إن الخطاب السامي للجلالة الملك بمناسبة الذكرى السادسة و الاربعين للمسيرة الخضراء يأتي في سياق إقليمي مغاربي واضح المعالم من طرف المملكة المغربي و يتجلى ذلك في مجموعة من المكتسبات المحققة على أرض الواقع بمشاريع تنموية و مواقف دولية واضحة و ملموسة تؤكد سيادة المملكة المغربية على صحرائها و ذلك من خلال افتتاح قنصليات لدول إفريقية و عربية، و يؤكد على أن المملكة المغربية لازالت و ستظل متشبثة بالمسار السياسي الاممي رغم كل المناوشات و المناورات الهادفة لوقف هذه النجاحات بطرق ملتوية التي أصبحت واضحة للمنتظم الدولي .
إن مواقف المملكة المغربية لطالما كانت واضحة و مباشرة لكل المتداخلين بحيث أن المغرب لن يقبل التفاوض على جزء من وحدته الترابية بقدر ما يهمه أن يحل هذا الملف بشكل ديبلوماسي و سلمي و ذلك من خلال حكم داتي تحت السيادة المغربية و تأكيدا بالخط العريض على أن المملكة المغربية ملكا و شعبا لن يتواروا عن الدفاع عن أراضيه و أنها قادرة على فرض سيطرتها و حماية أراضيها و تجديد الدعوة من أجل إنخراط كل المكونات المجتمع على إستمرار الدينامية التنموية و الاقتصادية هي رسالة واضحة لكل الشركاء الدولين على أن المغرب عازم على استمرارية و تسريع و تيرة التنمية و رفع التحدي بالحفاظ على المكتسبات و تحقيق المزيد منها من خلال جعل الاقاليم الجنوبية فضاء استثماري و تنموي مما يعزز موقف المغرب و جعل الحكم الداتي الحل الوحيد لهذا الملف .
إضافة على هذا تأكيده أن المجالس المنتخبة بأقاليم و جهات الصحراء المغربية التي أنتجتها صناديق الاقتراع عبر المحطات الانتخابية و بطرق ديمقراطية هي الممثل الشرعي الوحيد للساكنة الصحراء .
و من خلال كل هذه المواقف الواضحة للمملكة المغربية تهدف إلى تحقيق توافق و إرتباط مغاربي قوي يعزز مكانة الدول الخمسة في جل المجالات ، يؤكد لنا خطاب جلالة الملك نصره الله أن قضية الصحراء المغربية هي قضية كل المغربية و جوهر الوحدة الوطنية و أن الشعب المغربي لم يكن في يوم من الأيام شعبا يبحث عن التحديات لكن إذا فرضت عليه فهو قادر على كسبها و تحقيقها…
السباعي مصطفى
عذراً التعليقات مغلقة