حيضر لزراق :ميزانية 2026… ميزانية تراجعية بكل المقاييس!

الوطن الأنساعتين agoLast Update :
حيضر لزراق :ميزانية 2026… ميزانية تراجعية بكل المقاييس!
حيضر لزراق :ميزانية 2026… ميزانية تراجعية بكل المقاييس!

خلال مناقشة ميزانية جماعة تيزنيت لسنة 2026، وصفناها بوضوح بأنها ميزانية تراجعية، وهو الوصف الذي – على ما يبدو – أزعج السيد رئيس المجلس أكثر مما أزعجته الأرقام نفسها.

الزيادة المعلنة، التي تبلغ حوالي 4.7 ملايين درهم، لا تُوازي حتى ما عرفه باب واحد فقط من ارتفاع، وهو باب الضريبة على الأراضي الحضرية غير المبنية الذي قفز من 13 مليون درهم سنة 2025 إلى 20 مليون درهم سنة 2026، أي بزيادة قدرها 7 ملايين درهم!

بمعنى آخر: باب واحد طالع، والباقي نازل… والنتيجة: ميزانية “منفوخة” من فوق و“فارغة” من الداخل!

وإذا أردنا إنصاف الحقيقة، فهذه الزيادة لا تعود إلى اجتهاد المكتب المسير، بل إلى دخول القانون الجديد رقم 14.25 المتعلق بجبايات الجماعات حيّز التنفيذ، خصوصًا في شقه المرتبط بالضريبة على الأراضي الحضرية غير المبنية،وهو ما دفع الجماعة إلى رفع تقديراتها في هذا الباب، لا أكثر.

أما الزيادات التي عرفتها الميزانية منذ بداية هذه الولاية سنة 2021، فهي ناتجة أساسًا عن ارتفاع حصة الجماعة من الضريبة على القيمة المضافة (TVA)،
وذلك بفعل الغلاء غير المسبوق في الأسعار الذي طبع هذه المرحلة.

فكلما ارتفعت الأسعار، ارتفعت معها القيمة المضافة التي يؤديها المستهلك، وبالتالي زادت عائدات الدولة التي توزعها وزارة الداخلية على الجماعات.
بمعنى آخر، غلاء المعيشة هو الذي أنعش الميزانية، لا المجهود المحلي ولا الرؤية الاقتصادية للمكتب المسير.

أما هذا الأخير، فلا يبدو أنه يقوم بدوره في تنمية المداخيل الذاتية، إذ تظل أغلب الأبواب جامدة أو في تراجع مستمر.

ومن الملاحظات التقنية أيضا، أن وثائق الميزانية هذه السنة افتقدت العمود المقارن الذي كان يبيّن ما تم صرفه فعليًا إلى حدود شهر شتنبر (أو غشت على الأقل)،وهو معطى أساسي كان يمكن من قراءة واقعية للأرقام المقترحة وتحليلها بشكل دقيق وشفاف.

أمام كل هذه المعطيات، كان موقفنا في فريق الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية واضحًا ومسؤولًا:
🟥 الامتناع عن التصويت على هذه الميزانية، لأنها ببساطة لا تعبّر عن طموح المدينة ولا تجسد إرادة التنمية، بل تكرس واقعا من الركود والرتابة، في ظل حكومة ليبرالية متوحشة لا ترى في المواطن سوى مستهلك يثقل كاهله الغلاء،ولا في الجماعات سوى أرقام تُستعمل لتزيين التقارير.

وفي الختام، نقولها بهدوء ولكن بوضوح:
تيزنيت تستحق ميزانية تليق بتاريخها وطموح ساكنتها، لا ميزانية تفصل على مقاس الحسابات الضيقة والتبريرات الجاهزة.
وفي ما يلي فيديو يوثق مداخلتي خلال مناقشة الميزانية في جلسة أكتوبر الثانية، رغم اصرار السيد الرئيس على تقليص مدة المداخلات إلى 3 دقائق،، و هي مدة غير كافية للإحاطة بجميع الجوانب.

Comments

Sorry Comments are closed

Type a small note about the comments posted on your site (you can hide this note from comments settings)
    Breaking News