الخوفُ من الخوفِ خوفٌ مُضاعفٌ ، مَنطِقُ مُعادلَةِ ابتدعها العالم العربي جابر بن حيان في زمن جله مَصْروف، فيما نلمسه الآن نتيجة صَنَعَها الصَّمْتُ فينا كي نقفَ على نفس الخط الأسود كاستثناء لخطوط العرض والطول المعروفة الأمكنة بها على هذه البسيطة حتى يبقى مكاننا مبنياً للمجهول لا دليل عليه فتفعل السلطة الحاكمة فيه ما تختاره بعبقريتها السياسية من ظروف . خوف من خوف، مهما أخفيتَهُ فيك نابع منك للعيان مكشوف ، كلما تفنَّنتَ في استبعاده عن وجودك (عسى الارتعاش عن مفاصلك يميل صوب التوقف) تغدو عن مسايرة الفكرة موقوف.
هل يبرأ المُدْمِن على تجرع المكروه بالتمني فيظهر علناً عن ذات الداء العزوف؟؟؟، و هو في كل خُلْوَةٍ تتطاولُ شرايين بدنه عن حجمها الطبيعي بما تحويه من كميات جراثيم الجشع والطمع في احتضان المذلة والخنوع ليَتَّقِيََ شر منْ حَوَّلُوهُ إلى خَروف، برأس أدمي مربوط تلقائيا للأسفل كأنه من أي حالة مدنية وطنه (كيفما كانت) محذوف ، تَعَوَّدَ حَمْلَ الخيبةِ وبقايا مُجونِ الآخرين المتسكعين بين طرقات القصور المتقاربة بعضها بعضاً في تحدي صارخ للأكواخ المكدسة داخلها الأجساد بالألوف ، يتلقَّى أصداء الأغاني المعمولة خصيصاً لرواد أوكار الأبالسة ملاهي الطبقة الحارقة عرق مئات عمال المصانع لتدفئة لحظات نشوتها بقنينات نبيد مستورد من عاصمة الضباب أو ربوع مدينة كائن فيها حي “بيكال” المعروف.
الفرق شاسع والطريق طريقان أما المصير فالفلاس المبين المنتظر بما لكلمتي بداية النهاية من حروف . شساعة الفرق مجسمة في أقلية الأقلية تتحكم في أغلبية الأغلبية بالمنكر الواردة عنه تقارير سرية كانت أو علانية أنه للحق والمنطق والقانون والشرع السماوي مخالف . الطريقان إحداهما تُشْرِفُ على الانتهاء بإصلاح تُعاد به كل الأمور إلى نصابها للبدء من جديد وهذه المرة تكون العدالة سيدة الموقف، مهما كان المجال ثقيل الوزن أو الخفيف ، والثانية مع كل خطوة فيها تنبري الاصطدامات وإن تفاقمت أدت بالاستقرار الهش للعدم فتنطفئ كل الأنوار ويعم الظلام وتُقرأ الفاتحة على السلام فيصبح مَن كان يصول ويجول رافعا ألمع السيوف بندمه مَلْفوف.
… المغرب جله في قاعة الانتظار تعبيرا عما يلاحقه من مجاز صادر لأمر جد مختصر، أن تذهب الديمقراطية ولناجحين بها (إن كان نجاحهم حصل بها فعلا) إلى قاعات الانتعاش المرتبة مسبقاً لاحتضان حالات الإغماء ألقصري الهادف عن قصد إعطاء البينة لمن لا زال يعلم الحقائق الجارية ويتعامى بضغط الخوف القاسي السمات حسياً الفاعل على أرض الواقع ما يُجمِّدُ الوعي في الناس لأجل غير مسمى. لم يعد تشكيل الحكومة بالشأن الهام بعد فقدان الثقة فيما عساها تقدم وهي مكبلة من قبل أن تباشر مهامها رسمياً ، ثقة المعنيين المصوتين بنعم خلال استفتاء شعبي / رسمي على الدستور الحالي ، والحكومة هذه إن تشكلت وفق بنوده تكون الثانية في عمره العاجزة تماما كسابقتها على أداء واجباتها إتباعا لتعليماته . صراحة فطن العالم بنا ، بأحزابنا ،بنقاباتنا، بجمعياتنا ، بأننا لا زلنا في طور الحضانة ، لم نبلغ يعد سن الرشد لتصريف أمورنا ، حتى المتعلقة بما أفرزته الديمقراطية الرسمية في محيطنا السياسي الرسمي باختياراتنا الرسمية ، التي يُعَبِّرون بها عن رأينا ونحن نتفرج ُعلى خُططهم من بعيد، يراقص حواسنا الخوف من مجرد نقدها همسا بيننا وأنفسنا .
لم نُفاجأ بالحاصل فلا أحد له حق الكلمة قبل أو بعد المصدر ، حتى مدح سياسة هذا الأخير تعرض صاحبها للمساءلة بتهمة أنها لم تكن في حاجة لذات المدح ، فهي منزهة عنه ما دام في يمناها السوط وفي يسراها الضاربين به بلا مناقشة أو تفكير، فالمضروبين أمامها كلهم عندها عصاة جهلة لا يفقهون شيئا حينما ينادون باحترام حقوق المغاربة كبشر المغرب قائم بهم ولولاهم لأصبح اسمه في الجغرافية “الركن الغريب”.
عذراً التعليقات مغلقة