات حقيقية حول مدى جدية الفاعلين المحليين في التعاطي مع الرياضة كرافعة للتنمية المحلية.
اليوم، وبعد تحقق الصعود، يواجه أمل تيزنيت تحديات أكبر في المرحلة المقبلة، حيث أصبح من الضروري الاشتغال على عدة مستويات من أجل ضمان الاستقرار والبقاء في القسم الثاني. ويتطلب ذلك تعزيز الفريق بعناصر جديدة ذات تجربة، وتحسين البنية التحتية الرياضية، وتأمين ميزانية قارة تتيح للنادي الاشتغال في ظروف ملائمة، إلى جانب إشراك مختلف الفاعلين والشركاء في دعم الفريق ضمن رؤية تنموية شاملة. كما أن الجماهير التي شكلت قوة داعمة طوال الموسم، مطالبة بالاستمرار في هذا الالتفاف، لكن أيضا من حقها أن ترى تفاعلا حقيقيا من الجهات المسؤولة.
إن صعود أمل تيزنيت إلى القسم الوطني الثاني لا يمثل نهاية المطاف، بل بداية لمسؤولية جماعية يجب أن ينخرط فيها الجميع، من سلطات ومجالس منتخبة وفاعلين اقتصاديين ومدنيين. لأن الرياضة لم تعد مجرد منافسة على المستطيل الأخضر، بل أصبحت قضية تنموية تعنى بالهوية والانتماء والتماسك الاجتماعي، وتزنيت تستحق أن تكون في مستوى تطلعات أبنائها، رياضيا وتنمويا.
حيدار لزرق…صعود أمل تيزنيت يستوجب تأمين ميزانية قارة و تحسين البنية التحية لضمان البقاء في القسم الثاني

حيدار لزرق...صعود أمل تيزنيت يستوجب تأمين ميزانية قارة و تحسين البنية التحية لضمان البقاء في القسم الثاني
Sorry Comments are closed