العدالة والتنمية حزب محافظ بمرجعية إسلامية، لديه اختيارات سياسية وثقافية تعبر عن هوية الحزب..الناس صوتت في جماعيات تيزنيت على البيجيدي لتدبير الشأن العام انطلاقا من برنامج الحزب وهويته.. البيجيدي منسجم مع اختياراته الهوياتية والسياسية من التضامن مع القدس إلى الاحتفاء باللغة العربية مرورا بتسمية الشوارع برموز تمتح من الثقافة العربية والإسلامية..تماما كما كان التقدم والاشتراكية والاتحاد الاشتراكي في تدبير الشأن المحلي يعبران عن هويتهما السياسية والثقافية وهم يحتفون بايض يناير واستقبال الفرق المسرحية واحتضان برامج المعهد الثقافي الفرنسي ودعم المجتمع المدني..في التجارب الجماعية في فرنسا المجالس التي يسيرها الحزب الشيوعي الفرنسي ليست تلك التي يسيرها حزب الجبهة الوطنية، فرق كبير في الاختيارات والبرامج، ابتداء من تعاملهم مع الهجرة والمهاجرين وصولا لأولوياتهم في الثقافي و الاجتماعي… هو تمرين ديمقراطي وتدافع ديمقراطي، ولمن يريد تنزيل تصوره للثقافة والسياسة والحياة ان ينخرط ويشارك في تدبير الشأن العام، لأن الانتخابات البلدية هي تقديم جماعي لاجابات حول اي مدينة نريد واي إطار عيش نشتهي فيها..لاتروقني اختيارات البيجيدي ولا أولوياتهم في الشأن العام المحلي بمدينتي، ولكن لايروقني أكثر انتظاريتنا القاتلة..
ملاحظة لها علاقة بما سبق: على هامش انتخابات افني..لاحظت انقسام كبير في دعم مرشحين هما في الواقع تكثيف سياسي لمن تريد الدولة اليوم ان يبرز في المشهد بعد موت السياسة وقتل الأحزاب ..المؤسف أن ترى شباب يساري يدعم بلفقيه وشباب من البيجيدي يدعم مشارك..هي لحظة تيه وموت الإرادة وتشاؤم العقل..ما يحدث في تيزنيت الآن من نقاش في مرجعية واختيارات تدبير الشأن العام يبقى على الاقل إيجابيا.. ان تتصارع هنا التصورات الفكرية والسياسية أرحم من صراع مافيا المال والسلطة هناك..والديمقراطية حرب أهلية غير مسلحة كما قال ذات مرة الساسي في ندوة بأكادير.
عذراً التعليقات مغلقة